الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

Sunday, November 26, 2006
الركن السادس: غطي شعرك وامشي عريانة


Image Hosted by ImageShack.us


ولست أبالي أن يقال محمد ............................................... أبلّ أو اكتظت عليه المآتم
ولكن ديناً قد أردت صلاحه ........................................... تحاول أن تقضي عليه العمائم

الأمام محمد عبده

*********************************************************************

أزمة اختفاء الكراسي في مصر

Image Hosted by ImageShack.us

أقام فاروق حسني الدنيا في مصر ولم يقعدها. فاروق حسني الذي يعتز النظام السياسي كثيرا لوجوده ضمن صفوفه ويرفع ورقته لكل من يدعون على الوطن بأنه ضد حرية المثليين جنسيا، يعود إلى الصفوف الأولى مرة أخرى بتصريحه لجريدة المصري اليوم عن رأيه في المرأة بأنها مثل الوردة التي يغطيها حجاب وأن الأخير يعتبر تخلفا لأنه كان عادة في الماضي ونحن نستعيدها الأن، مشيرا في الوقت نفسه أنه ليس فرض وليس من أركان الإسلام، ومعللا بأنه إذا كان شعر المرأة فتنة، فشعر الرجل ووجهه وصدرة فتنة أيضا

الغريب في الأمر أن حسني - الوزير وليس الرئيس - قد أقام الدنيا على موضوع أستهلك في الحديث أكثر مما أستهلك في الممارسة، ولم يقعد الدنيا على موضوع لا يمت بصله بقضايا تشوه الدين أو تسيء لرب العالمين ولرسوله الكريم أو تدعو للفجور والفحشاء أو تؤيد الغرب في اتهام الإسلام بأنه مصدر العنف والإرهاب في العالم، فالموضوع يذكرني برواية كانت على الأرصفة لعدة سنوات، وما أن قرأها شاب أزهري يافع حتى اكتشف الكارثة الكبرى بأن الرواية تحتوي على عبارات تسب الإسلام، وتسب رب الإسلام، وتسب رسول الإسلام، وكانت الأزمة الأولى لاختفاء الكراسي في مصر. ورغم ذلك فإن أزمة اختفاء الكراسي قد عادت من جديد، ولكنها هذه المرة تبدو أقوى وأشد، فالدنيا كلها قد قامت ولكن يبدو أنها لن تجلس أبدا، حتى بدا لي الأمر كله كأنه إعصار شديد هب فجأة على المحروسة بسبب مروحة توشيبا العربي

المواطن المصري المتدين

Image Hosted by ImageShack.us

ورغم أن اللافت للنظر دائما مع هذه النوعية من الأزمات هو تشنج الناس لها كمن حلت عليهم مصيبة، وانفعالهم عليها كمن فقد الآباء والأبناء معا، حتى تعتقد بافتراض أنك سائح أجنبي قادم من بلاد السند أن ما حدث من تظاهر المسلمين وغضبهم الشديد في شوارع مصر هو بسبب أن فاروق – الوزير وليس الملك – قد قام بسب الدين وحرق المصحف والتظاهر عاريا من أجل الحصول على حقوقه المثلية، إلا أن أهم ما يلفت النظر في هذه الأزمة بالذات هو انتشار الأحكام المنطقية على الشعب المصري الغلبان، والتي بدورها تنقسم إلى فئتين من الأحكام. فتذهب الفئة الأولى إلى أن الشعب المصري هو شعب متدين بطبعه وطابعه منذ فجر التاريخ وأنه لا يجوز لمثل هذه القلة القليلة بنت الكلب الكافرة أن تعكر عليه صفاء إيمانه العميق وهو في يغني العنب العنب أو أن تخرجه من حالة الحدس الصوفي وهو يلتهم ساندوتش الفول وقطعة المخلل. أما الفئة الثانية فتربط تاريخ انتشار الحجاب في مصر بتاريخ السينما حيث أن سعاد حسني وميرفت أمين ونجلاء فتحي لم يظهرن قط بغطاء على شعورهن، ويطنب أصحاب هذه الفئة أن أمهاتنا لم يكن يرتدين حجابا ولا ايشاربا أيام الجامعة وجداتنا لم يكن يرتدين سوى الميني جيب والشرابات الدانتيل، ولكنهن رغم ذلك قد قاموا بإنجابنا وتربيتنا حتى صرنا رجالا بشوارب كثة و لاشغلة لنا سوى أن ننتقد أخواتنا ممن يغطين شعورهن ووجوههن رغم أنه يكفيهن تغطية مؤخراتهن وصدورهن

لست أعلم تحديدا لماذا تقول كتائب الحكماء في بلادنا هذا الكلام، ولماذا يردده الكثير ورائهم دون وعي أو بصر أو بصيرة، ألا يرى أصحاب الفئة الأولى جيوش الملحدين والشيوعيين والعلمانيين في كل مكان، ألا يستفزهم وجود المتطرفين والمسيحيين والبهائيين واليهود يبثون سمومهم في حروب نفسية تكفر الآخر وتلعب على أوتار المؤامرة والإرث التاريخي للمحروسة، ألم يسمعوا قط عن من يسمون أنفسهم مسلمون ولكن في خانة الديانة، وفي خانة الإخوان، وفي خانة تكفير المجتمع، وفي خانة الحزب الوطني، وفي خانة الموالسين، وفي خانة المنافقين ، وفي خانة القصر الجمهوري، كلهم يغيثون في الأرض فسادا، وكلهم يقضون على الأخضر واليابس، يدعون المسلم للتنصر، ويرغمون القبطي على الإسلام، ويقنعون المؤمن بالإلحاد، في الوقت الذي نسى فيه أصحاب الفئة الثانية أن الحجاب والنقاب كانا موجودين دائما في مصر، وأن قاسم أمين وهدى شعراوي قد كرسا حياتهما لمكافحة هذه العادة التقليدية بدعوى أن الحجاب والنقاب غريبين على الإسلام. ألم يشعروا بالمحجبات والمنقبات يمشون جنبا إلى جنب مع أمهاتنا السافرات، وبجوار جداتنا بالميني جيب، كانت هناك جدات ملتزمات، ووجه الشبه بين هؤلاء كلهن، أنهن قد قمن بتربيتنا وتعليمنا حتى جاء وقتنا لنحاسبهن، نحاسب المحجبات من أمهاتنا لأنهن كن رجعيات متخلفات عن قيم قاسم أمين وهدى شعراوي وسعد زغلول، ونحاسب غير المحجبات من أمهاتنا لأنهن لم يسمعن كلام حسن البنا ومحمد بن عبد الوهاب

الحجاب قبل الحساب

Image Hosted by ImageShack.us

وبغض النظر عن مدى فرضية الحجاب على نساء المسلمين من مدى ضرورته كقيمة أخلاقية مضافة إلى مدى النظر إليه على أنه بدعة دخيلة على الإسلام وعادة غريبة على الدين، إلا أن أهم ما نلمسه الآن من خلال استقراء وتحليل الخطاب الديني الرسمي وغير الرسمي، المعتدل والمتطرف، التجديدي والسلفي، أن الحجاب قد بات ركنا سادسا من أركان الإسلام، وأن الإسلام قد تحول من دين يدعو لقيام منظومة أخلاقية أساسها العدل والمساواة والسلام بين أفرادها، إلى دين يركز بالأساس على المظاهر الخارجية للمسلم والمسلمة في فرضية الحجاب والنقاب وترك اللحية وتربيتها ودخول الحمام باليمين، وكأنه في ذلك قد انتهى من كل ما أثير من خلاف بين فقهاؤه وعلمائه ومفسري نصوصه في القرآن والسنة

إن المعركة التي تدور رحاها الآن بين العلمانيين والمتدينين على كل الساحات حول قضية تغطية المرأة لشعرها، قد انتقلت الآن إلى معركة بين العلمانيين أنفسهم وبين المتدينين أنفسهم، مما أدى إلى اتساع شقة الخلاف بين الجميع وإلى شيوع التفسيرات الجاهزة التي تدعي الصحة لفريقها مطالبة الجميع بالالتزام بظاهر النصوص التي أنزلها الله دون مجرد السعي وراء تفسيرات أكثر مرونة تتواءم مع قيم العصر الجديدة، وشيوع الردود التكفيرية على كل من يدعي غير ما يؤولون من نصوص. ففريق العلمانيين انقسموا حول إن كان الحجاب مجرد فضيلة أخلاقية للمرأة أو أنه غريب تماما عن الدين وليس فضيلة على الإطلاق، رغم أنهم متفقون في النهاية على أنه أبدا لم ولن يكن يوما فرضا على المسلمات، بينما الأمر عند فرق المتدينين قد أفضي إلى حرب ضروس حول قضية الإلزام في تغطية المرأة لوجها لما فيه من فتنة للرجال، رغم أنهم متفقون من البداية على فرضية تغطية المرأة لرأسها

لا تناقش ولا تجادل يا أخ علي

Image Hosted by ImageShack.us

إن قفل باب الاجتهاد إنما يعني أن تمحيص الأدلة المتعلقة برأي معين لا يجوز أن يتم إلا مرة واحدة، وتظل النتيجة بعد ذلك قائمة إلى أبد الآبدين، وهو الأمر الذي يعني بالتالي قمع حرية الشك في هذا الرأي أو ذاك، وهي حرية أساسية بالنسبة لتقدم آية حضارة أو رخاء آية مجموعة من البني آدميين. فلو كان تمحيص الأدلة السابقة التي أخذ بها قد تم على أكمل وجه كما يدعي القائلين بقفل باب الاجتهاد، بحيث لم تعد ثمة جدوى للعودة إليها، لكان بالإمكان أن نجابه بكل أمانة وثقة كل ما يثور من شكوك حول صحة الرأي، وأن نقنع الناس دون عناء أو شقاء، أما صعوبة أو استحالة الرد على التساؤلات والشكوك والآراء المخالفة والاجتهادات الجديدة، فلا تعني غير أن تمحيص الأسلاف للرأي قبل إغلاق باب الاجتهاد لم يكن كافيا، ولا كانت أدلتهم قاطعة، وبالتالي فليس ثمة مبرر لقفل باب الاجتهاد أبدا، وخاصة لو كان باب الاجتهاد قد أغلق في موضوع لا يزال شائكا في قضية مثل حجاب المرأة

وفي الحقيقة، فإن الدراسات التاريخية المحايدة تشير إلى أن الحجاب ليس أمر خاص بالإسلام كما تشيعه القنوات الدينية والتقليدية، حيث كان معتمدا عند نساء اليونان والرومان يضعنه على رؤوسهن عند الخروج إلى الشوارع، وعرفته كذلك بلاد ما بين الرافدين وبيزنطيا وفارس، حيث كانت المرأة الحرة تجبر على تغطية رأسها تمييزا لها عن الجارية، كما أن بعض النصوص المقدسة في التوراة والإنجيل تحتوي على فقرات تحض على تغطية المرأة لشعرها. وقد ضل الخمار مستعملا في الغرب إلى حدود القرن التاسع عشر، وبحكم تطور تقاليد الزينة فقد تم تخفيفه حتى أصبح شفافا رقيقا للوقاية من التراب والبرد. أما في الثقافة العربية الإسلامية فيتنوع الحجاب في الشكل واللون وطريقة الاستعمال حسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، حيث نلاحظ أن نساء الريف لا يتحجبن عند قيامهن بالأعمال الزراعية وأنه في بعض الحالات يتحجب الرجال وتكشف النساء عن وجوههن وهو ما نلاحظه عند قبائل الطوارق المسلمة في مناطق الجنوب من ليبيا والجزائر

ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين

Image Hosted by ImageShack.us

أما بالنسبة للتشريع الإسلامي فللحجاب علاقة وطيدة بالتمييز الطبقي، فقد كان رجال العرب يتعممون ونساؤهم يتخمرن، حيث كانت المرأة قبل الإسلام تسدل خمارها على كتفيها وتكون حرة في ترك صدرها وبعض من ظهرها مكشوفين، مع الوجه طبعا. كما كانت النساء يتتزين بالحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ وغيره ويظهرنه للأعين. ويبدو أن المرأة قد حافظت على هذا الزى حتى السنوات المبكرة من الهجرة إلى المدينة، حيث يتفق المفسرون على أن أمر الحجاب في سورتي النور والأحزاب جاء بعد حوادث تعرضت فيها النساء الحرائر لمضايقات الشباب في شوارع المدينة المنورة، وكان هؤلاء يلاحقون الجواري، لكن عدم اختلافهن في الزي عرض الحرائر للتحرش الجنسي، فاشتكت الحرائر إلى رسول الله، حتى جاءت الآية تأمرهن بحجاب إضافي يميزهن عن الإماء، وهو ما صرحت به الآية الكريمة " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما" الأحزاب 59. حيث كانت وسيلة القرآن في ذلك هي إدناء الجلابيب

هذه الإجراءات الدقيقة، أي إدلاء الخمار على الجيوب، قد مكنت السلطة الناشئة من حصر الكتلة البشرية المختلطة والمتلاحمة التي تتقد حيوية ورغبة في شوارع المدينة المقدسة ومن تجزيئها إلي مجموعات متمايزة جواري وحرائر، نساء ورجال، يسهل مراقبتها والسيطرة عليها وتقنين سلوكياتها. وفي نفس هذا السياق تخبرنا مصادر التفسير، وهي في هذا السياق كتاب حجاب المرأة ولباسها في الصلاة للعلامة ابن تيمية، أن عمر بن الخطاب قد منع الجواري من التحجب، حيث كان رضي الله عنه إذا رأى أمة قد تقنعت أو أدنت جلبابها عليها، ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط الحجاب عن رأسها، محافظة على زي الحرائر (تفسير القرطبي 2795)، وهو الأمر الذي كرره الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي أمر أن لا ترتدي الجواري الخمار حتى لا يتشبهن بالحرائر، ويشكل هذا النهي مفارقة غريبة لا أجد لها تفسيرا، إذ كيف يمكن أن يتجرأ خليفة المسلمين وأمير المؤمنين من منع فريضة إسلامية على مسلمة مهما كانت منزلتها الطبقية

من وراء حجاب

Image Hosted by ImageShack.us

وقد وردت أيضا آية الحجاب أيضا بمعنى الساتر أو الحاجز وذلك في سورة الأحزاب التي تأمر بوضع حجاب بين زوجات النبي والمؤمنين. فقد قال تعالى "يا أيّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلاّ أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين أخاه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك يؤذى النبي فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهنّ متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لكم لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إنّ ذلك كان عند الله عظيما" الأحزاب 53. وقيل في أسباب نزول الحكم أن عمر ابن الخطاب قال للنبي: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهنّ البرّ والفاجر، فلو أمرتهنّ أن يتحجبّن. (تفسير القرطبي 259، كشاف الزمخشري 1006، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 38). فنزلت الآية الكريمة

وقد قيل أيضا أنه من أسباب نزول الآية السابقة أنه في ليلة زواج الرسول بزينب بنت جحش قد مكث نفر من المدعوين في بيت النبي إلى ساعات متأخرة من الليل حتى ضجر العروسان، فنزلت الآية. وفي رواية أخرى عن ابن زيد قال: فدخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة، فدخل بغير إذن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عيينة فأين الاستئذان؟ فقال: يا رسول الله، ما استأذنت على رجل من مضى منذ أدركت. قال: من هذه الحميراء إلى جنبك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه عائشة أم المؤمنين، قال: أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق. فقال صلى الله عليه وسلم: يا عيينة، إن الله قد حرم ذلك. قال فلما خرج قالت عائشة: يا رسول الله، من هذا؟ قال: أحمق مطاع وإنه على ما ترين لسيد قومه. (تفسير القرطبي 2782). فنزلت الآية بمنع نكاح زوجات الرسول بعد موته

ومما يؤكد من ناحية أخرى خصوصية حكم التحجب هو أن فرض الحجاب لا يمتد إلى ملك اليمين من الجواري ولا إلى باقي المؤمنات والدليل على ذلك رواية أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقام بين خبير والمدينة ثلاثة أيام ليتزوج بصفية بنت حيي، قال المؤمنون إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإلا فهي مما ملكت يمينه، فلما أرتحل مهد لها خلفه ومد الحجاب أي وضع لها سترا بينها وبين الناس، وبذلك فهم المؤمنون أن صفية هي زوجة الرسول وليست مجرد جارية عنده

ونلاحظ من كل ما سبق أن آيات الحجاب نزلت لنساء النبي فقط وفي ظروف معينة، وإذا كان القرآن قد أخبرنا بأن الرسول أسوة للمؤمنين "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، فإنه لم ترد آية واحدة تشير إلى أن نساء النبي أسوة للمؤمنات، بل لقد وضع القرآن ما يفيد التمييز بين زوجات النبي وسائر المسلمات كما جاء في الآية "يا نساء النبيّ لستنّ كأحد من النساء إن اتقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمعُ الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً * وقرن في بيوتكنّ ولا تبرجن تبرجَ الجاهليةِ الاُولى وأقمنَ الصلاة وآتينَ الزكاة وأطعنَ الله ورسوله" الأحزاب 32-33، أي أن الأحكام التي تتقرر لزوجات النبي تكون خاصة بهن وليست لباقي المؤمنات، هذا إضافة إلى أنه لا يوجد في القرآن الكريم حدا واحدا أو عقوبة واحدة للمرأة غير المتحجبة، بل وردت قواعد في الحشمة والوقار ونهي عن إظهار مفاتن الجسد لا غير، وهو الأمر الذي يبدو في هذا السياق أن حكم الحجاب في صلب المنظومة الإسلامية لا يزال مسألة خلافية بحتة، وقد كان الفقهاء يحددون مسألة ما بأنها خلافية عندما كانوا يعتبرون أن الخلاف فيها جائز وأن الاجتهاد فيها واجب وان هذا الاختلاف لا يورث تبديعا ولا تكفيرا

خلاصة الكلام

في واقع الأمر، فإن الأديان والشرائع – سماوية كانت أو وضعية - دائما ما تظهر في سياقات ثقافية واجتماعية وتاريخية، لتحرر الإنسان وتفك الحصار المفروض عليه من قبل السحرة والمشعوذين، ولكن يبدو أن البعض من هؤلاء المشعوذين والسحرة قد انتقلوا إلى الدين والسياسة، يسعون دائما لإبقاء الإنسان أسير شعائر وطقوس دينية لم ينزل الله بها من سلطان، وعقائد جامدة يصفونها بأنها الحقيقة المطلقة، والتي يعد الاقتراب منها بالنقد أو التحليل أو الاعتراض هو الكفر والإلحاد بعينه. وقد دفع الكثير من المفكرين والعلماء عبر التاريخ حياتهم ثمناً للنهج الديني المتطرف والفكر الظلامي الذي ينظر إلى المجتمعات البشرية بصفة عامة وإلى الإنسان بصفة خاصة من خلف نظارة سميكة أو من وراء حجاب حقيقي والذي هو حاجز وهمي أقاموه ليفصلوا بين الله وعباده، وليجعلوا لأنفسهم الحق الحصري في تفسير النصوص حسب ما يتماشى مع مصالحهم، وحسب ما تشتهيه أنفسهم

والكثير منا – وأنا منهم - لا يزال يقع في حيرة لا حدود لها عندما يقع صدفة في تفسير حق الرجل في أن يشتري جارية وينكحها في نفس اليوم والساعة دون انتظار مأذون أو شهود أو فرح في قاعة عسكرية كبيرة، في الوقت الذي لا يسمح فيه بنكاح امرأة حرة إلا بشروط أطنب فيها الفقهاء، وكأن الجارية مخلوقة من طين، والحرة مخلوقة من نور

يقول الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه: إن القرآن لا ينطق ولكن يتكلم به الرجال، ومن ثم علينا أن نعي دائما وأبدا أن هذه النصوص والشروح والتأويلات هي بالفعل تعيش بيننا وتؤثر في مجتمعاتنا، فهناك نساء ورجال يؤمنون بها ويستعينون بها في حياتهم، ويستخدمونها في أحيان كثيرة في صراعاتهم. من هنا يجب أن لا يغيب عنا قدرة مجتمعاتنا الذكورية، برجالها ونسائها، على الاستعانة بتأويلات محددة لبعض النصوص الدينية التي تخص المرأة من أجل إدامة السيطرة الذكورية وتدعيمها بمسوغات تتخفى تحت رداء القداسة وكتاب الله. وكم من الفتيات المسلمات خضعن في النهاية، وبمعزل عن فهمهن للنصوص الدينية، للحالة السياسية السائدة ولقيود البيئة الاجتماعية ولنظرة المجتمع للفتاة السافرة وضغوط الأب والأم والأخ وما يسمونه شرف العائلة، وتحجبن وهن مكرهات أو وهن غير مدركات

يكفي من أجل أن ندرك تأثير المجتمع على حجاب المرأة ومكانتها أن نتمعن في تاريخنا المعاصر وأن نبحث كيف كان التوجه السائد منذ بداية القرن العشرين وحتى نهاية الستينات نحو تحرر المرأة ونزعها للحجاب من دون خروجها على دائرة الدين، وتعلمها ومشاركتها في الحياة العامة، وكيف بتنا اليوم في ظل فشل ما يسمى بمشروع النهضة العربية وما صاحبه من سلسلة الهزائم المتتالية وسيطرة قيم البترول والدولار وغياب الحريات والقيم الديمقراطية والانحدار الاجتماعي والقحط الثقافي، نشاهد بأم أعيننا عودة الحجاب، وحتى النقاب، تارة تحت شعار الإسلام السياسي وطورا تحت شعار حفظ كرامة المرأة وصون عفتها وشرفها

لقد بات حجاب المرأة في علاقته بالنص القرآني والمنظومة الفقهية الموروثة والممارسات المجتمعية، يتجاوز موضوع المرأة ليحال إلى قضايا إشكالية مرتبطة بالتأويلات الدينية السائدة، سواء لجهة دلالات الكلمات داخل بنية النص أو لجهة السياق الزمني والمكاني لنزول هذه الآيات وحالة اللغة في ذلك العصر، أو لجهة الدلالات المستجدة للكلمات والنصوص في الاستخدامات الدينية المعاصرة. فإذا كانت كلمات من مثل القوامة وملك اليمين والتسري بالإماء والضرب عند النشوز خرجت في جزء منها من مجال الدلالة الحية المباشرة إلى مجال الشاهد التاريخي، والبعض الآخر لا يزال ينتظر دوره، فمن الأجدر أن نسارع في إعادة النظر في المعاني والدلالات والسياقات لكلمات من مثل الحجاب والخمار والجلباب ضمن زمانها ومكانها المحددين قبل أن نسقطها عنوة على عصرنا الراهن. لكن من أجل أن يحدث هذا لا بد من إعادة النظر في المنظومة الفقهية السائدة وفي علاقتنا بالنص القرآني، والذي دونه صراعات سياسية واجتماعية هائلة، وان كان لا مناص من خوضها في النهاية

posted by المواطن المصري العبيط at 1:41 PM | Permalink | 76 comments
Wednesday, November 01, 2006
غزوة الأعضاء التناسلية

Image Hosted by ImageShack.us


نحن حبـَّـات ُ البـذار.. نحيــا من أجــل الربيـع ونموت من أجــل الربيـع.. وستغطى قبورنـا بالسنـابل.. أما أنتم فسيضحك التاريخ منكم والزهور أيها الجبناء

نجيب سرور

*******************************************************

ليس بالضرورة أن يكون ما حدث في وسط البلد مؤشرا سلبيا تماما، فطبقا لنظرية هرم ماسلو لتدرج الحاجات، قد يكون من المفيد أن يبدأ المواطن المصري باشباع رغباته الجسمية بالطريقة التي يراها حقا له طالما أن المجتمع يحرمه منها، أملا في أن يستمر في تحقيق حاجاته الأخرى حتى يصل لقمة الهرم ويثور على النظام الملكي ويطيح به

نظرية لم يفكر فيها جمال حمدان

*******************************************************

في الحقيقة أنني لست معتادا على تحليل حادثة فردية طالما هي ليست ظاهرة اجتماعية أو سياسية، ولكن ما حدث من عمليات تحرش جنسي جماعي بوسط القاهرة في عيد الفطر هو أمر لايمكن أن يمر بسلام لما يمثله من تحول خطير في سيكلوجية شعب طالما اعتبره البعض مسالما حتى لو وصل الأمر إلى غرائزه الأساسية أو إلى متطلباته الأساسية

ولكن يبدوا الأمر أكثر منطقية إذا قمنا بتحليل ما حدث على اعتباره جزء من الظواهر الاجتماعية الراديكالية التي قد تقوم بها الجماعة في إطار ردها على المطالبة باشباع حاجاتها الأساسية، وهي التي تكون أخطر ما يكون في حالة حرمانها من اشباع أحد غرائزها الطبيعية كالجوع والعطش والنوم والمأكل والملبس والجنس وغير ذلك، مثل ما حدث في سبعينيات القرن المنصرم من انتفاضة الخبز والتي وصفها رجال السادات بانتفاضة الحرامية، ومن ثم يبدو أن حالة السعار التي أصابت الشباب بسبب معاناتهم النفسية المرتبطة بعدم اشباعهم لغرائزهم الجنسية يمكن أن يفسر ما حدث

والعلم يقول أن الإنسان الطبيعي يواجه في حياته اليومية ضغوطا نفسية متعددة، والضغط هو أحداث خارجة عن الفرد، أو متطلبات استثنائية عليه، أو مشاكل و صعوبات تجعله في وضع غير اعتيادي فتسبب له توترا أو تشكل له تهديدا يفشل في السيطرة عليه، وينجم عنه اضطرابات نفسية متعددة. ولقد جرى تشخيص ودراسة هذه الاضطرابات بصورة منهجية تبعا لوضع الأعراض وشيوعها حتى تأكد أن الهيستيريا هي أول اضطراب من مجموعة الاضطرابات التي تعقب الأحداث الضاغطة، بل ويمكن أن تتحول هذه الهيستيريا إلى حالة من الغضب العارم المصحوب بالعنف الشديد

كذلك هناك ما يعرف باضطراب ما بعد الضغوط العصبية، وهو نوع من ظهور الاضرابات بشكل مفاجيء على جماعات من الأفراد نتيجة لضغوط يومية تراكمت على مدار سنوات عديدة، لعبت فيها عوامل الاحباط والهزيمة والخوف والقمع السياسي والبعد عن اشباع الغرائز الطبيعية، وهو الأمر الذي أكتشف بعد حرب فيتنام على الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب، حيث لوحظ عليهم أعراض اضطرابات خطيرة ونزوعات للعنف الشديد، وذلك بعد حوال تسعة أشهر إلى ثلاثين شهرا من تسريحهم من الخدمة العسكرية، وقد أثارت هذه الملاحظة دهشة الباحثين، حيث المتوقع هو حصول أعراض هذا الضغط أثناء المعركة أو بعدها بأيام، وليس بعد انتهاء الحرب بسنوات

ويقترب هذا التحليل كثيرا في حالة المعرفة بما قدمه إبراهام ماسلو عن نظرية تدرج الحاجات، حيث اعتبر أن القوة الدافعية للأفراد هي في الحقيقة سلسلة من الحاجات، وأن هذه الحاجات يمكن تنظيمها على شكل هرم يتضمن خمس مستويات أساسية، موليا اهتمامه بقاعدة الهرم عن الحاجات الأساسية للإنسان وهي الحاجات الجسدية أو الفسيولوجية كالطعام الشراب والنوم والجنس، ثم الحاجة للأمن، ثم الحاجة للحب والانتماء والتقدير والاحترام والحاجة للمعرفة والاهتمام بالنواحي الجمالية، و أخيرا الحاجة لتحقيق الذات. والواقع أن أغلب الناس منساقين للاهتمام بإشباع الحاجات الجسمية في بداية حياتهم، كإشباع شهوة الأكل والنوم والجنس والأمن والاستقرار. ثم يتطور الإنسان بعدها تدريجياً فيبدأ يركز على مسائل أكثر رقيا، فيهتم بالروح والعقل ويفكر بالروحانية والطبيعة والجمال ويهتم بأن يقدره الآخرين وأن يمنحونه الثقة، ومن ثم تتوسع دائرة اهتماماته وتتسع أكثر ليدخل بعدها في مراحل تحقيق الذات والتخطيط للمستقبل

يقول القرطبي أن أول ماخلق الله في الإنسان هو فرجه، وقال له هذه أمانتي أعهد بها اليك، الأمر الذي نستطيع ان نستشف من خلال كلام القرطبي الاهمية الكبيرة التي يمنحها الدين الإسلامي للمسألة الجنسية، إلا أنه على الرغم من كون الأسلام يعتبر أكثر الديانات التوحيدية السماوية التي تعاملت بواقعية مع الغريزة الجنسية، فإن حالات الكبت الجنسي لاتزال تجد لها اثارا سلبية في المجتمعات الإسلامية بدرجة تفوق غيرها من المجتمعات مجتمعة

ولعلنا لا نبالغ اذا قلنا ان من أهم تلك الاثار السلبية هي حالات الإنحرافات والشذوذ الجنسي المنتشرة بأبشع صورها في الجزيرة العربية ودول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى، وهي الدول التي يسعى الأصوليون فيها على التشديد على بعض العادات التي من شأنها تكريس الكبت الجنسي عند الطرفين وأهمها عادات الحجاب والنقاب والفصل بين الجنسين بدرجة غير معقولة

وفي هذا الإطار، يقول أحد علماء الأجتماع أن الإنحراف الجنسي يزداد بين الناس كلما أشتدت عندهم عادة الحجاب والفصل بين الجنسين، وهذا لايعني بالضرورة انتفاء وجود الانحراف أو الشذوذ الجنسي في المجتمعات المتحررة، ولكن الفرق في الأخير- حسب رأيه - انه ذو منشأ طبيعي بيولوجي لاشأن للتزمت الديني أو الحجاب أو فصل الجنسين به

وعلى ناحية ما حدث في وسط القاهرة الأسبوع الماضي، يبدوا لنا الأمر جليا أن المجتمع المصري باعتباره جزءا من المجتمعات العربية والاسلامية، قد سقط هو الآخر في حظيرة السعار المتفجر من كبت يعيشه المصريون يوما بيوم منذ سبعة آلاف سنة، هو كبت نظمته أمور السياسة وسبقه إليه الدين الاسلامي الذي سعى البعض إلى تصويره أنه دين يشرح كيفية قمع المرأة والقضاء عليها، وهو أمر يوضح أن العلاقة بين الذكر والانثى تحمل الكثير من المخاطر ليس اقلها شرعيتها الدينية التي حددها الاسلام، خصوصا أن هذا المجتمع قد انفتح بشكل كبير على فيضانات الاعلام الفضائي وثورة الانترنت والاتصالات الأمر الذي يثير الغرائز العاطفية والجنسية، عوضا عن انه مثل معظم المجتمعات العربية التقليدية مجتمع ذكوري زراعي أو صحراوي ويفيض بهواجس المرأة والعلاقة معها، حتى زاد الجوع الجنسي لدى الكثير من افرادها ذكورا واناثا على السواء

ولكن المسألة في مصر الآن لم تعد مجرد تحرشات جنسية تحدث بشكل يومي جهارا نهارا على مرأي ومسمع المواطنين تنوعت في مصادرها بين قمع سياسي عن ممارسة الحريات العامة، وكبت اجتماعي يتحمل وزره كلا من المجتمع والنظام السياسي مخلفا وراءه مشاكل لا حصر لها من بطالة وعنوسة وفقر وجوع وحقد طبقي، وتحريم ديني لكافة أشكال ممارسة الغريزة الجنسية إلا في إطارها الشرعي وهو الزواج، وحرب أخلاقية تدور بين العلمانيين والمشايخ بطريقة البينج بونج لحزمة من التابوهات التائهة تحكمها منظومة العادات والتقاليد وتضيع على إثرها كل محاولات المعرفة الصحيحة. الحقيقة أن الأمر قد تعدى كل ذلك، حتى يبدوا في الأفق سراب لثورة جنسية وشيكة يقودها جياع هذا الوطن، ويحمل رايتها من ملوا من استخدام أيديهم في قضاء عاداتهم الشاذة عن الطبيعة، ويمشي فيها كل من يحب نانسي عجرم أو يعشق أنجلينا جولي أو يتمنى كاترين زيتاجونز

ماذا سوف يقول أخواننا السلفيين عندما يعرفون أن السبب لم يعد تبرج وعري المرأة ؟ كيف سيتهمونا أنها وراء كل فتن الرجال وهي كانت منتقبة ومحجبة ورغم ذلك هتك عرضها ؟ لقد كثرت في أستراليا عمليات التحرش الجنسي والاغتصاب، فما كان من الرجل الطيب مفتي أستراليا إلا أن نصح نساء أستراليا أجمعين بتغطية عريهن، فهاجوا عليه هناك وأوقفوه عن العمل. الأزمة ببساطة هنا في مصر أن ما حدث كان لفتيات كن منتقبات وكن محجبات، وليسوا بحاجة لتغطية عريهن

والسؤال الأكبر في حقيقته لا يدعوا للتفكر في الحالة السلبية لقوات الأمن المصري، التي على ما يبدو أرادت أن تقوم بدو شاهد ماعملش حاجة، ولكن يدعو أكثر للتأمل في ما آلت إليه حالة الشعب المصري من استكانة وضعف والاكتفاء بعبارات الأسى والحزن لما حدث، لماذا شاهد المصريون ما حدث دون أن يتدخلوا أو يضعوا حدا لما يمكن أن يحدث، لماذا سكتوا على حفلات الجنس الحماعي لبناتهم وأخواتهم وأمهاتهم ؟ إن المصريين قد بدوا لي كمجموعة من السذج الذين راحوا يرددون كلمات حفظوها عن ظهر قلب وآمنوا بها من بعد أن لقنهم اياها مشايخ وفقهاء الفضائيات

لقد تعلموا أن كل جرم يرتكبه الرجل هو حتما بسبب أفعال المرأة، وأن كل امرأة تجر الرجل إلى خطأ تستحق الذبح والقتل والتنكيل بها، حتى وإن فعلت ذلك دون أن تدري، فهي التي أخرجت آدم من الجنة، وكأن آدم منذ بداية التاريخ هو الضحية المسكينة لأفعال حواء وعلى هذا الأساس يبرر له المجتمع أفعاله المشينة و يحملها على عاتق المرأة. هل لو كان مفتي أستراليا هنا لقال أن على نساء مصر أن يقمن بتغطية عريهن ؟ وأين هو العري إذا كان هؤلاء الذئاب لم يرحموا فتاة صغيرة أو امرأة مسنة، ولم يفرقوا بين المنتقبة وبين المتبرجة وبين المحتشمة ؟ فقد كان في الحقيقة معيارهم الوحيد للتحرش هو العضو التناسلي للمرأة. ساعتها أعتقد أن الأصوليون سيغيرون قليلا من خطابهم الديني عندما يسألهم أحد هل ترضى هذا لو حدث لابنتك أو لزوجتك أو لأختك، فسيكون ردهم أنا معنديش حد ممكن يمشي في الأماكن المشبوهة دي. تخيلوا وسط البلد، احلى مكان في الدنيا، بقى مكان مشبوة

الحدث بصراحة مرعب جدا، على الأقل على أمي وعلى زوجتي، والله وحده يعلم ماذا سيكون غدا على بناتي، تخيلوا أن أمريكا التي لا يطيقها أحد قامت ولم تقعد من مجرد حادثة قام فيها أحد أعضاء مجلس النواب بتوجيه رسائل إلكترونية تحتوي على عبارات تحرش جنسي لمراهق كان يعمل أثناء دراسته بالكونجرس، بينما نجد المحروس الكبير والصغير قد سخروا قوات الشرطة والأمن المركزي لحماية موكبه هو ومراته وولاده، وتأمين مواكب الوزراء والمسئولين الكبار، وقمع المتظاهرين المسالمين الذي لم ترتفع أصابعهم يوما إلى مؤخرات المحتشمات، ولم يهللوا يوما واحدا بمقدم منتقبة أو محجبة سيقومون بتقطيع ملابسها الداخلية، ولم يطالبوا أبدا أكثر من زوال هؤلاء الحواة والبهلوانات من بلادنا. هم للأسف قليلون جدا، وصوتهم لا يسمع إلا لحاملي العصي الكهربائية، وأياديهم لا تطول سياطهم ومخالبهم، بينما باقي الشعب في مكانه، يمني نفسه قنبلة لهب تسقط من السماء على مصر الجديدة خلف محطة البنزين، أو كائنات من كوكب المريخ تسقط مركبتها الفضائية على موكب مهيب الركن، أو بروبين هود يطلق سهمه فيصيبه في منتصف الرأس محدثا الآخر: احنا مش عايزينك أنت

انتهي زمن المعجزات يا شعب، يا ريت لو عايز تعبر عن غضبك، ابدأ الأول بأمين الشرطة لما يقفل عليك محور 26 يوليو وتتأخر عن شغلك ويتخصم نص مرتبك علشان الباشا يعدي

Image Hosted by ImageShack.us



مزيد من التفاصيل والصور: الوعي المصري - وائل عباس
posted by المواطن المصري العبيط at 3:39 PM | Permalink | 38 comments
Wednesday, October 11, 2006
قتلوك ونهبوا ولادك يا أنور، مدد يا سادات مدااااد

Image Hosted by ImageShack.us


بعد مرور ربع قرن على رحيله أصبحنا نقول: الله يرحمك يا محمد. فين أيامك يا أنور. نارك القايدة يا سادات ولا فردوسك المنتظر يا مبارك

******************************************************

دائما ما تمر ذكرى الرئيس الراحل أنور السادات كأنها سحابة صيف سريعة، وذلك بسبب الدوشة الاعلامية المتكررة والضجيج الحكومي المفتعل والمراسم التقليدية البلهاء في الاحتفال بذكرى حرب السادس من أكتوبر. ونسى الجميع أن بطل الحرب والسلام قد مات مقتولا في نفس اليوم الذي حقق فيه نصر مصر الأكبر في تاريخها القديم والحديث، بل ونصر العرب الأعظم الذيم يتنكرون له الآن ويصفونه بالتمثيلية الهزلية أو بمسرحية عبثية أسدل عليها الستار في كامب ديفيد

ذكرى السادات هذه المرة هي الخامسة والعشرين، وهي نفس الفترة التي لا يزال يحكم مصر فيها، نائبه الذي اختاره منذ اثنان وثلاثون سنة وتحديدا في عام 1975، عندما أراد السادات تكريم رموز وقادة نصر أكتوبر المجيد، وكان أبرزهم اللواء طيار محمد حسني مبارك

وفي نفس اليوم الذي عبرت فيه أفراد القوات المسلحة قناة السويس. في نفس اليوم الذي هدمت حاجزا عسكريا منيعا اعتبره الخبراء الأقوى في تاريخ الحروب الحديثة. في نفس اليوم الذي اسقطت فيه أهم نظريات المؤامرة العربية باستحالة هزيمة العدو الاسرائيلي عسكريا. في نفس هذا اليوم السادس من أكتوبر تطال بطل الحرب والسلام رصاصات ترديه قتيلا على الفور، ليظل بعد ربع قرن على اغتياله سؤال لا نملك الرد عليه الآن رغم أننا جميعا نعرف اجابته بوضوح، إلا أننا نتفق على أن نقل زورا أو لنصمت، على الأقل في هذه المرحلة، المرحلة التي يحكم فيها نائب السادات

******************************************************

على سبيل المثال لا الحصر، لماذا أصدر النظام أوامره برفع الحصانة البرلمانية عن طلعت السادات تمهيدا لمحاكمته بتهمة اهانة الجيش ؟ والجواب ببساطة لأنه – أي طلعت - ينبش فى موضوع إغتيال السادات، بل وينادى بإجراء تحقيق مستقل ودولى فيه على غرار التحقيق في مقتل رفيق الحريري، وهو من وجهه نظري مطلب حق وليس هناك ما يضع وجه شبهة عليه اللهم إلا أن هناك من يشعر بأن على رأسه بطحة ويريد أن يسكت كل هذا الكلام فالعيار الذي لا يصيب، يدوش

******************************************************

الواقع أنه عندما تريد أجهزة المخابرات إغتيال أحد فى وزن السادات فإنها تحرص على ألا تشير أصابع الإتهام إليها فتوجد متهم جاهز تلصق بة التهمة أو تسهل بطرقها الخاصة لأعدائه الوصول إليه وقتله كما فى حالة جون كيندى على سبيل المثال

وإن كانت الجماعة الإسلامية هى التى أطلقت الرصاص على السادات فعلا، فإنهم يعترفون فعلا بأن ما حدث معهم كان توفيقا شديدا من الله جعل كل الحواجز أمامهم تزول، وكل الأعين عنهم تغمض، وكل الألسنة حولهم تخرس، حتى أنني أنا ذلك الفسل الذي لم ينتمي إلى هذه الجماعات أبدا قد بدأ الشك يلف في نفسه على طريقة الاعلان اتسخط قرد لو مفيش في الموضوع إن، فهم يقولون أن الله سهل لهم، وأنا أقول أن بعض العناصر الكبيرة قد سهلت لهم، والفارق ليس كبيرا بين كلا الطريقتين التسهيليتين

بدأت القصة منذ تعيين الرئيس السادات مبارك نائبا له، ثم الصعود المدوي للعميد محمد عبد الحليم أبو غزالة الذي سرعان ما أصبح خلال أربع سنوات رئيسا للأركان ثم وزيرا للدفاع برتبة مشير، وذلك بعد الحادث المأساوي الذي راح ضحيته المشير أحمد بدوي ومعه ثلاثة عشر من خيرة القادة العسكريين بالجيش في حادث تحطم الطائرة الهليكوبترالتي كانت تقلهم في زيارة ميدانية بالصحراء الغربية

وانتهت القصة بأيام متوترة زادت فيها حدة الشك والريبة من احتمال القيام باغتيال السادات بعد أن تصاعدت أعمال العنف في البلاد واصدار السادات لقرارات اعتقالات سبتمبر لأكثر من ألف وخمسمائة شخصية من مختلف التيارات الدينية والعلمانية في البلاد. ورغم ذلك أنا لا أجد مبررا لهذا الشك وهذه الريبة من احتمال القيام بعملية اغتيال لرأس الدولة لأنه ببساطة من يقوم بحماية السادات دائما قرابة مائة وخمسون فردا من الحراس الشخصيون المدربون أعلى تدريب فى الولايات المتحدة والذين يعزلون تماما دائرة حول السادات يتعدى نصف قطرها 15 متر، ناهيك عن فرق القوات الخاصة من الكوماندوز التابعة للحرس الجمهورى وقوات الأمن المركزى التى توفر الحماية لموكب الرئيس و تأمين الطرقات والأسطح وقوات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية لزوم عمليات التأمين والحماية

كيف إذن يمكن أن يقتل السادات وسط كل تلك الاحتياطات الأمنية ؟ خاصة لو عرفنا أن وزير الداخلية وقتها النبوي اسماعيل قد حذر الرئيس من احتمال وجود عملية لاغتياله لأنهم – أي أجهزة الأمن – لديهم شريط فيديو يصور تدريبات ضرب نار تنفذها عناصر من الجماعات الاسلامية في الصحراء ، فلماذا لم يتم القبض على هذه العناصر ؟ ولماذا لم يتم تتبعهم أو منعهم أو حتى قتلهم لو طلب الأمر ذلك وقتها

وأخيرا، لماذا عاد الملازم أول خالد الاسلامبولي إلى المشاركة في العرض العسكري، رغم أنه كان قد منع لمدة ثلاث سنوات بسبب انتماء أخوه الأكبر إلى تنظيمات الجماعة الاسلامية، ورغم ذلك قررت المخابرات الحربية فجاة فى منتصف أغسطس رفع اسمه من على قوائم الممنوعين في العرض، ليتصل به قادة الجماعات الاسلامية ويخبروه عن نيتهم في قتل السادات وأنه هو من سيقوم بذلك

******************************************************

يقول البعض أن السادات قد سطر نهايته بنفسه مع قرارات سبتمبر التي اعتقل فيها مثقفي مصر، ويعلل البعض بأن السبب الرئيس وراء اغتياله هو اهانته للرموز الدينية بشدة لأنهم قد تحاملوا عليه ووصفوه بالحاكم الخائن والعميل والكافر، في وقت كان السادات يريد تهيئة جبهة مصر الداخلية استعدادا لاستعادة سيناء كاملة عام 1982

******************************************************

في الحقيقة، هناك أشياء لا يصلح أن نذكرها الآن، وربما لن يصلح أن نذكرها بعد ذلك أبدا لأسباب وراثية نعرفها جميعا، ولكن يكفي أن نعرف معلومة هامة وهي أن الدكتورة هدى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد أقامت دعوى قضائية تتهم فيها السادات بقتل أبوها، والسادات في الحقيقة كان نائب أبوها عبد الناصر. فإذا كانت الدكتورة هدى تتهم رئيس دولة بقتل رئيس دولة، مع العلم بأن رئيس الدولة القاتل قد قتل هو الآخر وكان له نائب أصبح رئيس دولة من بعده .. فمن القاتل ؟ اتصل لتكسب معنا اوضة مفروشة في ليمان طرة

Image Hosted by ImageShack.us Image Hosted by ImageShack.us


posted by المواطن المصري العبيط at 2:28 PM | Permalink | 25 comments
Tuesday, September 19, 2006
العرب اللي عاملين فيها أسود، والمسلمون المنتهكون دينيا

Image Hosted by ImageShack.us

المتابع الجيد للمشهد الديني المثار حاليا على الساحة يلمس بوضوح أن إثارة المشاعر الإسلامية بهذا القدر من التشدد الذي شهدناه ولا زلنا نشهده وإنما يعزز الخطاب الذي يقول بأن استهداف بعض النظم العربية بضغوط أمريكية أو أوروبية أو آية ضغوط سياسية تدعو إلى إصلاح الداخل العربي لا علاقة له بسياسات الحكم وإنما له علاقة بالكراهية الأيديولوجية للدين الإسلامي أو الكراهية الثقافية للعرب المسلمين على وجه التحديد، ومن ثم تسعى بعض العناصر الرسمية في الخفاء في المساهمة في تفجير أزمة ثقافية، تحظى فيها النظم العربية بحشود شعبية مؤيدة دون التقدم ولو سنتيمتر على صعيد قضايا الديمقراطية والحريات العامة

والتساؤل عن ماهية المغزى العربي من وراء إدارة رسمية لحملات شعبية يزعمون بأنها تستهدف أنظمتهم وتسئ إلى دينهم، توضحه الأساليب الانتقائية في الرد على تلك الاستهدافات والإساءات، ويظهره خروج المسلمين في أزمة الرسوم الدانمركية السابقة على المستويين الرسمي والشعبي والدعوة لمقاطعة البضائع الدانمركية وحرق سفاراتها في عواصم الدول العربية رغم أن هذا الموقف الرسمي الشعبي لم يتفجر إلا بعد نحو خمسة أشهر من نشر الرسوم، في الوقت الذي لم نسمع فيه صوتا احتجاجيا عربيا رسميا واحدا عن موقف دول أخرى تقوم بالإساءة للإسلام خاصة عندما حرق المصحف الشريف في جوانتانامو أو نسمع عن قيام أي دولة عربية بسحب سفيرها في واشنطن بسبب سياسات الأخيرة المتحيزة مع إسرائيل وتصرفاتها العدوانية ضد المصالح العربية والإسلامية

وتعتبر أزمة تصريحات بابا الفاتيكان بيندكيت السادس عشر في ما نسب إليه بإساءته للدين الإسلامي ورسوله الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أحد حلقات البنج بونج الإسلامية الغربية، والغربية الإسلامية، وهي اللعبة التي قد يكون من المنطقي والعلمي أن نقول أنها تعود إلى عصر ما بعد سقوط الشيوعية في نهاية الثمانينات والتي حاولت من بعدها دراسات غربية في البحث عن عدو جديد يحل محل الشيوعية، وهو الأمر الذي لم يتعب فيه أساطين الثقافة الغربية كثيرا، حيث كان الإسلام مقدما لهم على طبق من ذهب وما يحتويه هذا الطبق من مقبلات المتطرفين الإسلاميين الراديكاليين ومشهيات الصراعات المسلمة المسلمة بين السنة والشيعة، هذا إلى جانب وجود العرب المسلمين الذين يشكلون الطبق الرئيسي على مائدة الطعام الغربية

نعم أنا أعترف بأن الإسلام مستهدف، لكن لا يوجد ما من شأنه أن يسئ إليه، حيث أن الله قد أعزه وحماه طوال تلك الدهور والقرون من الضياع وحفظ القرآن من التحريف، وكل ذلك يدعوني على التأكيد بأنه ليس البابا هو الذي يسئ للإسلام، وليست تلك الصحيفة المغمورة هي التي تسئ لأشرف خلق الله، وليس الجيش الأمريكي كله هو الذي يمكن أن يضر الدين حتى ولو داس على المصحف الشريف، وإنما الذي يسئ للإسلام ليس سوى المسلمين أنفسهم، فهم الذين يظهرون أمام العالم كجماعة من البربر الأغبياء يقتلون هذا ويذبحون هذه، يكفرون ذلك ويستبيحون تلك، يتصارعون ويتناحرون فيما بينهم ويدعي كل طرف فيهم أنه الحق وأنه الصحيح، وهو الأمر الذي استغلته نظمنا السياسية المستبدة في حملاتها الداعية لجعل بلدانها مستهدفة من الغرب

العرب قاموا بدور أسد الغابة القوي ضد الدنمارك سابقا ويقومون بنفس الدور ضد الفاتيكان حاليا، رغم أن هذه الغابة التي يتسابقون فيها لا تعترف بالأسود ملوكا لها، ولا تعترف بهذه النوعية من الحيوانات أصلا، وربما لا تجد وجها للتشابه بين العرب والأسود سوى أن لكليهما ذقون كثيفة، ولكن ما يقلقني ويحيرني فعلا هو لماذا يتحولون إلى مجموعة من الأرانب عندما تقوم الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أي آخر قوي في الغابة الدولية عندما يدوسون على المصاحف وعندما ينتهكون حرمات المسلمين وعندما يصورون الرسول الكريم على أنه قرد أو خنزير، هم فقط يلعبون هذا الدور لأنهم يريدون إيهام شعوبهم بأنهم مستهدفون، الكل يريد النيل منا، الجميع يكرهنا ولا يتمنى لنا التنمية المزعومة، لا يريدوننا أن نكون أمما ناهضة، ولا يريدون الاعتراف بفضلنا عليهم في وقت من الأوقات، وهي فرصة مناسبة للبطون العربية الكبيرة من أجل إلهاء شعوبها عما يسرقونه من أموالهم وعما يشفطونه من دمائهم، إنها دائما فرصة عظيمة لأي حاكم مستبد ليسكت شعبه عن فساده ويوقف معارضة جماهيره ضد ديكتاتوريته، ويترك لهم الحرية الكاملة في أن الكلام عن حسنات رسول الله العظيمة والدفاع عن الإسلام الذي يشوه صورته مجموعة من الكفرة والملحدين

هذه هي الحرية في بلادنا، وفي مصر على وجه التحديد، حرية الصمت على الفساد والسكوت عن الظلم، في الوقت الذي يسمح فيه بالدفاع عن الإسلام الذي لا يمكن أن يسوئه أحد، والدفاع عن رسول الله الذي لا يمكن لأحد مهما كان أن ينتقص من خلقه ومن حكمته ومن عظمته. الحرية في بلادنا هي أن نتكلم عن الرسول المعصوم من الخطأ وألا نفتح أفواهنا عن الرئيس الظالم المستبد، أن ندافع عن الإسلام وكتابه الذي خصه الله بالحماية ولا نطالب بحقوقنا المسلوبة في أقسام البوليس وفي مكاتب الحكومة وفي دوائر الصحة وفي كل مكان بالمحروسة، ولا نطالب بأموالنا الذاهبة إلى جيوب رجال الأعمال ورجالات الحزب الوطني وأصدقاء الرئيس وأصدقاء ابن الرئيس وأصدقاء زوجة الرئيس

لم يكن من الغريب أن يصرح شيخ الأزهر في لهجة حادة نادرة بأنه يرفض ما صرح به بابا الفاتيكان لأنه ببساطة قد زج باسم مصر الدولة الإسلامية التي تضطهد الأقباط وتنكل بهم في كلمة بابا الفاتيكان، رغم أنه نفسه الذي وصف قضية الرسوم في كلمتين: رجل ميت ونحن كمسلمين نحترم حرمة الموتى، وبالمناسبة الميت هنا هو نبي الإسلام الكريم. وموقف شيخ الأزهر هنا له ما يبرره فهو يعتبر بحق رجل الدين المثالي عند الخلفاء الأمويون والعباسيون، فهو يستطيع أن يحل ما حرمه الله بكل بساطة مثل جعله الظلم عدلا والفساد تجارة والاستبداد حكمة ونعمة، كما أن بمقدوره أن يحرم ما أحل الله به عن طريق جعل كلمة الحق كذبا والتظاهر السلمي خروجا على الحاكم وطلب الرحمة هو الكفر بعينيه، وذلك كله من أجل إرضاء السلطان وابن السلطان، عفوا الرئيس وابنه. لقد صلى شيخ الأزهر على نجيب محفوظ مرتين في الحسين وآل رشدان رغم أنه ومؤسسته الأزهرية المستبدة لعبا دورا كبيرا في منع روايته الأشهر، أولاد حارتنا من الوصول لقارئها باعتبارها إلحادا وكفرا بالله عز وجل وذلك من أجل أن يظهر رئيسه محبا لرجال الفكر ويمشي في جنازاتهم، وهو نفسه الذي سلم وعانق، وقبل، وربما ضاجع، حاخامات اليهود من أجل صبغ السلام المصري الإسرائيلي بعلبة دهان دينية خالية من المواد الحافظة

الدين إذن، وهذه مقولة قديمة سوف أكررها للأسف، عند دخوله عالم السياسة فإنه يكون خير سند للحاكم في تحقيق الاستدامة على العرش، وأضيف عليها بأنه حينما يعانق الهلال الرئيس لا الصليب فإن حكم الشعوب يكون أيسر وتوجيههم لحملات بعيدة عن الأهداف السياسية الدنيئة يكون مصحوبا بشهادة ضمان أكيدة مدى الحياة لكل حاكم مفادها من القصر إلى القبر ولا تقلق على مستقبل ابنك

من ناحية أخرى، تفوح رائحة غريبة لنظرية مؤامرة من نوع ما على محتويات رسالة البابا عن الإسلام وغياب العقلانية عنه، فبنديكيت السادس عشر هو نفسه الذي دافع عن الإسلام إبان أزمة الرسوم الدنماركية، وهو الذي أبدى غضبته من استهداف الملحدين في شتى أنحاء الأرض كل الديانات السماوية ومنها المسيحية والتعرض لرموزها في صور تسئ لهم، فكان من شأن تصريحاته الأخيرة أن تصيبني وتصيب معي عدد لا بأس به من المحايدين باستغراب شديد، الأمر الذي يدعوني إلى القول بأن ما حدث هو صفقة سياسية مع القوى الغربية المحافظة التي تعرضت لنكسات كبيرة أثرت على مصداقيتها أمام شعوبها وأمام العالم، كان آخرها ما حققته المقاومة اللبنانية من نصر على إسرائيل وانخفاض شعبية جورج بوش وتوني بلير في دولهم والهزيمة الساحقة التي أدارتها الدبلوماسية الإيرانية تجاه خصومها الغربيين والملف النووي الشائك لكوريا الشمالية وغير ذلك الكثير، الأمر الذي جعل ضغوطا من نوع ما، أو صفقة من نوع ما مع بابا الفاتيكان وهو أعلى سلطة دينية في العالم من أجل أن يصرح بما قال، والجميع يعرف كيف سوف تكون ردة الفعل العنيفة للمسلمين في العالم وكيف سوف تدير حكومات الدول الإسلامية، الأنظمة العربية على وجه التحديد، هذه الأزمة الجديدة لشغل شعوبها عما تدبره، وهو الأمر الذي يفضي في النهاية إلى تأكيد نظرة الغرب إلى الإسلام بأنه دين دموي وانتشر تحت حد السيف، مما يدعو الشعوب الغربية مرة أخرى في تجديد الثقة في زعمائها ودعمهم في حربهم ضد الإسلام العنيف في كل مكان مهما كلف الأمر

في النهاية، يمكن القول إجمالا أن الأنظمة العربية تكتنز فرصا مثل هذه من أجل أن تقود شعوبها في حملات الرفض من أجل أن تصرف نظرهم عن فسادها وغيها وتسلطها وظلمها، في الوقت الذي يدبر الغرب لهم مكيدة كبيرة تؤكد النظريات الكلاسيكية في صراع الحضارات بين الثقافة الإسلامية الغوغاء التي تخرج في الشوارع بشكل دموي وتقضي على الأخضر واليابس، وبين الثقافة الغربية التي لا تريد الاعتراف بفضل الإسلام علي تقدمها وإزدهارها ولا تريد في الوقت ذاته الحوار القائم على الاحترام المتبادل بين الأفكار والثقافات والديانات. يحدث ذلك كله وسط جدل يشوبه التشكك من النية الحقيقية وراء خروج هذه التصريحات من أعلى سلطة دينية في العالم والتي بالتأكيد يعرف البابا أن من شأنها اثارة الزوابع في الدول الإسلامية والتي قد تصل إلى مواجهات دموية في بعض الدول العربية مثل ما حدث إبان أزمة الرسوم الكاركاتورية، وهو الأمر الذي يعزز قليلا من نظريات المؤامرة التي تشير إلى أدوار خفية لواشنطن وبعض العواصم الأوروبية ومعهم بالطبع تل أبيب تلعب على وتر إشعال المنطقة من جديد على أساس أن الإساءة إلى الدين وإلى رموزه هو الذي قد يشعل الفتيل الذي تحتاجه هذه العواصم من أجل تعزيز شعبية زعمائها التي ضاعت وسط النكسات المتتالية على يد المسلمين سواء في لبنان أو في إيران أو في أي مكان آخر

Image Hosted by ImageShack.us

Image Hosted by ImageShack.us

posted by المواطن المصري العبيط at 11:26 AM | Permalink | 23 comments
Sunday, August 27, 2006
المؤخرات العربية والنظام البطنجي العربي

Image Hosted by ImageShack.us



ومن الحقائق العلمية المفيدة لراغبي الزواج أو لراغبي المتعة أو لراغبي الفرجة، أو حتى لراغبي المعرفة، أن النوم على البطن - ويسمى بالوضع الكلبي - هو أسهل الطرق لممارسة الجنس، كما أنه وضع لايرهق أبدا، ، وهو وضع لاشك أنه المفضل لدى كل الأنظمة العربية التي تسترخي تماما وتغمض الأعين وتبدأ في تحسس اللذة الآتية من الخلف، بينما يقع الاجهاد كاملا على الواقف أو الجالس من الخلف

***************************************

لم تقرأ الأنظمة العربية ولا النظام المصري كتب كاماسوترا أو مؤلفات الهنود عن الأوضاع الجنسية، ولكنهم تعلموا من حكمة شعوبهم التي سلمت مؤخراتها لحكامها ليداعبونها ويلاعبونها بلطف في بعض الأحيان وبسادية غريزية في معظم الأوقات، ولكن يبدو أن نار الغيرة قد دبت في نفوس أباطرة العرب الذين أبوا أن تترك مؤخراتهم دون مداعبة أو ملاعبة مثل شعوبهم، فسلموها إلى واشنطن وتل أبيب ليداعبوا ويلعبوا كيفما ووقتما شاءوا، في الوقت الذي منعوها - أي منعوا مؤخراتهم - عن طهران في اشارة واضحة بأن الأخيرة لن تستطيع أن تقوم بنفس عملية التكييف المؤخري كما تفعل زميلاتها، فانطبق عليها المثل الشهير: جات الحزينة تفرح، مالقتلهاش مؤخرة عربية

***************************************

يأخذني الكلام عن البطون والمؤخرات الحديث عن احدى شقق الدعارة في شارع فيصل، فهي كبيرة واسعة وبها كل الأصناف والألوان والأطوال، ويوجد بها أيضا العديد من الحجرات التي دائما ما تحتوى على فردين فقط، رجل وامرأة أو رجلين أو امرأتين، سواء المهم انهم اتنين بس، ما عدا غرفة واحدة يرتادها كثيرون يمارسون فيها الجنس الجماعي، والموقف هنا برمته يذكرني بالأنظمة العربية، فكل نظام فضل أن ينام على بطنه في هدوء منتظرا الفرج المريح يأتيه من الخلف، بينما تتم عملية الجنس الجماعي في الجارة الصغيرة في ظل صخب ومرج وصريخ وعويل وقهقهة ليس لهم مثيل إلا في أفلام روكوفيلد وتشيزي لاين وجينا جيمسون، دون أن تشعر أي من الأنظمة الأخرى بالغيرة من جارتها التي لا شك تستمتع بكل أشكال الجنس البري والجوي والبحري، والأخير هذا يتم ممارسته في البانيو. رغم ذلك هم يفضلون جميعا نومتهم التاريخية المريحة، نومة البطون

***************************************

النظام المصري بقى حكايته حكاية، فهو قد أفرد مساحات شاسعة في شماله وشرقه من أجل راحة المواطن المصري وحقه الذي يكفله الدستور في نومة هادئة حالمة على البطن، وهو الأمر الذي يعد مثالا صارخا للمساواة في أن ينام الجميع على بطونهم سواء كانوا مواطنين أو وزراء أو رجال أعمال أو عائلات حاكمة. تخيلوا المواطن المصري البسيط ممكن ينام على بطنه زيه زي الرئيس وزي ولي العهد وزي رئيس الحكومة وزي الوزير وزي رجل الأعمال. ده يا جماعة نموذج للديمقراطية الحقيقية والشفافية في أبسط ملابسها والتي يدعى العالم أصلا أنهم غير موجودين في بلادنا، هما يعني هيفهموا حالنا أكتر مننا احنا المصريين، ثم احنا عدينا موضوع الشفافية دي بكتير، ووصلنا لمرحلة القلع والبلبصة وليست مجرد شفافية عبيطة زي بقية العالم

ومين أساسا ابن الكلب اللي يقدر يقول ان مصر زي بقية العالم، كفاية علينا اننا أم الدنيا وقادة النظام العربي ورواد البلبصة، الشعب متكيف من زمان قوي رغم ان كيفه ده محلي، والنظام حصله وعمل زيه وبقي يتكيف هو كمان رغم ان كيفه مستورد بالعملة الصعبة، يعني ببساطة الكل بيتكيف، والكل بينام على بطنه، والكل واقف في مكانه، ثابت، مبسوط، مستعد، نايم على بطنه، ومنتظر القادمون من الخلف، وما أكثرهم

في الحقيقة أنا أرى - لأني مصري متعصب ومصاب بفقاعة الأنا النرجسية - اننا نحن المصريون الشعب الذي لا مثيل له في الدنيا ولا في التاريخ النائم تحت النظام الدكر الذي لم يخلق ولن يخلق مثله في البلاد، قد اكتشفنا عنصر جديد من عناصر القومية العربية، يضاف إلى عناصر اللغة والثقافة والدين، بل إنه من شأنه أن يحذف كل ما سبق ويلقيهم خارج حزمة الهوية العربية الجديدة، هذا العنصر هو أننا جميعا شعوبا وأنظمة، نفضل الوضع الثالث في ممارسة الجنس، وضع كل الحيوانات، وضع الكلاب والقطط والحمير، حتى أظن أن صفة بهذا التوحد لابد وأن تعمم، فهي قد فاقت كل التوقعات، وفاقت حدود اللغة المنطوقة فأمست اللغة الجديدة ملموسة ومحسوسة ولذيذة ومؤلمة، وفاقت التوحدية الجديدة كل حدود الثقافة البلهاء التي طالما اعتبرناها رمزا لوحدة من نوع ما فدخلت صور مؤخراتنا كل موسوعات الأرقام القياسية ونشرت سوءاتنا على صفحات الجرائد والانترنت وأصبحت ثقافتنا تلقن في الحمامات وجوار الحيطان، وبالتأكيدا لن يكون الدين عائقا كبيرا في سبيل نشر هذا المد القومي البطنجي، حيث الأزهر لن يجد حرجا كبيرا في تمجيد اللوطيون الجدد كما مجد قبل ذلك المنوفيون الأزليون، بل انه لن يجد مانعا أيضا في تكفير كل من تسول له نفسه الترويج لأفكار من شأنها الدعوة إلى النوم على الظهر أو النوم جلوسا أو حتى وقوفا

***************************************

رحم الله كاماسوترا فقد كان خير من أرشد البشرية إلى الجنس، وآمن بأوضاعه كل العرب، حتى أستطاعوا في النهاية الاتفاق حول لغة مؤخرية واحدة وثقافة بطنية واحدة وديانة لوطية شاطئية واحدة، يشكلان جميعا عوامل قيام النظام البطنجي العربي الجديد

***************************************

المشهد في لبنان – وهي أرض عربية خالصة، وجارة عربية أصيلة – يوحي بأن ما دارت رحاه من حرب اسرائيلية شاملة على أراضيها وقتل المئات المدنيين والأطفال وتشريد الآلاف منهم، هو شأن لبناني – اسرائيلي داخلي لا يجب التدخل فيه أو الكلام عنه أو حتى التظاهر معه أو ضده، في الوقت الذي يبدو فيه أن تصريحات وصواريخ المقاومة اللبنانية قد لعبت دور الذباب السخيف الذي يحوم حول رأس البني آدم بينما هو يقضي يومه على البلاج، فلا تستطيع هشه أو نشه ، ولاتستطيع الاستمتاع باللون البرونزي وأنت نائم مسترخي على بطنك، ويبدو أنهم جميعا قد فضلوا النوم على البطون بينما الذباب لا يزال يحوم حول مؤخراتهم العارية، متحديا كل الظروف، حتى ولو تحت وابل من النيران يأتي من الأرض والبحر والجو


posted by المواطن المصري العبيط at 12:00 PM | Permalink | 25 comments
Sunday, June 25, 2006
من دفتر ابن أبي العبيط

Image Hosted by ImageShack.us


بعد أن نشر إعلانا واحدا فقط بأحد الجرائد القومية عن حاجته في أن يتبرع له أحد المواطنين بكلية، كان عدد المكالمات التي استقبلها خالي المريض بالفشل الكلوي قد وصل إلى رقم رهيب يمثل جميع أطياف مصر ومن مختلف محافظاتها وذلك خلال ثلاثة أيام فقط من تاريخ نشر الإعلان

تمنى الجميع - الذين فاق عددهم المائتين وخمسين - أن ترسى مناقصة نقل الكلية على أحدهم. مقابل حفنة من آلاف الجنيهات

الذي يريد أن يعرف الحالة الاقتصادية في مصر عليه أن يتابع اعلانات بيع الأعضاء البشرية


********************************************************

نورت مصر. العبارة التي رددها مبارك وسط عبارات الترحيب والاحتفاء بايهود أولمرت، أصبحت الشعار الجديد للسياحة هذا العام

مكثت أسبوعا كاملا أفكر على طريقة المثل الانجليزي ضع نفسك في حذائي، كيف يمكن للسائح للأجنبي أن يعرف أنه سينور مصر التي ظهرت تعبر عنها مجموعة من الممثلين، الذين يبدو - على ما أظن – هم صفوة المجتمع المصري وهم من يمثلون جميع طوائفه


الذي يريد أن يعرف الحالة العشوائية في مصر عليه أن يتابع اعلانات السياحة

.... ونورت مصر

********************************************************

علي عبد الله صالح بعد ما وعد أنه هيعتزل السياسية وسيترك عرش اليمن لغيره، يعود الآن ليعلن ترشحه لفترة رئاسية جديدة مدتها سبع سنوات

بيفكركوا بمين يا ترى ؟


الذي يريد أن يعرف الحالة الباذنجانية في مصر عليه أن يتابع تصريحات القادة والزعماء العرب

********************************************************

رغم ان ألمانيا دولة مش فقيرة، وأكيد معاها فلوس تشتري بيها شوية زجاج لزوم مباريات كأس العالم، إلا ان الغريب في الموضوع انه مفيش مقصورة محاطة بزجاج مضاد للرصاص زي اللي عندنا في استاد القاهرة، والأغرب ان الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية كانوا واقفين بيرقصوا على أرض الملعب في افتتاح البطولة، من غير أمن ولا حرس ولا بطيخ

الذي يريد أن يعرف الحالة البطيخية في مصر عليه أن يتابع كأس العالم

********************************************************

لاحظت مؤخرا ارتفاع نسبة المؤمنين الذين يذهبون إلى السينما ويتابعون ما تعرضه من أفلام. والمثير في الأمر أن المؤمنين الذين ذهبوا لمشاهدة الفيلم قد أعدوا أنفسهم للتملي وامتاع الأعين ببعض المشاهد الجنسية، ولكنهم فوجئوا بمناظر شذوذية وكلاما أعتبروه الحادا وعبارات أعتبروها خروجا عن الدين

كان من الطبيعي أن تزداد نسبة الاستغفار والبسملة والحوقلة مع الزيادة غير الطبيعية لنسبة المؤمنين بالسينمات

الذي يريد أن يضحك على مصر عليه أن يشاهد عمارة يعقوبيان

********************************************************


Image Hosted by ImageShack.us



posted by المواطن المصري العبيط at 1:43 PM | Permalink | 23 comments
Thursday, May 18, 2006
وأبي قال مرة: الذي ما له وطن ما له في الثرى ضريح



سيدي الرئيس

بعد التحية والسلام

أعرف أن وقتكم الثمين لن يسمح لكم بقراءة هذا الهراء، وأدرك أن رجالات قصرك لن يشرحوا لك مضمون رسالتي، وأوقن أن جلاديك سيرغمونني على أكل أحذيتهم بعد أن ينتهوا من شنق والدي وأصدقائي

سيدي الرئيس، إذا سمحت لي عظمتكم، وإذا تفضلت جلالتكم، وإذا أعطاني سلطانكم الأمان، أن تترك أحد عبيدك الحاقدين أن يخاطبكم. أن تدع أحد من أنعمت عليهم بنعم لا تعد ولا تحصى أن يكتب لك رسالة على ورق ليس مصنوعا من تبر الذهب. أن تسمح لأحد كلابك بالتجرأ والنباح في وجه من كساه وأطعمه. أن تمنع زبانيتك عنه - ولو للحظة – في أن تسول له نفسه ويقول كلمة باطل في وجه سلطان عادل

سيدي الرئيس، أعرف أن الكفر حرية شخصية، أقررتموها على لوح مملكتكم المحفوظ، وأنعمتم بها على عبيدكم التعساء، في أن يكفر من يشاء وأن يؤمن من يشاء، ما عدا الكفر بكم. هل تسمح لي يا سيدي بأن أكفر بك وبكل ما تقول وبكل ما تردد ؟ هل ستغضب لأن أحد المنافقين في مملكتك لم يعد يردد كلامكم المرسل الذي لم يخلق مثله في البلاد ؟ هل ستحزن لأن أحد كلابك المخلصين في ضيعتك لم يعد يصدق وعودكم بالفردوس المنتظر، وبنهر النيل يجري في عروقه عسل مصفى، وبحور عين كأمثال اللؤللؤ المكنون ؟ هل ستسلط على زبانية قصرك ؟ هل ستخرج ورائي حراس عرشك ؟ وهل ستعطي كلابك المتوحشين عطر أمي ليتبعونني ويتعقبونني وينكلون بي ؟ وهل ستدخلني جهنم وبئس المصير ؟

أعرف أن عقوبة الكفر بكم في البلاد تسعون جلدة، وعشرون ظفرا من جسمي، وعضو تناسلي لن يكون صالحا إلا للتبول، ومؤخرة سيعتاد رجالك على زيارتها كل ساعة، وسبعون كلبا ينهشون جسمي وعرضي. وأعرف انني مع ذلك، لن أزيد إلا إيمانا بكفري بك وإمعانا بشركي لمن يعبدوك ويقدسوك

خمسة وعشرون عاما، تجرعنا فيها المذلة والهوان، ولم يكن – أبدا - عندنا شك في أن الحرية ستأتي يوما، ولكنها لم تجروأ على طرق أبوابنا. خمسة وعشرون عاما سقينا فيها شراب من يحموم وكئوس صدئة من الظلم والقمع والاستعباد، ولم يكن إيماننا في عدل ورحمة ببعيد. خمسة وعشرون عاما أكلنا فيها من تراب الأرض دون أن نتذمر، وشربنا من دمائنا دون أن نظمأ، ودون أن نقول كفى. ربع قرن قضيناها على محطة الانتظار، الأم في انتظار ابنها المعتقل، والزوج قطع لسانه أمام أفواه مدافع حرسكم الحديدي. ربع قرن اختفت فيها كلمة "لا" من القواميس العربية، ومفردات الرفض والهجاء، حتى الحزن على موتانا أمسى بابتسامات تحت تهديد السلاح

سيدي الرئيس، هل تسمح لي بأن أشك، ولكن ليس على طريقة شك الغزالي، وإنما مثلما فعل ديكارت، أنا أشك: إذن أنا لست معتقلا في سجونك الرهيبة، أنا أشك: إذن أنا لا زالت حيا، أنا أشك: إذن أنت لست موجودا. وأنا أشك في وجودك سيدي الرئيس، وشكي في هذه اللحظة محله القلب - وليس العقل. وأنا أشك في أنكم في غيبوبة طويلة منذ خمسة وعشرين سنة، أو أنكم مصابون بسكتة دماغية مدتها ربع قرن. وأنا أشك أنكم لستم الحاكم الحقيقي لهذه البلاد، وشكي في هذه اللحظة محله العقل - وليس القلب. وأنا أشك في أنه لا تأخذك سنة ولا نوم، في الوقت الذي أنت فيه نائم تحلم وتحتلم على عرش بلادنا منذ ربع قرن. كيف يمكن أن تكون محي العظام وهي رميم، وأن تكون من يشفي الأبرص والأعرج، وعبيدك في السجون وفي الحصون شوهت أجسادهم وفضت بكارات نسائهم وقطعت أيديهم لأنهم يأكلون ما يسرقون ؟ كيف يمكن أن تكون الذي يرقص تحت السماء رافعا عصاه السحرية منتظرا هطول المطر، وأن تكون من يضرب الأرض بعصاه فتخرج القمح والأرز والياسمين، وعبيدك يجمعون كسرات الخبز من الأزقة، ويأكلون التين والزيتون المسرطنين، ويشربون المياه بنكهة مرحاضكم العتيق، ويستنشقون روائح أجسادهم النتنة لأنهم لم يناموا ليلة واحدة في قصركم الكبير

سيدي الرئيس، نحن شعب لم يعد يزرع الريحان. شعب لم يعد يألف الضحكة ولم يرى يوما سعيدا. شعب تبرع بدمائه عنوة بما يفوق استيعاب كل بنوك الدم في العالم. شعب ضحى بأبنائه وزوجاته وأمهاته وقدمهم قرابين لك في حديقة قصرك. شعب أضحى على شفا حفرة من السعار، فحذاري أن يتحول شعبك إلى كلاب مذعورة، فالعضة بعشرين حقنة، والحقنة مكانها المؤخرة، ووجع المؤخرة لا علاج له حتى الآن. شعب لن يدخل الجنة أبدا لأنكم ورجالكم المخلصون قد قمتم بممارسة الجنس معهم ألف مرة. هل تعتقد أنهم يستحقون الرجم حتى الموت ؟ وهل تعتقد أن الله سيغفر لهم خطاياهم

سيدي الرئيس، ماذا ستفعل يوم الحشر العظيم ؟ هل ستحميك مدافعك عندما يطلبك من خلق السماوات والأرض لسؤالك ؟ أي عطر من عطورك الباريسية الثمينة سوف تضع وأنت بين يدي البارئ عز وجل ؟ هل ستكفيك أموالك في سويسرا لتفتدي كل جسد شنقت، وكل رأس أطرت، وكل عرض هتكت، وكل فرج اغتصبت، وكل ظفر اقتلعت، وكل عين فقأت، وكل لسان قطعت، وكل قلم قصفت ؟ هل سيتوسط جلاديك للدفاع عنك أمام المعز المذل ؟ هل سيرحمكم من في السماء عن كل لحظة ألهت فيها شخصكم وصدقت فيها أنكم – حاشا لله – الملك الجبار

سيدي الرئيس، لست أعرف لماذا تشغلون أنفسكم بمن يولى علينا من بعدكم، أطال الله في عمركم وفي عمر من يأتي بعدكم، فنحن تعلمنا أن فرعون سيرحل وفرعون آخر سيأتي من بعده، ونحن – في الحقيقة - قد ضقنا ذرعا بالفراعنة، ولم نعد نهتم بأهراماتنا كثيرا، ولم نعد نحفر معجزاتك على جدران معابدنا، ولم نعد نضع صوركم الشخصية أمام الكباري والجسور في متاحفنا. نحن شعب يهتم الآن بالاغريق، شعب ينتظر أفروديت لترد له الجمال ولتزرع في قلوبه الحب. شعب ينتظر أبولو ليتغني بالموسيقى وينشد الشعر ويرى النور. ينتظر ديميتر ليزرع الياسمين والريحان والتين والزيتون. ينتظر زيوس لينزل الأمطار ويجلب الخير للبلاد. وينتظر برومثيوس ليسرق منك النار والقوة ويعطيها لنا. نحن شعب ينتظر – وأظنه حق له أن ينتظر – مثلما انتظرنا جميعا جودو

سيدي الرئيس، أعرف أنني قد أطلت، وما كان ينبغي لي، وأدرك أن حراسك يقفون في الخارج، وأسمع نباح كلابك المفترسات رهن إشارة منك. سأعرى نفسي، فليس لملابسي ذنب معي، وقد دفعت فيها الكثير. سأخلع حذائي، فأنا لست جائعا الأن، ولم أعد أستسيغ أكل النعال. سأمشي معكم في هدوء وسكينة، فأنا أعرف المكان، وأعرف كل الطرق المختصرة إليه، وأعرف أن رغبة ممارسة الجنس مع النزلاء الجدد هي رغبة متوحشة

سيدي الرئيس، سؤال أخير: هل تسمحون باستعمال الكريم والمرطبات هناك؟








كتبت هذه الرسالة في عيد ميلاد الحاكم الثمانيني للبلاد وتأخر نشرها بسبب ظروف صحية للكاتب *
العنوان من قصيدة لمحمود درويش *
الصور من رويترز والأسوشيدبرس والوعي المصري *
posted by المواطن المصري العبيط at 2:13 PM | Permalink | 43 comments
Monday, April 24, 2006
متى نحترم أنفسنا ؟



نتفاخر دائما بأن بلادنا هي نتاج حضارة سبعة آلاف سنة، رغم أنه لم يكن لنا أبدا دور في صنع هذه الحضارة سوى أن نحتضن أهراماتها ومعابدها ونحرص على التقاط الصور التذكارية مع تماثيلها ونقوشها. وندعي دائما بأن بلادنا هي أم الدنيا كلها، ولا نعرف أن الدنيا كلها قد ضاجعت أمها آلاف من المرات ونهشت جسدها مئات الآلاف من الفتن والمصائب والكوارث. ونقول ونكرر، ثم نعود ونقول فنكرر بأننا بلد الأمن والأمان وأرض المودة والتسامح كتعويذة لم تعد سحرية نستخدمها من أجل حفنة عملات أجنبية لا تلبث أن تحول في حسابات حماة الأمن والأمان ورعاة المودة والتسامح في بنوك سويسرا

والسؤال هنا، هل نحن حقا نستحق لعنة الفراعنة ذات السبعمائة قرن وهي التي أمست مثل بطاقة هوية نشهرها للغرب المتقدم الذي لا حضارة له ولا تاريخ يفتخر به أمام العالم ؟ وهل وصمة العار الذي ألحقها بنا هيرودوت ومن لحقوه من أغبياء بأن بلدنا هي هبة النيل وهي أم بلاد الدنيا لا تزال تلتصق بنا ؟ وهل هناك من لا يزال يصدق أعجوبة الأمن والأمان والمودة والتسامح التي نتميز بها دون بلاد العالم ؟ والاجابة على كل ما سبق هو لا

نحن حضارة تحقد على كل تعتبرهم من محدثي النعمة في حضارات سبقتها على سلم التقدم رغم أن أجدادهم ليسوا فراعنة، ولا قيمة لهم بدون أهرامات ومسلات، حتى ولو ذهبوا واستوطنوا القمر والمريخ

ونحن أم الدنيا التي ماتت فترحم عليها أصحاب الديانات التي مروا بها، ثم دفنت حتى شبعت موتا، ثم تحللت فأكلتها الديدان، حتى بات عزاؤها الوحيد في جنة أبدية بقرار لا يعلمه سوى خالقها الذي أبدع في صنعها، وجلى عظمته في حضارة لا تزال شامخة حتى الآن، وأظهر من رحمته الكثير على شعب فقير معدم حكمه - ولايزال - اناس سولت لهم أنفسهم باستعارة أسمه عز وجل واختلاس جزء من جبروته وقوته

والمهم في كل ذلك أننا لسنا بلد الأمن والأمان كما نصدق، كما أننا لسنا شعب ودود ومتسامح ويفتح أحضانه على طريقة الاعلان: مصر .. البيت بيتك. ومثلما نجحنا في التسويق لحضارة نحن لسنا جزء من صناعها سوى احتضاننا لها، فنحن لدينا أيضا من يتقن لعبة التسويق لشعب ودود ومتسامح. ورغم أن النسيج المجتمعي في بلادنا ليس معقدا كما هو في العراق أو لبنان أو السودان، إلا أن نظرية الشائبة السوداء في كوب اللبن – لو اعتبرنا التعصب شائبة ومصر هي كوب اللبن – تكون أخطر وأعمق بكثير من كوب لبن وقع فيه – لا أعرف كيف – مسحوق شيكولاتة، فالأخير مهما حاولت اخفاء الأسود فيه فلن تفلح، وأما الأول فانك عندما تحاول ازالة الشائبة السوداء فسوف يتعكر اللبن حتى يمسي معكرا بالأسود فتفوح منه رائحة المؤامرة

والحقيقة أن الشائبة السوداء ما هي إلا مجرد كراهية مغلفة بابتسامات صفراء توزع على الناس بشكل أبله، وتعصب رهيب يبدو من تحت حواجب معقودة وعيون مشمئزة ووجوه محمرة من الغضب. حتى الشائبة السوداء لم تعد سوداء، وإنما باتت ذهبية بلون آيه الكرسي والصلبان التي تزين صدور الفتيات، أو أصبحت في زبيبة في جبهة الرأس وصورة لكاهن غير معروف. وتعدت الشائبة كل ذلك وارتبطت بالحواس الآدمية كلها، فأمست في صوت المؤذن بالمسجد الذي يكاد يخلع حنجرته من مكانها لايقاظ جاره المسيحي، أو في دقات مرعبة لجرس عملاق في برج كنيسة توقظ النائمين في قبورهم

لقد تشكلت الشائبة في شكل لص يفتخر بسرقته لبيت مسيحي، أو في رجل ملتحي يخرج إلى العالم بنصر غير مسبوق في أنه نجح في أسلمة فتاة مسيحية، أو في شاب يعتبر جارته المسيحية ممن تجوز له جماعها لأنها تعامل معاملة سبية حرب. كما أضحت في صورة قسيس يعلن بأنه قد حان الوقت لأن يرفع الأقباط رؤوسهم من الرمال، وشاب يريد أن يستعيد أرضه التي اغتصبها المسلمين من أجداده منذ ألف وأربعمائة سنة، أو في امراة تطلب من ابنها ألا يخاطب أو يتعامل مع أصدقاءه المسلمين في المدرسة

لقد باتت بلادنا التي نفتخر بها مثل غابة، والفرق هنا أن للغابة ملك يحميها، أما في مصر فقد انشغل ملكها بتأمين الملك لنفسه ولابنه، وأصبح أمنه الشخصي هو وعائلته أهم من كل المتطفلين في أبعاديته الخاصة، وترك التبريرات الواهية لزبانيته الذي لم يكذبوا خبرا وأعادوا علينا نظرية المختل عقليا على طريقة أبو العربي وبني مزار، حتى يتأكد لهم السيطرة على الموقف والقبض على القاتل

ثم يعطي الملك الضوء الأخضر لجهازه الجوبلزي – نسبة إلى جوبلز – الحرية في كتابة سيناريوهات الحادث من خلال شهادات أصحاب المختل الذين سوف يأكدون خلل جهازه العصبي منذ ولادته وسوف يقسمون على جنون عقله، ولا بأس من تصميم الصور على الفوتوشوب يصافح فيها شيخ الأزهر البابا على أن تكون الخلفية لكنيسة وجامع لزوم الوحدة الوطنية. ولا ينسوا في النهاية التأكيد على أن الحادث لا يمثل إلا فئة قليلة مأجورة – بنت ستين كلب - تستهدف أمن وأمان مصر، وتحاول المساس بسمعة شعبها الودود المتسامح

أسمحوا لي أن أقول، إن احنا شعب متعصب بتقدير امتياز. شعب متعصب في الكورة ويكاد جمهور الناديين الكبيرين يقطعون بعض البعض سواء كانوا يلعبون معا أم لا، حتى لو كان أحدهم يلعب في تل أبيب، هيشجعوا تل أبيب. شعب متعصب ضد المرأة ورجالته متغاظين أنهم ممكن في يوم من الأيام تولى عليهم إمرأة، أو ان واحدة منهم ممكن تبقى مديرة أو وزيرة أو قاضية. شعب متعصب ضد الغني وبيحقدوا عليه وبيتمنوا زوال النعمة من ايده وايد اللي خلفوه رغم انه لو سعى هيلاقي اللي هو عايزه. شعب متعصب ضد الغرب، الأمريكي كافر وابن كلب، والأوروبي منغمس في الملذات والمحرمات، والياباني بيعبد بوذا، والايراني شيعي مش مسلم، والخليجي معاه فلوس ولسه بيلبس شبشب وكلسون، واليهودي بخيل ومعفن واسرائيلي وصهيوني ومغتصب للحقوق، والأفريقي أسود وريحته وحشة، والهندي بيسجد للبقرة، احنا بس اللي صح وأي حد غيرنا يبقى غلط، احنا اصحاب الحضارات وغيرنا تايواني تقليد، واحنا بس اللي هندخل الجنة وكل الدنيا هتترمي في جهنم

بعد كل ما قيل، هل هناك من يدعي بأننا شعب ودود ومتسامح ؟؟ أنا أفضل أن نخرس عن الكلام فذلك أفضل لنا حتى نحترم أنفسنا ونحترم تاريخنا الذي لا يد لنا فيه



posted by المواطن المصري العبيط at 7:17 AM | Permalink | 38 comments
Tuesday, March 28, 2006
الطريق إلى العرش

على طريقة مرشحي مجلس الشعب في دعايتهم عندما يلتقون الغلابة والمعدمين في المناطق شديدة الفقر ووضع جوز جنيهات في جيوبهم الخالية من أجل أن يسبحوا بحمدهم ويدعون لهم دعوات لا ترد من السماء، قام جمال مبارك بافتتاح أحد المشاريع الوهمية لتحسين ما يسمونه مستوي المعيشة بمنطقة العجوزة القديمة، وهو الأمر الذي أعتبره بداية التدشين الرسمي لحملة ولي العهد الشعبية في الطريق – الذي أمسى غير طويل – نحو عرش مصر

وقد لفت نظري الاهتمام المبالغ فيه من جريدة الأهرام - شبه الرسمية - بفرد صفحة كاملة لجمال ورفاقه من الوزراء والمحافظين وهم يصافحون الحفاه والعرايا والمعدمين ويتحدثون بلسان الوعود في جلب الخدمات للمنطقة من كهرباء ومياه نظيفة ومستوى صحي وتعليمي أفضل، حيث بات أسلوب البسطاء والسعي نحو تقديم الخدمات لهم – والتي لا تتكلف أكثر من حفنة دولارات من جيوب أصغر رجل أعمال من أصدقاء نجل الرئيس – قد بات هو الأسلوب الأمثل في الحملات الانتخابية وشراء الأصوات الانتخابية في مقابل كرتونة مياة معدنية أو باكو شيكولاتة للأطفال

وقد تأكد لي الموضوع عندما فوجئت بأن جمال ضيف أحد البرامج بالقناة الأولي وعلى الهواء مباشرة يوم أمس – أي في نفس اليوم الذي نشرت به الأهرام صفحتها عنه – وهو يؤكد ويزيد من التأكيد على أنه لا توجد لديه "النية" ولا "الرغبة" في الترشح للرئاسة، وهو الأمر الذي زاد الشك عندي في أن ما يحدث الآن هو تلميع ولي العهد أمام الرأي العام خاصة عندما يتظاهر بالصراحة والجرأة ويحاول ايهامنا بأنه يمتلك المصداقية والشفافية والموضوعية وطموح الشباب، خاصة عندما سألته المذيعة أنه لو لم يكن ابن الرئيس فهل كان من الممكن أن يبقي بهذه السرعة أميناً للسياسات وأميناً عاماً مساعداً للحزب الوطني، وكانت اجابته انه بشكل كبير لن يمكن ذلك

في الحقيقة، فإنه يبدو أن حكماء الرئيس ومستشاريه قد أرادوا أن يخرجوا من مأزق التوريث على الطريقة السورية وذلك عن طريق الاقتراع المباشر - المزور طبعا - في صناديق الانتخاب، وهو المعمول به في كل بلاد الدنيا – النزيهة طبعا - والذي نادينا به وسنظل ننادي به حتى نراه واقعا ملموسا. وقد بدأ هذا الأسلوب عندما وجدت مؤسسة الرئاسة أنه بوصول مبارك الأب عن طريق اختيار الشعب له فإنما هو بذلك يكتسب شرعية جديدة تحل محل شرعية الطيار الذي قضى على جيوش إسرائيل وحده في أكتوبر 73، وتحل محل شرعية ثورة يوليو البلهاء التي لاتزال تجد أصوات تردد بها حتى اللحظة، وقد كانت هذه الشرعية "الجديدة" هي الديمقراطية، حتى لو كانت إسما فقط لا واقعا، أو لو كانت شكلا فقط لا موضوعا

وقد بدأ صعود سيناريو التوريث وزادت التكهنات حول إعداد جمال لعرش مصر عندما تولى رئاسة لجنة السياسات منذ أربع سنوات، وهي التي تقوم بصياغة التغييرات التي تتم في الحزب، ومن ثم الحكومة التي تنتمي إلى الحزب، الأمر الذي جعل مبارك الأب ينفي في كل أحاديثه الصحفية مسألة توريث السلطة في مصر، مؤكدا أنه وإن كان ذلك قد حدث في دولة "معينة" - يقصد سوريا بالطبع - فإنه لن يحدث مطلقا في مصر

ورغم ذلك، نجد أحمد باشا نظيف بشحمه ودمه ولحمه وعقله المحدود يرفض عندما سألته البي بي سي استبعاد ان يصبح جمال مبارك رئيسا مستقبليا للبلاد، مؤكدا أن جمال يستحق ان ينظر اليه على انه مرشح موهوب بدلا من مجرد اعتباره نجلا للرئيس، بل ويؤكد أن صلة جمال بوالده تعد "عقبة" في طريقه – أي طريق جمال بيه نحو عرش الخمسة وسبعين مليون - وعليه أن يتخطى كل هذه العقبات

وقد اضطر مبارك الأب أمام الغضب العارم ضد التوريث أن ينحنى للموجة ويقوم - كعادتة - بتدبير الخديعة الكبيرة في تظاهره بدعوة الأحزاب للحوار مع الحزب الوطنى من أجل شراء ذمم رؤسائها أو الضحك عليهم كى تشارك فى مسرحية انتخابات تبدوا وكأنها حرة ومباشرة وبين أكثر من مرشح الا أن نتيجتها التي توقعناها دون أن نكون محللين سياسيين أو استراتيجيين لصالح مبارك بالتزوير والبلطجة

وتشير المعطيات التي تستنبط من تصريحات مؤسسة الرئاسة وتؤكد على أن الرجل الذي سيحتفل في مايو المقبل بعيد ميلاده الثامن والسبعين، مصمم علي البقاء في الحكم حتي نهاية ولايته الحالية، أي بعد ست سنوات علي الاقل، وهو المعطي الذي يحاول أن يوهمنا به مستشار الرئيس للشئون السياسية لوكالة رويترز ويبعدنا عن سيناريوهات التوريث بقوله أن الرئيس مبارك جندي، والجندي لا يمكنه ان يهرب من المسؤولية، كما لا يمكنه ان يقول لنا فليذهب الجميع الي الجحيم فأنا قد مللت وتعبت من الحكم. وأنا لا أعرف أي جندي هذا الذي يشارف الثمانين من عمره ويريد البقاء في الجيش، فمثل هذا الكلام هو هباء تذروه النسمات لا الرياح

إلا أن الموقف الآن على الساحة السياسية المصرية يقول بأن مبارك لن يستمر في الحكم، فهو إما سيستقيل – علشان يلحق يتمتع بفلوسه في سويسرا، أو سيتقاعد لظروف مرضه الغير مسموح لنا بمعرفته، أو يأتيه قضاء ربنا فجأة، وإن كان ذلك لن يكون فجأة في ظل انتظارنا له لأكثر من ربع قرن

وبغض النظر عن كيفية ذهاب العظمة الكبيرة، فإنه كانت هناك أمور عدة لمبارك الصغير كي يهيأ مؤخرته للجلوس على عرش أبيه ويستوفي الشروط الطبيعية لأي مرشح للرئاسة، حيث كان السن هو العقبة الأولى، فلا يقل سن المرشح وقت الترشح للرئاسة عن أربعين عام، والصغير الآن قد أمسى كبيرا، بل ويتعدى الأربعين بعامين كاملين. والثانية كانت أنه يجب على رئيس البلاد وحامي رجالها أن يكون متزوج لكي تكون الأخيرة هي بدورها حامية نسائنا وساترة عوراتهن، فإذا كان سجن الرجال لا يكون بدون حراس وجلادين من الرجال فكيف يكون سجن النسا دون حارسات وجلادات من النساء، وماشاء تبارك الخلاق على الكتكوتة الفاتنة التي تصغره بثمانية عشر عاما والتي أسدلت الستار على أشهر وأطول قصة لشاب أعذب في مصر – طبعا مش ابن الريس

ومن ناحية أخرى، فإن الوضع القانوني في حالة انسحاب الرئيس من على عرش مصر لأي سبب كان، يسمح للحزب الوطني الديمقراطي بأن يكون هو الحزب الوحيد الذي سيتمكن من تقديم مرشح رسمي للرئاسة ، لأنه الوحيد الذي يتمتع بنسبة تفوق خمس بالمائة في البرلمان، وبالطبع لن يقدم الحزب مرشحين من طراز كمال الشاذلي أو صفوت الشريف، وإنما سيقدم نجل الرئيس وأمين مساعد الحزب والذي سيقول وقتها: لقد ضغطوا علي من أجل تحمل هذه المسئولية الكبيرة، وأنا لا أستطيع أن أقول لا عندما تناديني مصر

أما في حالة الترشح بشكل مستقل – أي مرشح غير حزبي – فإنه لا بد له أن يحظى بتأييد ثلاثمائة من أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية، وإن كان مجلس الشعب به ثمانية وثمانون عضوا من جماعة الاخوان المحظورة، وعدد لا بأس به من الأحزاب والمستقلين المعارضين يقترب من عشرون أو خمسة وعشرون عضوا، فإن الحاجة إلى أكثر من 180 عضو بالمجالس المحلية تكون شديدة وقصوى لاستيفاء التوقيعات لأي مرشح مستقل ضد مرشح الوطني، وهو الأمر الذي شعر معه النظام بأنه غير مهيأ له حاليا وتوقع خسارة هائلة في عدد مقاعده لصالح التيارات الدينية والمعارضة، فأجل انتخابات المجالس المحلية في تعدي صارخ وظلم بشع وتسلط غير محسوب وتحيز رهيب لصالح ألا يكون هناك مرشح آخر ضد مرشح الحزب الوطني

لقد أراد النظام أن يشغلنا نحن البسطاء بكلام فارغ عن سيناريوهات عبيطة لتوريث الرئاسة من الأب إلى الابن على غرار النظم الملكية، ولكنه في الحقيقة يفكر في حالة اقناع رجالاتهم المرتشين بالترشح أمام ولي العهد كصورة باهتة أمام عدسات الصحافة وكاميرات التليفزيون على غرار مسرحية الانتخابات الأولى، ومن ثم يكون نقل العرش من الأب إلى الابن عن طريق صناديق اقتراع وانتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية تبدو في أزهي حللها أمام وسائل الاعلام في كل أنحاء المعمورة، وإن كان كل ذلك سينفذ عن طريق ميليشيات البلطجية والحواة وكتائب المرتشين والمزورين ومرتزقة النفاق والتهليل وأساطيل الوعود بعصر ديمقراطي وحرية فكر والغاء الطوارئ وأمن الدولة، ويبدأ الحديث عن رئيس لن ينام إلا بعد أن يطمئن على شعبه ويغطيه بالبطانية واللحاف ويتأكد أن كل أطفاله من الشعب قد شربوا اللبن قبل النوم، عن رئيس يعطي الأولوية لتمهيد الطريق أمام المستقبل من أجل تداول سلمي في السلطة وفترتين فقط في الحكم – مثلما وعد الأب ونفذ، عن رئيس يكافح الفساد في كل مكان ويذهب إلى آخر الدنيا - على طريقة السادات – ويتعقب رجال الأعمال أصدقاءه الذين قشطوا فلوس مصر ويلاحقهم في باريس ولندن وواشنطن بل ويجلبهم بنفسه ليقدمهم للمحاكمة بنفسه

أيها السادة، تذكروا هذا الكلام جيدا، وأعلموا أن جمال محمد حسني السيد مبارك هو الرئيس القادم على عرش المحروسة، شئنا أم أبينا، وبالتأكيد سنشاء وسنوافق وسنبايع وسنفرح ونقول ابن ناس ومستريح ومش محتاج يسرق ووعدنا بتحسين معيشتنا وهيأكلنا باتون ساليه وكانابيه وهيشربنا مية معدنية وعصير التوت البري ونبيذ أحمر، هنقول أنه شاب فهيحس بشبابنا، وهنقول أنه ابن بلد وكان بيساعد الغلابة، وهنقول ان مدام مبارك الصغير – الكبير ساعتها - بتلعب كورة حلو وعلشان كده هيبقى عندنا محترفين في ريال مدريد وهناخد كاس العالم

هنقول حاجات كتيييييييييير قوي وساعتها مش لازم نسأل نفسنا احنا انتخبنا جمال مبارك ليه


posted by المواطن المصري العبيط at 3:21 PM | Permalink | 29 comments
Friday, February 24, 2006
كنت محقا يا هتشكوك


ترجع عقدة الخوف عندي منذ أن كنت صغيرا، فكانت امي دائما تهددني بأنها ستجلب لي الكلب ليعض مؤخرتي إذا لم اذاكر دروسي جيدا

ولقد ابتكر الأباء في كل عصر وزمان العديد من الحيل لتخويف ابناؤهم كنوع من العقاب وذلك على حسب محددات العصر، فمن غير المنطقي أن تأتي أمي لتقول لي اذا لم تشرب اللبن فانني سأجلب لك الديناصور أو أمنا الغول أو العفريت أبو رجل خروف أو الحداية التي تطير، ومن ثم كان الكلب أكثر قبولا لي، في حين يكون الديناصور أكثر منطقية لجدي ولأبي

وفي الحقيقة، فإن أمي قد مست وترا حساسا لي - دون أن تقصد - في استخدامها أداة الكلب لتخيفني بها، حيث رأيت أمام ناظري وانا طفل أبله كلب أسود كبير يقفز بشراسة على أحد الأطفال ويعضه حتى سال الدم من احدى أرجله، مخلفا وراءه ذكرى لن تنسى، وكوابيس لا تنضب، وعقدة لن تحل

كنت مولعا منذ الصغر بقراءة قصص الرعب، وقد أثارتني كثيرا رواية لشخص يدعى ألفريد هتشكوك – لم أكن أعرفه قبل ذلك اليوم طبعا – وتسمى الطيور، ثم تجسدت لي واقعا عندما رأيتها في التلفاز. ورغم انني لم أكن أدعى وقتها الفلسفة والفزلكة والرؤية التحليلية العميقة، إلا انني كنت أسخر من هذا الهيتشكوك على عبطه وقصته – ثم فيلمه – الذي لم يخف طفل عبقري مثلي، كان من المفروض له أن يرتعد خوفا وهلعا عند رؤيته لطيور مسالمة تلتهم الأخضر واليابس وتقتل الرجال وتحرق البيوت وتدمر السيارات. وقتها خرجت برؤية فلسفية – لم أقصدها بالطبع – مفادها: الكلب هو الذي يخيفني لأنني أؤمن بذلك

والواقع أن الخوف هو مرآة لمجتمعاتنا في هذا العصر، والتي أمست لا تؤمن إلا بما تراه العين، فيكون من الطبيعي أن يخاف الانسان وهو واقف وحده وسط المقابر بعد منتصف الليل من قدوم سفاح قاتل، وليس من عفريت له عشرون ذراع وسبعة عيون وسبعون عضو تناسل منتصبة في وجهه

وتمر السنون، وتخف معها عقدة الخوف من الكلب "الأسود" بينما تبدو معها الوقت ذاته عقد جديدة لمخاوف من أشياء لم تكن موجودة، وهي بالتأكيد لم تكن لتخيفني أبدا، أو تزعج أبي الذي كان يخاف من امنا الغولة، أو حتى ترهب جدي الذي كان يرتعد من مجرد ذكر الديناصور الذي يخبؤه له أبوه في القبو

تمر السنون، وتتغير معها مفردات الخوف عندي، وتصبح أدوات رعبي في حرامي يقتحم بيتي وهو مسلح بمطواة ويفاجأ بي أمامه، أو في قاتل مختل يريد أن يسلخ جلدي ليفصل منه قميصا له، أو في شاب لا يعرف القيادة وأكون أنا أول من يخطو أمام سيارته، أو في مغامرة حمقاء تنتهي بزواجي من فتاة حلمها أن تقطع جسد زوجها في أكياس بلاستيكية

تمر السنون، وإذا بمفهوم الخوف يتطور عندي من مجرد أكلة سمك ملوث بمواد مشعة، وبقرة مصابة بالجنون، وفواكه وخضراوات تسبب السرطان، وماء بنكهة المجاري، بل والأكثر من عصفورة تتبرز على ملابسي

إن التطور المذهل في شتى مناحي الحياة، أصبح يلازمه بشكل حتمي تطور رهيب في مفهوم الخوف، ذلك الأخير الذي تخطى كل حدود أفلام الرعب التي كنا نسخر منها، وكل حدود قصص التشويق التي كنا نضحك عليها، بل وتخطى أيضا فكرة احتمالية وجود لص يحمل مطواة في بيتي، أو في محاولة استنزال جني قد لا يرغب في الحضور أصلا، أو في كلب عابر في الشارع لا أعرف مدى استعداده النفسي لمهاجمتي، وإنما غدى الخوف الآن في عصفور الكناري الأليف في بيتي، وفي وجبة دجاج مشوي على الغذاء، وفي كوب صغير من الماء، بل من مجرد العبور تحت شجرة أعرف أن فوقها هؤلاء المرعبون ذوي الجوانح

لقد كنت أهزا يوما من الأيام على تفاهة هتشكوك وأسخر من قصته وأضحك عليها بدلا من الخوف منها، في الوقت الذي كنت أخاف فيه الكلاب. والآن أنا أخاف من طيوره ولم تعد الكلاب تخيفني عندما تنبح في وجهي بقدر خوفي من دجاجة تتجشأ بالقرب مني أو أو من نعامة تطير فوق رأسي أو حتى من بطريق يتجول خارج منزلي

اعتقد انه قد حان الوقت لابتكار مفردات جديدة للخوف، تلائم هذا الزمان وتقنع أبناءنا بالخوف منها، وتكون بعيدة عن الخرافات التي لم يعد يقتنع بها الرضع. مفردات مثل دكر بط وسيم مصاب بالأنفلونزا، وتفاحة محترمة مرشوشة بالمبيدات المسرطنة، وكوب كوكتيل المياه بالمجاري اللذيذة، أو حتى لو لجأنا إلى الأساطير المنطقية فإن وقعها على الأطفال سيكون له مفعول السحر مثل طائر الرخ والديناصورات المجنحة

posted by المواطن المصري العبيط at 5:25 AM | Permalink | 26 comments
Thursday, February 16, 2006
السلام 98: مسئولية نظام

قبل أن أبدأ الكلام، أتذكر ثلاث حوادث. الأولى عندما وقعت الكارثة الانسانية في الولايات المتحدة بعد اعصار كاترينا ولم نجد الشعب الأمريكي يقول أنها جاءت قضاءا وقدرا، وإنما وجهوا أصابع الاتهام إلى شخص الرئيس بوش باعتباره المسئول الأول عن أنه قد قصر في أداء مهامه في حماية أرواحهم والحفاظ على أمنهم

والحادثة الثانية هي استقالة وزير الداخلية اللبناني بعدما أضرم متظاهرون غاضبون النار في مبنى يضم القنصلية الدنماركية في بيروت احتجاجا على نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد، وقد استقال هذا الوزير عقب الانتقادات التي وجهت له بأنه لم يقم باستعمال القوة لتفريق المتظاهرين لأن مثل ذلك القرار يمكن ان يؤدي الى مذبحة

وأما الحادثة الثالثة فهي أن الرئيس مبارك قدم اعتذاره لجورج جالاوي عضو مجلس العموم البريطاني الذي احتجز لأكثر من ثمانية عشر ساعة في مطار القاهرة حتى لا يشارك في المحاكمة الرمزية بنقابة المحامين ضد بوش وبلير وشارون والتي رأس جلستها رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد

مسئولية من

استيقظنا صباح الجمعة على خبر مؤلم ومروع من العيار الثقيل، وكنا ساعتها في الطريق إلى استاد القاهرة لنشجع المنتخب المصري ضد نظيره الكونجولي للبحث عن شيء يسعدنا – وهو أمر نادر في بلادنا - فإذا بنا نصدم ونفجع وكأن القدر كعادته يقول لنا على الطريقة المصرية: جات الحزينة تفرح، ما لقيتلهاش مطرح

فى لحظات قليلة كان خبر الكارثة المروعة حديث كل بيت مصرى، وهي العبارة التي كان يستقلها حوالى 1415 راكبا بينهم 1298 مصريا، كانوا عائدين من ميناء ضبا السعودى فى طريقهم إلى ميناء سفاجا، حيث كانت كل الأخبار تشير إلى وقوع كارثة إنسانية بكل المقاييس والمعايير، ولعل أكثر ما يدهشني في كارثة العبارة المصرية الغارقة هو أمور ثلاثة

أولها: خروج المنافقين مهللين للرئيس مبارك عندما اصدر قراراه بالتحقيق الفوري في ملابسات حدوث الكارثة وضرورة تقديم من تثبت إدانتهم إلى المحاكمة لينالوا عقابهم، رغم أن شخص الرئيس هو المتهم الأول في هذه القضية طبقا للدستور باعتباره المسئول أمام شعبه في حمايتهم والحفاظ على أمنهم. وليس موقف الشعب الأمريكي ضد رئيسهم على كارثة طبيعية مائة في المائة بالبعيد علينا، فما بالنا بكارثة تفوح منها روائح المؤامرة والبيزنيس ورجالات السلطة

لقد اعتذر مبارك لجالاوي، وكان بمقدوره أن يعتذر لأهالي الضحايا ولكنه فضل هو ورجاله الذهاب إلى الغردقة يستعرضون أمام كاميرات التليفزيون في تهنئة الناجين، ومتناسيين أصحاب المشكلة الحقيقيين في سفاجا محجوزون بين مطرقة الأمن وسندان المخابرات، وكأن من ذهب إلى الغردقة له النعيم ومن مكث في سفاجا ليعرف مصير أخيه أو أمه أو أبيه فله الجحيم

ثانيا: لاتزال وزارة الداخلية مستمرة في استخدام الغباء في التعامل مع أي أزمة، ويبدو أن حكماءهم من زبانية الدولة لا يدركون الفرق بين أزمة ذات طابع "اجرامي" وأخرى ذات طابع "إنساني". والفرق بين موقف الداخلية في بلدنا وبلد مثل لبنان، هو نفسه الفرق بين موقف الوزارتين في التعامل مع الأزمات. في لبنان لم يتعاملوا مع المتظاهرين بمنطق القوة، لأن من يتظاهر هم بني آدميون وليسوا كلابا

ولكن في مصر فإن الأمر يختلف تماما، فعلى طريقة عملية السودان بالمهندسين، دخلت قوات الأمن المآتم لتعزي أسر الضحايا بالضرب، وتجفف دموعهم بقنابل مسيلة للدموع، وتربت على أكتافهم بهراوات غليظة، وتشاركهم الأحزان في أقسام البوليس والمعتقلات

ثالثا: حالة اللامبالاة التى سادت بعض المسئولين وعدم الاستجابة لاستفسارات الأهالى أو احترام مشاعر الحزن والأسى، مما دفع الأهالى للغضب والتظاهر، فوزير النقل يتلقى البلاغ بالحادث بعد تسع ساعات من وقوعه، وذلك حسب ما نشرته جريدة الأخبار بأن أول بلاغ تلقاه الوزير كان في الثانية عشر ظهرا، ثم تأكيد أحد أعضاء مجلس الشعب – وهو مالك لأحد شركات الملاحة – بأن هيئة التفتيش البحرى لا تقوم بالتفتيش على السفن على مستوى الجمهورية، وأن إجراءات الهيئة هي مجرد اجراءات روتينية للتصريح بالسفر، فالمعنى واضح وصريح، حيث المهم أن يكون الورق صحيحا والإجراءات سليمة والدمغة موجودة وشهادة الاثنين موظفين حاضرة وختم النسر محفورا، وليس مهما بعد ذلك ما يحدث، فالمهم الورق وليس أرواح البشر

ولقد استفزني كثيرا ما أثير بأن العمر الافتراضي للعبارات ليس هو المشكلة، وأنا لا أفهم ذلك الأمر من خلال خبرتي المحدودة بأن الثلاجة لها عمر افتراضي والكيتشن ماشين له عمر افتراضي والصاروخ له عمر افتراضي حتى المسئولين ورؤساء الدول لهم أيضا عمر افتراضي، فكيف لا يكون للعبارة أوالأتوبيس النهري عمر افتراضي، خاصة اذا عرفنا أن التقرير الصادر عن شركة لويدز ريجستر المتخصصة فى الملاحة البحرية يعتبر العبارة المنكوبة – السلام 98 - فى خريف عمرها ولا تستوفى معايير السلامة المطبقة فى الاتحاد الأوروبى بل وأنها ممنوعة من الملاحة فى المياه الأوروبية. لكن الأغرب والأخطر والأعجب فى تقرير الشركة أن العبارة يتجاوز عمرها الستة وثلاثون عاما، وأن القانون المصرى يقضى بألا يتجاوز عمر هذا النوع من السفن عن خمس وعشرين عاما فقط، فمن يراقب من؟ ... ومن يحاسب من؟

أخيرا: لقد هالني منظر القتلى وهم طافيون على سطح البحر، وهالني أكثر مشهد نقل الجثث من على العربة للمشرحة وكأنهم أبقار أو عجول، وهو الأمر الذي أكده كاتب بالأهرام في حديث تلفزيوني بأن النظام لم يعد يكتفى يقمع الناس وسجنهم وحرمانهم من حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل هو يحرمهم أيضا من حقهم في القبر الذي سيدفنون فيه ليترحم عليهم زويهم وأقاربهم، فأصبحت قبورهم في بطون أسماك القرش، وأصبح مصير جثثهم الحرق في قطار، وأصبح الموقف بما فيه من دروس وعبر وحزن ودموع مجرد ذكرى من سطرين في صفحة في كتاب طويل للتاريخ عنوانه مسئولية نظام

posted by المواطن المصري العبيط at 4:22 PM | Permalink | 5 comments
Sunday, February 12, 2006
الفكر الجديد، الرئيس الجديد، الجمهورية الجديدة، والجمهور الجديد


في البداية وقبل كل شيء أبارك لشعب مصر لفوز منتخبنا الوطني ببطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الخامسة في تاريخه محققا بذلك رقما قياسيا جديدا ينفرد به وحده على عرش افريقيا لكرة القدم

لقد أسعد الفوز بهذه البطولة - التي عدت أقوى بطولات أفريقيا الخمس والعشرين - جماهير مصر بكل طوائفها وألوانها وطبقاتها، حتى أضحى الفوز هو حديث الساعة في مصر، وأمسي اللقب الأفريقي هو مصدر فرحة أكثر من سبعين مليون مواطن مصري

ولعل أكثر ما يلفت انتباهنا في هذه البطولة هو الجمهور الذي أتى من كل شبر في مصر ليشجع ألوان بلده. وهو وإن كان أمرا ليس بالغريب على شعب مصر في وطنيته وحرصه على مساندة بلده – وبشكل خاص في كرة القدم، إلا أن الجديد في الموضوع هو الشكل الجديد للجماهير والفئات الجديدة التي جاءت ربما للمرة الأولى في حياتها إلى الاستاد للتشجيع، بل والأكثر هو نسبة الاقبال على الحضور من جانب الفتيات في كل المراحل العمرية واللآتي تنافسن على استعراض جمالهن وزينتهن وطرقهن الجديدة في التشجيع من خلال رسم الألوان وارتداء ملابس على الموضة تحتوي ألوان علم مصر. كل ذلك مهد الطريق إلى وصف هذا الجمهور بالجمهور الجديد

والواقع أن نعت "الجديد" أصبح يستخدم وبكثرة الآن في مصر، فهي أكثر الكلمات التي تميز بين شيء قديم تعودنا عليه وشيء جديد لم نعتاده من قبل. وقد استخدمت ذات الكلمة قبل ذلك عدة مرات، وبشكل خاص على المستويات الرسمية، فاستعملها ما يسمى بالتيار الاصلاحي الشاب في الحزب الوطني بوصف نفسه بالحرس الجديد تمييزا عن الحرس القديم العجوز، وهو الأمر الذي أدى إلى اطلاق ما يسمى بالفكر الجديد للحزب الوطني في محاولة واهية لاقناع الجماهير بأن هذا الفكر الجديد سوف يأتي بالجديد للبلد وسوف يحدث طفرة في النظام السياسي الذي يسيطر عليه الحزب

وتعدى الموضوع كل ذلك عندما بدأ المنافقون يصفون الرئيس مبارك بعد الانتخابات الرئاسية بالرئيس الجديد، رغم أنه القديم في الوقت ذاته مبررين ذلك بأنه – أي مبارك – قد أتي للحكم عام 2005 بعد انتخابات ديمقراطية وبين أكثر من مرشح على الرئاسة، وهو الأمر الذي سول لهم بعد ذلك اطلاق وصف الجمهورية الجديدة على عصرنا الحالي لما شكله المشهد السياسي على الساحة المصرية بأنه جديد تماما عما سبقه بعد التعديل الذين يعتبروه جوهريا في الدستور المصري

وقد امتدت حالة الجديد لتصل إلى جماهير كرة القدم، لا بسبب كثرة عدد المشجعين في الاستاد ولا بسبب تحليهم بالأدب والأخلاق وعدم الشتم والسب، وإنما بسبب أن هذا الجمهور الذي مثل في أغلبه بنات من جامعات مصر والجامعة الأمريكية يرتدون الملابس على الموضة ويتراقصون على كل هدف يحرزه المصريين، وكذلك الأسر التي حضرت بأكملها لتشجع المنتخب من الأب والأم والأبناء، وكذلك الرجال والنساء من كل الألوان من الاسكندرية والعريش حتى أسوان وأبو سمبل

كل ذلك بالطبع يختلف عن ذلك الجمهور المتخلف الذي يأتي لسب الفريق الآخر ونعت اللاعبين بالألفاظ النابية، ولم يكن هذا الجمهور "القديم" يرتدي ملابس على الموضة وإنما كان يأتي عريانا أو بملابسه الداخلية، وكان يتفنن في صناعة عبارات التشجيع، وهي في الحقيقة ليست للتشجيع وانما لسب وشتم المنافس، وعندما يخرج هذا الجمهور غاضبا لهزيمة ناديه فإنه يدمر كل ما في طريقه من سيارات وطرق وواجهات المحال، بل ويصل الأمر إلى التشابك والعنف مع جمهور النادي المنافس

بصراحة، يستحق هذا الجمهور "الجديد" الاشادة في أنه كان العامل رقم واحد بعد رحمة الله سبحانه وتعالي في فوز مصر بالبطولة الأفريقية، والسؤال الذي يحيرني هو هل سيستمر هذا الجمهور جديدا كما يطلق عليه؟ أم بعد العودة للعك الكروي المحلي فإن جمهور الملابس الداخلية "القديم" سيعود مرة أخرى إلى الملاعب؟ وساعتها سنترحم على الجمهور الجديد الذي لن يستمر كثيرا بوصفه الجديد ، ولكنه سيكون وقتها: الجمهور الجديد رحمة الله عليه والمغفور له بإذن الله والعزاء واجب بسرادق استاد القاهرة الدولي

posted by المواطن المصري العبيط at 3:59 PM | Permalink | 5 comments
Sunday, January 22, 2006
كليمنصو عدت القناة يا رجالة

سمحت السلطات المصرية لحاملة الطائرات الفرنسية كلينمصو بالعبور من قناة السويس لتكمل رحلتها للهند وهي محملة بخمسة وأربعين طن من الأسبستوس ، بعد ثلاث أيام قضتها الحاملة خارج ممر قناة السويس ، وبعد أن اقامت منظمة السلام الأخضر الدنيا وأقعدتها وصرخت في كل مكان ، وبعد أن أنتشرت فعلا الأنباء عن توقيف الحاملة الفرنسية و منعها من العبور لحين أستيفاء المستندات المطلوبة والتي تثبت خلوها من السموم ، وبعد أن فوجئت بالجرائد اليومية كالجمهورية والمساء بمانشيتاتها التي تقول: قرار تاريخي لمجلس الشعب بمنع عبور كليمنصو لقناة السويس

وبعد كل ذلك ، وكما كان متوقعا ، بلعت السلطات المصرية كل كلامها ، ورفعت حذائها لكل الأغبياء دعاة الحفاظ علي البيئة وحماية البشرية من المخلفات الفرنسية المسمومة والتي لم يجرؤ وزير دفاعها في طرح فكرة التخلص منها في بلده وتعريض حياة الفرنسيين المحترمين للخطر ، وإنما التخلص منها ومن نفياتها السامة يجب أن يكون في أحد الدول المتخلفة والتي تتلهف على أوراق اليورو الثمينة من أجل أي شيئ

وأكدت مصر إن الوثائق التي تلقتها من فرنسا تشير بوضوح إلى أن الاتفاقات الدولية التي تمنع تصدير النفايات السامة لا تشمل حاملات الطائرات ، إنما تشمل فقط السفن ومراكب الصيد والبيتش باجي والأتوبيس النهري ، إنما حاملات الطائرات ، فلا

وقد وصف خبراء هيئة الطاقة الذرية بأن عبور حاملة الطائرات الفرنسية كليمنصو لقناة السويس هو كارثة بيئية مؤكدين بأن هناك خطورة حقيقية علي الثروة السمكية والبيئة المحيطة بالقناة في حالة عبور الحاملة والموجودة علي بعد 17 ميلا بالبحر المتوسط شمال بورسعيد ويتسبب وجودها حاليا في أضرار جسيمة بالمياه. وضاعفت هيئة القناة من تكاليف رسوم عبور الحاملة للقناة وصل الي مليون و300 ألف دولار بالاضافة الي 100 ألف دولار تأمين عبور يتم مصادرتها في حالة حدوث أية تلفيات

وبالرغم من الاحتجاجات الشعبية ، وبالرغم من عدم اتخاذ مجلس الشعب قرارا بهذا الشأن ، وبالرغم من تحزيرات الجرين بيس أو منظمة السلام الأخضر التي تؤكد على أن حمولة كليمنصو من الاسبستوس تفوق خمسمائة طن وليس خمسة وأربعون فقط ، إلا أن الحكومة المصرية لا ترى إلا الدولارات ولا تسمع إلا كلام المسئولين في فرنسا ووعودهم بالمزيد من الدعم الذي نشحته كل عام من طوب الأرض ، ولايتحرك لسانها إلا بالحمد والشكر للقيادة السياسية التي تعرف أكثر منا نحن الشعب الجاهل الجعان الغبي الذي لا يفهم في مثل هذه الأمور

أظن أن القانون واضح وصريح ، والحكومة بتفهم أكتر مننا ، وطالما اخواننا الفرنجة سددوا الرسوم ودفعوا الدمغات والتأمين يبقى يعدواطبعا ، وليه لأ . أفتح يابني القناة وخلي الناس تروح تشوف شغلها ، دي فرنسا يا عم مش هزار ، انتوا فاكرينهم فاضيين زينا ، ربنا يباركلهم في فلوسهم ويزودهالهم ، ويقدر حكامنا على اللي هما فيه ويغنيهم عننا احنا ولاد الكلب اللي بنقلق منامهم ، ويخرب بيت أبونا ويفقرنا كمان وكمان ونموت يا رب بالاسبستوس ، قولوا آمين
posted by المواطن المصري العبيط at 3:16 PM | Permalink | 7 comments
مولد سيدي أبو بطانية المكشوف عن أمه الحجاب

اعتاد اليهود على الذهاب إلى مصر في نهاية ديسمبر من كل عام وتحديدا إلى قرية مصرية صغيرة اسمها (دميتوه) بدمنهور، في محافظة البحيرة لزيارة ضريح لرجل يهودي مات منذ أكثر من 100 عام ودفنه من كانوا معه في تلك المنطقة ، والاسم الذي انتشر لذلك اليهودي هو أبو حصيرة

وتحكي الروايات أن أبا حصيرة هو يعقوب بن مسعود وهو يهودي مغربي ولد في سنة 1807 وسافر من المغرب إلى فلسطين لغاية الحج (إلى الأماكن التي يدعي اليهود أنها مقدسة لديهم) ، وجاءت بعد ذلك الأساطير حول تلك الشخصية ، وبدأ اليهود ينسجون القصص عنها ، وقيل إن سفينته غرقت قبل أن تصل إلى الأراضي الفلسطينية ، وغرق من معه إلا أنه ـ طبقا للأساطير اليهودية ـ بسط حصيرته على سطح الماء وسبح حتى وصل إلى سوريا ومنها إلى فلسطين حيث أدى الحج

وبعد أن انتهى من أداء طقوسه قرر العودة إلى المغرب سيرا على الأقدام وبينما هو في الطريق مع ثلاثة من أتباعه ، وكانوا قد وصلوا إلى قرية دميتوه المصرية مات ، وقالوا إنه أوصى وهو يموت بأن يدفن في مصر وكذلك أتباعه ، فدفن في الضريح الذي نسب له هناك ، كما دفن أتباعه إلى جواره ، ومنذ ذلك اليوم واليهود يتعللون به كـمسمار جحا ويواظبون على زيارته في ضريحه بمصر خاصة بعد أن أخذت العلاقة بين مصر وإسرائيل شكلها الحالي ، واستغل اليهود المتطرفون وجود الضريح في مصر حتى أمسى سببا سياسيا أكثر منه دينيا لزيارة مصر وجعلوه حجة كي يتوغلوا ما شاء لهم في أرض مصر بهدف زيارة أبي حصيرة اليهودي

وفي ليلة مولد أبي حصيرة حول ضريحه الذي يرتفع عن سطح الأرض عشرة أمتار وتحيطه أرض فضاء مساحتها فدان ونصف لا يصبح الأمر مجرد زيارة دينية ، وإنما ليلة ماجنة صاخبة حمراء تراق فيها كميات ضخمة من الخمر والحشيش وتدق الأرض بالعصي ويبدأ الحفل الماجن بمزاد على مفتاح الضريح ، ومن يدفع أكثر يرسو عليه المفتاح، وبعدها يبدأ الصخب والرقص والسكر ، وما هو بعد أبعد من السكر ، ثم يحتفلون بذكرى القديسة أستر وهي زوجة أحد ملوك الفرس التي يعتقدون أنها أنقذتهم من الإبادة عندما كان هامان يريد أن يفعل ذلك فحذرتهم ، وعندما يأتي ذكر اسمها يتزايد دقهم للأرض اعتقادا أنهم يدقون رأس هامان

وفي محاولة من اليهود لفت نظر العالم إلى قضية الضريح، كانت السلطات الصهيونية تحاول تحويل المسألة إلى قضية سياسية وحق تطالب به، وجرت ثلاث محاولات لنقل رفات اليهودي أبي حصيرة من التابوت الرخامي الذي يعتقدون أنه دفن فيه وكتب عليه من الخارج باللغة الآرامية: هنا يرقد رجل صالح جاء من المغرب ودفن هنا. إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل نتيجة لبعض ظروف الطبيعة أثناء محاولة نقل رفاته، وهو ما فسره اليهود بنفس الطريقة الأسطورية التي نسجوها حول الرجل نفسه من أنه يرفض أن يغادر مصر. وطالما أن الرجل الذي مات منذ 120 سنة ما زال يرفض أن ينتقل إلى فلسطين المحتلة، فالواجب يفرض على السلطات الإسرائيلية أن تأتي إليه لتزوره ، وبالتالي سيبقى في مكانه لكي يأتي اليهود كلما سنحت لهم الفرصة ويمارسوا طقوسهم حوله

ولكن بعد ذلك، لم يعد بإمكان اليهود أن يأتوا لزيارته بعد أن تدخلت حكومة مصر في القضية نزولا عند رغبة أهالي دميتوه وكافة المصريين وحسمت الجدل وقضت بعدم الاحتفال في ذلك المكان ، حيث أخذت مشكلة ضريح أبي حصيرة اليهودي أبعادا كبيرة في مصر ، وبدءا من العام 2001 كان للموضوع أصداء كثيرة ، الأمر الذي أدى إلى امتناع وزارة الخارجية المصرية عبر سفارتها في تل أبيب عن منح تأشيرات دخول لنحو مائة من الاسرائيليين كان من المنتظر أن يشاركوا في مولد أبي حصيرة ، مبررة ذلك لأسباب أمنية تتعلق بمخاوف تعرض الاسرائيليين لمخاطر بسبب غضب المصريين من ممارساتهم بحق الفلسطينيين ، ومن ثم فقد ألغي المولد برمته

ورغم قرار من لجنة الشئون الدينية بالمجلس الشعبى المحلى لمدينة دمنهور عام2000 بإلغاء الإحتفالات اليهودية لمولد ما يسمى أبو حصيرة ، وحكم المحكمة الإدارية فى الاسكندرية ( دائرة البحيرة ) عام 2001 بوقف هذه الإحتفالات التى يحيطها كثير من الموبقات التى لا تتفق مع عادات وتقاليد أهل القرية الكائنة بجوار هذا القبر ، واعتبار قرار وزير الثقافة بجعل هذا المكان اثرا إسلاميا كأن لم يكن

وقد أوضحت المحكمة إن مما سبق يتضح أن اليهود خلال إقامتهم في مصر لم يشكلوا حضارة بل كانوا قوما متنقلين يعيشون في الخيام ويرعون الأغنام ولم يتركوا ثمة أثرا يذكر في العصر الفرعوني وبالتالي فإن القرار الذي أصدره وزير الثقافة باعتبار ضريح الحاخام اليهودي أبو حصيرة بقرية دميتو بمدينة دمنهور والمقابر اليهودية التي حوله ضمن الآثار الإسلامية والقبطية رغم أنه مجرد قبر لفرد عادي لا يمثل أي قيمة حضارية أو ثقافية أو دينية للشعب المصري حتى يمكن اعتباره جزءاً من تراث هذا الشعب وهو الأمر الذي يكون معه قرار وزير الثقافة باعتبار الضريح والمقابر اليهودية ضمن الآثار الإسلامية والقبطية مخالفا للقانون لانطوائه علي مغالطة تاريخية تمس كيان الشعب المصري الذي هو ملك لأجيال الأمة وليس للأشخاص كما ينطوي علي إهدار فادح للمشرع المصري الذي لم يعترف بأي تأثير يذكر لليهود أثناء إقامتهم القصيرة بمصر، هنا نسيت المحكمة المطالبة بحق استعادة المسروقات التي أخذها اليهود مع خروجهم من مصر، وهي أمر تثبته جميع النصوص القديمة بما فيها التوراة، التي يرجع الصهاينة لها، للافتراء على الشعوب بادعاء وجود حقوق تاريخية

إلا إنه ورغم ذلك كله تم اهدار القانون ، فقد زار وفد سياحى من اليهود المغاربة فى أوائل شهر يناير قبر أبو حصيرة وسط حراسة أمنية مشددة وذهول الناس الغضبة من هذا التصرف غير المسئول ، كما احتفل أمس اكثر من ألف يهودي بمولد ابوحصيرة بحضور القنصل العام الاسرائيلي ومجموعة من حاخامات اليهود ، وقد فرضت قوات الامن حصارا شديدا حول مكان الاحتفال، والقبر. وتم فرض حظر تجوال علي أهالي القرية. انتشر اليهود في طرقات القرية وحول القبر وارتدي معظمهم القلنصوة اليهودية، وقد جاء اليهود الذين حضروا الاحتفال من اسرائيل رأسا الي مطاري القاهرة والاسكندرية ، بعد ان كان معظمهم يأتي في الماضي من اوروبا

وفي الواقع فالعدد الذي شارك في هذا المولد يعتبر الأكبر منذ عشر سنوات ، وفيه تمت اضاءة الشموع وشواء اللحوم، وانتشرت روائح الخمور وأصوات الطقوس الماجنة الصادرة من الموسيقي الصاخبة من قبر أبوحصيرة ، بينما قام عدد كبير من المحتفلين بالرقص بين المقابر المحيطة بأبوحصيرة. كل ذلك في حين قامت الجهات الأمنية بتوفير طريق فرعي خلف مقبرة أبوحصيرة بقرية ديمتيوه لعبور الأوتوبيسات السياحية بعيداً عن الطريق الرئيسي الذي يمر وسط منازل أهالي القرية الذين أصابتهم حالة من الاستياء والغضب

وقد قامت قوات الأمن أيضا بتطويق منطقة الاحتفال لمنع الاحتكاك مع الأهالي ، واستنكرت القوي السياسية والشعبية بمحافظة البحيرة السماح باقامة الاحتفال ووصفوه بأنه خرق لأحكام القضاء المصري، وطلبوا من الحكومة الالتزام بتنفيذ أحكام القضاء ، وعدم الاحتفال بمولد أبوحصيرة ، والتفكير في نقل رفاته إلي اسرائيل لمنع اليهود من الاحتفال في البحيرة بهذه المناسبة مرة أخري

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن
هل عودة زيارة اليهود لمولد أبو حصيرة المزعوم يأتى ضمن توابع توقيع الكويز والافراج عن الجاسوس عزام ؟ أم أننا فرحون بهذا المولد الذي يكرس النظرية التي يروج لها البعض بأن مصر أم الأديان السماوية ، ومن ثم كان من الواجب أن نبحث عن عيد ديني يهودي كما هو مثل أعياد المسلمين والمسيحيين ، أم أن الموضوع لا يعنيينا برمته وكأن شيئا لا يحدث بحيث يستمر أبو حصيرة هذا هو مسمار جحا الاسرائيلي في مصر بينما يغط المصريين ومسئوليهم في نوم عميق تحت بطانية سيدي أبو بطانية هذا ، أو عفوا ، سيدي أبو حصيرة أبو الكرامات والمعجزات
posted by المواطن المصري العبيط at 2:27 PM | Permalink | 6 comments
Thursday, January 19, 2006
الأمم الأفريقية وسمعة مصر

تبدأ غدا البطولة الخامسة والعشرون من كأس الأمم الأفريقية بمصر ، وقد قادتني الصدفة لأن ألتقي أحد أصدقائي القدامى وهو في الوقت ذاته أحد المقربين من وزير الشباب ، قد أعطاني صديقي هذا نسخة من الدليل الرسمي لبطولة كأس الأمم الأفريقية والتي ستوزع غدا على زوار مصر مع بدء فعاليات البطولة. والحقيقة أنه قد أثار اعجابي للوهلة الأولى جمال التصميم وجودة الورق المصنوع منه الدليل والذي طبع بثلاث لغات هي العربية والانجليزية والفرنسية ، إلا أن هذا الانبهار المؤقت لم يلبث أن تشتت في ثوان وإذا بعشرات الأخطاء الاملائية والنحوية ، بل وأخطاء في المعلومات العامة ذاتها. وقد كانت لي هذه الملاحظات

من عجائب المصريين السبعة الاصرار الدائم على صورة أهرامات الجيزة والتي يزج بها الجميع في كل مكان وفي كل زمان وعلى كل مؤتمر ووقت كل احتفالية أو حدث كبير نستضيفه ، وكأننا لا نملك غيرهم مع احترامي التام بأنهم من عجائب الدنيا السبع

كنا نريد أن نستضيف بطولة كأس العالم وتابعنا كما تابع معنا كل العالم فضيحة مصر المدوية والتي كان حصيلتها صفر كبير قطع صمتنا الرهيب بخازوق من النوع الحاد أصابنا في ظهورنا جميعا بشروخ موجعة ، حتى أصبح لسان حالنا يقول خذ الصفر فلا تبالي فإن الصفر من شيم الرجال ، يأتي ذلك في الوقت الذي نستضيف فيه بطولة مهما قلنا عنها أو أفردنا الصفحات لها فهي ليست بحجم وشعبية كأس العالم ، ورغم ذلك فشلنا في إعداد كتيب صغير عن البطولة الصغيرة

لست أعرف من هو الأهم مصر أم سيادة الوزير ، ولكن يبدو أن الكتيب قد اختار سيادة الوزير على حساب مصر ، وأظن أن المساس بسمعة مصر قد أمسى شيئا عاديا بيننا نحن المصريين ، ولكن الجديد في الموضوع أننا نقوم بنشر كتيب رسمي في بطولة رسمية ويقرأه بجانب المشجعون والعامة رسميون في الاتحادات الدولية والاقليمية. ويقول الكتيب في هذا الاطار أن مصر قد اختيرت لتنظيم البطولة منذ عام 2002 ، إلا أنه لم يبدأ البت في آيه خطوات حقيقية حتى عام 2005 ، أي أننا مكثنا ثلاث سنوات نقشر البطاطس حتى جاء الوزير الهمام واكتشف أننا لم نفعل شيئا للبطولة ففعل هو كل شئ

وبافتراض ما سبق ، وبافتراض أن السيد الوزير اكتشف الأمر برمته منذ جاء للوزارة – رغم أنه رحل الآن غير مأسوف عليه أبدا ، إلا أن الأمر تعدى كل ذلك ووصل إلى لب كرامة مصر وشعبها ، وكأن مسئولينا الكرام يقولون لضيوفهم على طريقة الاعلان الشهير الذي تظهر فيه العارضات العاريات والراقصات الخادشات للحياء ويقولن: "ابتسامة مصر ماتتنسيش" ، فنحن نكرر نفس التجربة ولكن على طريقة: "غسيل مصر الوسخ مايتنسيش" أو كما يقول هنيدي في فيلم جاءنا البيان التالي: اتفضل اتفضل .. هتتبسط عندنا قوى

الفضيحة الكبرى للكتيب توجد في صفحته الأولى من نسخته الانجليزية التي كتب فيها: أدخلوا مصر انشاء الله آمنين وهي آية في القرآن الكريم مترجمة بالشكل التالي

Enter Egypt, God Willing, In Save

أخيرا كتب على رأس الكتيب الانجليزي ترجمة اسم بطولة الأمم الأفريقية
Africa Cup of Nations
والصحيح كما هو موجود على موقع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم
African Nations Cup


هذه هي ملاحظاتي البسيطة من نظرتي على الكتيب بلغتيه العربية والانجليزية ، وأدعوا الله ألا تكون النسخة الفرنسية مثلهم لأن السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي يتكلم الفرنسية ولو وقع الكتيب في يديه وبه نفس الأخطاء – وربما أكثر وهو أمر متوقع – لرفع يده للسماء حامدا الله على أن مصر لن تستضيف كأس العالم 2010

أهم الأخطاء في المعلومات العامة

الخطأ باللون الأحمر والصحيح بالأزرق

عاصمة نيجيريا: لاجوس أبوجا

عاصمة جنوب افريقيا: جوهانسبرج بريتوريا

عاصمة كوت ديفوار: ابيدجان ياموسوكرو

أهم الأخطاء في النسخة الانجليزية

Israel People - Beni Israel

will be hold in - will be held on

International Cairo Stadium - Cairo International Stadium

War Faculty Stadium - Military Academy Stadium

Sport Support Hotels - ????

Donators - Donors

Ministry of Country for War Production - Ministry of state for Military Production

Post National Authority - Egypt Post

Industrialization Arabic Authority - Arab Organization for Industrialization

Championship Organizer Committee - Organizing Committee

The Workers of Ministry of Youth - Ministry of Youth Staff

Egyptian Publics - Egyptians , The Public

Mrs.Dr /---- - Prof.Dr / ----



posted by المواطن المصري العبيط at 12:59 PM | Permalink | 1 comments
Wednesday, January 18, 2006
أهانة الرسول تجدد السؤال: من يكره من ؟



صدمة الرسوم الدنماركية الفاحشة التي أهانت نبي الإسلام وسخرت منه وحطت من شأن كل ما يمثله ، ينبغي ألا تمر من دون أن نتوقف عند وقائعها ونستخلص دروسها، لأنها تشكل نموذجاً للكيفية التي تتعامل بها بعض الحكومات والنخب في الغرب مع الإسلام، وللكيفية التي ترد بها الأطراف الإسلامية على الإهانات التي توجه إلى عقيدتهم ونبيهم

خلاصة الوقائع على النحو التالي: في الثلاثين من شهر سبتمبر الماضي نشرت صحيفة يولاندز بوسطن ، وهي من أوسع الصحف اليومية انتشاراً في الدنمارك ، 12 رسماً كاريكاتوريا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ، أقل ما توصف بها أنها بذيئة ومنحطة إلى أبعد الحدود ، ومع الرسوم نشرت الصحيفة تعليقاً لرئيس تحريرها عبر فيه عن دهشته واستنكاره إزاء القداسة التي يحيط بها المسلمون نبيهم، الأمر الذي اعتبره ضربا من الهراء الكامن وراء جنون العظمة ، ودعا الرجل في تعليقه إلى ممارسة الجرأة في كسر ذلك التابوه ، عن طريق فضح ما اسماه التاريخ المظلم لنبي الإسلام ، وتقديمه إلى الرأي العام في صورته الحقيقية التي عبرت عنها الرسوم المنشورة

ورغم الدور الكبير لمنظمة المؤتمر الإسلامي ولجامعة الدول العربية في الدعوة إلى التدخل لوقف حملة الكراهية ضد المسلمين ، واتخاذ موقف حازم إزاء الإهانات التي توجه ضد نبيهم ، إلا أن الردود التي تلقتها الأمة الإسلامية ـ خصوصاً من رئيس الوزراء الدنماركي ـ أن قضية حرية التعبير تمثل ركناً أساسياً في الديمقراطية الدنماركية، الأمر الذي اعتبر رفضاً لاتخاذ موقف إزاء الحملة

وحتى الآن ، وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الحادثة ، إلا أن الملف لا يزال مفتوحا، ولكن ما يثير الدهشة والاستياء في الموضوع ليس فقط أن يتطاول شخص أو صحيفة على رسول الله ومقدسات المسلمين ، فالمتعصبون والحاقدون والمغرضون موجودون في كل مجتمع ، وهم كثر في الغرب ، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بالشأن الإسلامي ، ولكن المؤسف حقا أن أصوات هؤلاء قد طغت على أصوات العقلاء والمنصفين من مثقفي الغرب ، ناهيك عن موقف حكوماتهم التي يفترض فيها النزاهة في مواقفهما عن الهوى واللغط ، وأن يكون تعبيرهما أكثر التزاماً بمعايير الإنصاف وبمقتضيات المصلحة العامة

فليس صحيحاً أن السخرية والطعن في نبي الإسلام ورموز المسلمين يعد من قبيل ممارسة حرية التعبير ، لأن الذي تعلمناه في دراسة القانون أنه لا توجد حرية مطلقة إلا فيما يخص حرية الاعتقاد والتفكير، أما التعبير فهو سلوك اجتماعي يرد عليه التنظيم في أي مجتمع متحضر، وعند فقهاء القانون في النظام الأنجليسكسوني وفي النظم اللاتينية، فضلاً عن الشريعة الإسلامية، فإن حرية التعبير يسبغ عليها القانون حمايته طالما ظلت تخدم أية قضية اجتماعية ، ولا تشكل عدواناً على الآخرين ، وللمحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة أحكام متواترة بهذا المعنى، والعبارة المتكررة في تلك الأحكام تنص على أن حماية حرية التعبير تظل مكفولة طالما تضمنت حداً أدنى من المردود الاجتماعي النافع * من مقال للكاتب الكبير فهمي هويدي ، جريدة الشرق الأوسط اللندنية

إن كل القوانين التي عرفتها الدنيا تجرم سب الأشخاص والقذف في حقهم ، حيث لا يمكن أن يعد ذلك نوعا من حرية التعبير ، لأن السب في هذه الحالة يعد عدوانا على شخص آخر ، ومن ثم فأولى بالتجريم سب نبي الإسلام الذي يؤمن بنبوته ورسالته ربع سكان الكرة الأرضية

إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: لماذا لا تعلن حكومات الدول الإسلامية استهجانها واستنكارها لموقف حكومة الدنمارك بشكل صريح وحازم ؟ تخيلوا معي لو وجه مثل ذلك الطعن الجارح إلى أي رئيس دولة في منطقتنا، بالتأكيد لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولسحب السفير وتهددت العلاقات الدبلوماسية فضلاً عن المصالح الاقتصادية القطيعة ، فهل نستكثر على رسول الله عليه الصلاة والسلام أن نغضب لشخصه ولكرامته بما هو دون ذلك بكثير؟ وألا يخشى إذا استمر الصمت الرسمي في العالمين العربي والإسلامي ، أن يخرج علينا من يطرح العنف بديلاً عن المعالجة الدبلوماسية الرصينة ، فيفتي مثلا بإهدار دماء محرر الصحيفة الدنماركية ورساميها، وتكون هذه شرارة فتنة جديدة لا يعلم إلا الله مداها

كما أن الواقعة تجدد سؤالا آخر طالما طرح حينما كان يفتح باب الحديث عن عداء المسلمين المزعوم للغرب، هو: من حقا يكره من؟
posted by المواطن المصري العبيط at 11:12 AM | Permalink | 2 comments
Monday, January 02, 2006
دولة اللاقانون أو سياسة قلع الجزمة

للمساجد حرمة من نوع خاص ، فيجب على الداخل إلى المسجد أن يخلع حذائه لأنه بذلك يصون المكان الذي يسجد عليه من الأتربة التي يحملها باطن حذائه. ولكني لا أعتقد أن مكاتب ضباط المباحث لها نفس حرمة التي يتوجب على الداخل لمقابلة الباشا ضابط المباحث أن يخلع حذائه ويقف أمام عظمته حافيا خاشعا من قسوة الباشا الذي لا يرحم

والقصة انني ذهبت للقسم لتحرير محضر ضد نصاب قام بسرقتي واستولى على أموالي وتليفوني المحمول وأشياء أخرى ، ولكني فوجئت بأن المكان الذي يحمي القانون ويصونه وهو قسم الشرطة ، هو نفسه المكان الذي يجرد فيه القانون من قيمه كما يجرد المتهم من حذائه وهو داخل على الباشا. فالداخل مجرم حتى تثبت براءته ، والخارج هو مشتبه به

إن النظام المصري يثبت لنا يوما وراء التالي قدرته الفائقة على ضبط اتزانه وسحق معارضيه أو كل من تسول له نفسه تحديه وقول كلمة الحق ، وما السيدة التي واجهت ضابط المباحث الشرس إلا مثال بسيط على ذلك ، فهي جل غايتها أن تأتي بابنها المحتجز ببطانية لتقيه من برد يناير القارص ، فما كان لها أن اتهمت بالزنا وتلفيق قضية دعارة لمجرد أنها تجرأت وقالت له لا تسبني

كما أن آخر كان بحوزته سيجارة بانجو – لزوم كيفه يعني – وكل سنة وانتم طيبين علشان السنة الجديدة طبعا – فاحتفل هذا الشاب بالعام الجديد بعرضه على النيابة بتهمة حيازة باكتة بانجو – رغم أنها كانت سيجارة فقط – إلا ان الضابط يبدو أنه لم يستلطف تعليق الشاب بأنها أول مرة في حياته يقوم بشرب البانجو ، فكان جزاءه قضية اتجار في البانجو

إن دولة القانون التي يتحدث عنها رموز الدولة دائما ما هي إلا سراب يتلاشى عند أقدام الغلابة الذين قدر لهم النظام أن يظلوا غلابة – تماما مثل الأرانب وهو الموضوع الذي أثرته من قبل – وكل من يحاول أن يخرج من هذا الغلب فهو مارق على الطريقة الأمريكية ، فوجب حسابه وجزاءه في ثلاجة القسم والضرب والركل والسب بأقذع الألفاظ

أن حديثنا عن دولة القانون ودولة المواطنة سيستمر لأمد بعيد وطويل ، ويبدو أن مقولة أمل دنقل تحضرني عن دولة المباحث ، فيقول

أبانا الذي في المباحث ، نحن رعاياك
باقٍ لك الجبروت ، باقٍ لنا الملكوت
وباق لمن تحرس الرهبوت
تفرّدت وحدُك باليسر
إن اليمين لفي الخسر
أما اليسار ففي العسر
إلا الذين يماشون
posted by المواطن المصري العبيط at 4:36 PM | Permalink | 6 comments
عام جديد يبدأ

عام جديد يبدأ. تصورت – كما تصور غيري - أنه سيحمل لنا جديدا

عام جديد يبدأ وتبدأ معه رؤية لأمل لا يلبث أن يتبدد على مرايا الخيال

عام جديد يبدأ ويستمر معه الحديث عن أحلام كبيرة ، ووجوه مشرقة ، وأمل في شباب لم تحدد ملامحهم بعد

عام جديد يبدأ وصورة الزعيم لا تزال على جدران المنازل والمتاحف والقصور وفي وسائل الاعلام وفوق الكباري وبين ردهات شوارع الدعارة وعلى مآذن بيوت الله
عام جديد يبدأ ولازلت أري الشحاذة التي تطلب مني جنيها عند ناصية الشارع ، والرجل الأعمي الذي يجلس القرفصاء ويفكر

عام جديد يبدأ .... وسينتهي بعد عام
وساعتها سنقول : عام جديد يبدأ

كل عام جديد وأنتم بخير
posted by المواطن المصري العبيط at 3:39 PM | Permalink | 0 comments
بين مصر والسودان

بعد نحو أربعة شهور من الانتظار تحول حلم أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ سوداني في مصر إلى كابوس مزعج بدأ بسقوط خمسة وعشرون قتيلا ، وبات الموقف التعقد نتيجة طبيعية ومتوقعة في ظل خلط واضح للأوراق. ووفقا للقراءات الأولى للحدث ، تشير أصابع الاتهام إلى ثلاث جهات ينفي كل منها مسئوليته عما حدث ويلقي بها إلى ملعب الآخر

الحكومة المصرية تبدو هي المتهم الأول والرئيسي بعد أن ظهرت بوصفها الجاني الوحيد أو القاتل الذي أزهق أرواح خمسة وعشرين من اللاجئين العزل بينهم نساء وأطفال ، ولكي تنفي الأمم المتحدة عن نفسها المسؤولية ، راحت تجهز لائحة الاتهام للحكومة المصرية ، متهمة إياها باستخدام العنف المفرط وهو الأمر الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بأنه مأساة رهيبة ليس لها ما يبررها

في المقابل ، سارعت الحكومة المصرية إلى الكشف عن مطالبات متعددة تقدم بها مكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة لحمايته من آلاف اللاجئين المحتشدين أمام مقره في القاهرة ، في الوقت الذي كشفت فيه القاهرة عن مسؤولية مفوضية الأمم المتحدة في تجميع هؤلاء اللاجئين ووعدهم بالهجرة إلى بلد ثالث عبر الأراضي المصرية هربا من جحيم الحروب والصراعات والفقر في السودان

أما الحكومة السودانية ، التي تعد المتهم الثالث في الحدث ، فقد بدت في موقف صعب حيث واجهت الاتهامات بالصمت والتواطؤ مع الحكومة المصرية ، واتهمت في الوقت ذاته بالتقصير في حماية أبنائها ، خاصة أن معظمهم كان من أبناء الجنوب

ولعل أبرز الملاحظات على الحدث هو التكرارية في النزوع التلقائي للحكومة المصرية لحل مثل هذه الأزمات وذلك من خلال العنف ، وليست حادثة المهندسين إلا حلقة في مسلسل طويل من العنف مارسه الأمن المصري بحق من يعارضه ، يستوي في ذلك السودانيون والمصريون

ويعزو كثير من المراقبين العنف الذي مارسه الأمن في الانتخابات الأخيرة إلى هذا النزوع التلقائي لاستخدام القوة وإن كان النظام المصري بدا أكثر ضعفا وأكثر غباءا في التحرك لمواجهة اعتصام قاربت مدته على الأربعة شهور ، في حين أن أي اعتصام بالداخل لم يكن يستغرق فضه بضع ساعات

أما الحكومة السودانية فقد فضلت الحفاظ على الصورة الباهتة في علاقاتها الشكلية مع القاهرة على حساب هؤلاء اللاجئين الذين حملتهم المسؤولية ، وفوضت للحكومة المصرية حرية التصرف والتعامل مع اللاجئين وراحت تتحدث عن حق مصر في الحفاظ على أمنها بالشكل الذي تراه مناسبا

في الواقع ، إن الحكومة المصرية كانت في مرمى نيران المجتمع الدولي وبدت وكأنها بين مطرقة الخارج الذي تخلى عن وعوده باستقبال هؤلاء اللاجئين خاصة الاتحاد الأوروبي ، وبين ضغوط الداخل المتمثلة في بعض القوى السياسية المعارضة ، التي راحت تستغل الأزمة لتصعيد المواجهة مع الحكومة المصرية من خلال تشجيع اللاجئين على المضي قدما في تصعيد احتجاجهم

إن صبر الحكومة المصرية على اعتصام السودانيين أكثر من ثلاثة أشهر كان مبررا قويا لعدم انهاء الأزمة بالشكل الدراماتيكي شديد العنف الذي تابعناه على الفضائيات ، وكان يكفيها أقل من ثلاثة أيام فقط لمحاصرتهم دون استخدام القوة الأمر الذي كان سيجبرهم على مغادرة المكان لو قطع الماء والغذاء عنهم ، ولكن النظام كان في منتهى الغباء في حسم الأزمة باستخدام القوة المفرطة لترحيلهم في ساعات وقتل أكثر من عشرين شخص منهم وهم عزل بلا سلاح

ربما يكون النظام المصري قد تحرك دفاعا عن هيبته المستباحة ولكنه ارتكب خطأ آخرا ، ربما لم يتداركه البعض حتى الآن ، وهو في الحقيقة خطأ استراتيجي ، فمصر تعتمد حاليا في تأمين احتياجاتها المائية على المياة الإضافية التي تحصل عليها من السودان لأن حصتها وحدها لا تكفي ، ومن ثم لو انفصل الجنوب عن شمال السودان - كما تشير التوقعات - فسوف يتهدد أمن مصر المائي ، لأنها لن تحصل بعد ذلك على مياة مجانية في حالة وجود دولة جديدة غير صديقة في الجنوب ، فالحرب التي دارت رحاها بين شمال السودان وجنوبه تسببت في كراهية الجنوبيين لكل ما هو عربي أو مسلم وما فعله الأمن المصري مع اللاجئين من جنوب السودان قد عزز من مشاعر الكراهية وأزاد عليها الكثير

ختاما ، فهناك جريمة شهدتها أرض مصر ، وهو أمر ليس بالجديد على مصر أو المصريين ، وقد تخلى كل طرف عن مسؤوليته في الجريمة ، وبقي اللاجئون وحدهم في دائرة الاتهام ، وبعد أن اختلطت كل أوراق القضية إلا إنها لا تزال مطروحة بقوة ، ويبدو أن ما حدث قد كشف النقاب فقط عن دخان النار التي تشتعل منذ فترة تحت الرماد
posted by المواطن المصري العبيط at 2:52 PM | Permalink | 0 comments
Monday, December 26, 2005
الأقباط : المسكوت عنهم أم ... ؟

كثرت في الفترة الأخيرة الكتابات والحوارات التي كانت المخاوف من انحسار وضع الأقباط في مصرموضوعا لها ، كما تعددت الندوات وتنافست في تناول الموضوع وتأجيجه ، وكأن الوهم صار حقيقة ، وكأن الإخوان سوف يتسلمون السلطة غدا، وكأن أوضاع مصر السياسية والاجتماعية سوف تنقلب رأسا على عقب بين عشية وضحاها

وقد أخذت هذه المخاوف من قبل كبار المثقفين الأقباط منحنى خطيرا وخصوصا بعد الصعود الملحوظ لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وحصولهم على عدد وافر من مقاعد البرلمان ، وبدأ بعضهم الحديث عن ما أسموه بأصحاب القمصان السوداء محذرين بأن ذلك قد يتحول إلى ميليشيات عسكرية إخوانية تجر الوطن إلى مستقبل مظلم

وقد فجر هذه المخاوف المؤرخ القبطي البارز الدكتور يونان لبيب رزق ، وكان قد سبقه المفكر القبطي المعروف الدكتور ميلاد حنا الذي تنبأ بما يمكن أن تصل إليه أحوال أقباط مصر في حالة وصول الإخوان إلي الحكم ، قائلا إن أغنياءهم سيهاجرون وأن من سيبقى منهم سيجبرون على تغيير دينهم

ففي حين أن للأقباط الآن كنيسة قوية باتت قادرة على تحدي الدولة والإملاء عليها ، ولهم جناح يمثل قوة ضغط في الخارج ، خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية ، وهذه لها صوتها في المحافل الدولية وفي الكونجرس الأميركي ، لا يزال بعض رموزهم في مصر يتحدثون عن دور بدا في الانحسار ودور إسلامي متشدد يلوح في الأفق مبشرا بدولة اسلامية ونذيرا بالقسوة والاضطهاد للأقباط ومن تبعهم

المفارقة المثيرة في هذا المشهد أن ذلك الجدل يثور في حين أن مختلف الأدلة والقرائن تشير إلى أن الأقباط هم الأكثر استقرارا وتمكينا ودعما ، وأن المخاوف الحقيقية يعاني منها المسلمون ونشطاؤهم في المقدمة منهم ، الأمر الذي يدفعني إلى الزعم بأن مخاوف الأقباط ليست سوى شائعة يروج لها البعض ويسوقونها لتحقيق أهداف ومكاسب معينة ، أما مخاوف المسلمين فهي حقيقة ثابتة

والشاهد على ذلك أن هناك نوع من المساومات التي حدثت ولا تزال تحدث بين النظام الحاكم والكنيسة ، ففي حين أسلمت سيدتان قبطيتان قبل حين ثارت ثورة البابا شنودة ، واعتكف في أحد الأديرة وأصر على تسليم السيدتين إلى قساوسة الكنيسة وضرب لذلك مواعيد محددة التزمت بها الدولة، فجرى تسليمهما، حيث أودعت صاغرتين مكانا مجهولا لا سلطان للدولة عليه، ولم يجرؤ أحد على السؤال عن مصيرهما. ناهيك عن اهتمام الرئيس مبارك الشخصي بقضية الفتاتين القبطيتين اللتين هربتا مع رجلين مسلمين ومطالبته بشكل شخصي بالبحث عن (المخطوفتين) القبطيتين والقبض على (الخاطفين) المسلمين

وفي المقابل ، فهناك اكثر من عشرة آلاف شاب مسلم معتقل بمقتضى قانون الطوارئ، لم يجدوا بين قيادات المؤسسة الدينية الرسمية صوتا يطالب على الأقل بإطلاق الأبرياء منهم ، وحين وقعت واقعة مسرحية الإسكندرية الشهيرة التي مثلت إهانة بالغة للإسلام والقرآن ، طالب المسلمون باعتذار البابا لإنقاذ الموقف والحيلولة دون انفجار المشاعر الغاضبة إلا إنه آثر السكوت واعتصم بالصمت إلى أن جرى ما جرى
في الوقت ذاته تحول أقباط المهجر إلى قوة عالية الصوت باتت تملأ الدنيا ضجيجا وهي تتحدث عن مظلومية الأقباط في مصر ولأن هناك أطرافا عدة ليست فوق مستوى الشبهة ، لها مصلحة في الضغط على حكومة مصر ولي ذراعها ، فإن تلك الأطراف وضعت يدها في يد عناصر من أقباط المهجر ، وتحالف الاثنان في مناسبات ومواقف عدة ، كان لها صداها في الكونجرس الأميركي ولجانه الفرعية ، ومؤخرا دعي شاب من هؤلاء إلى مصر ، وعومل في المطار باعتباره من كبار الزوار، والتقى عددا من كبار المسؤولين في الدولة ، وهو ترحيب لا يحلم به أحد من القيادات الإسلامية ، الذين منع أحدهم من السفر لحضور مؤتمر في بيروت ، وسط أجواء الحفاوة بصاحبنا القادم من واشنطن

بل وأكثر من ذلك عندما قامت وزارة الداخلية بمنع سفر مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين إلى السعودية لأداء فريضة الحج إلا في وجود تصريح سفر ، بل ومنع كل أعضاء الاخوان وغيرهم من نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين للسفر إلا بتصريح من وزارة الداخلية وهو بالطبع أمر ليس له آية مبررات في هذه الظروف التي تنادي بها القاهرة للتحول نحو الديمقراطية

وربما تكون المكافأة الكبرى تلك التي حصلت عليها الكنيسة عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالقرار الرئاسي الذي يخول ويفوض بموجبه للمحافظين سلطة انشاء وبناء الكنائس دون الرجوع له – أي للرئيس ، وهو الأمر الذي تفوح منه رائحة قذرة بأن النظام لا ينسى من وقف بجانبه في منحه وبخاصة تلك الأخيرة في البرلمان والتي اهتزت صورته فيها كثيرا ، لولا وقوف الأقباط بجانبه وإعطائهم أصواتهم إلى مرشحي الحزب الوطني ، وكأنهم بذلك يعلنون تحالفا وهميا ضد إرادة الشعب في اختيار مرشحيه

إن جل ما أريد قوله في النهاية ، هو أن هذا القرار الأخير هو حق أصيل للأقباط ، لطالما بح صوتنا في المطالبة به ، ولكن الأمر ينطوي على مكافأة من نوع خاص اجلت حتى حصاد ثمار التحول السياسي في الفترة الأخيرة ، ولكن على الجانب الآخر إذا فتحنا ملف المخاوف فسنجد أن حظوظ المسلمين منها اكبر بكثير من غيرهم وانه إذا كانت هناك مشكلات للأقباط في مصر فهي مع السلطة والدولة وليست مع المسلمين ، وأن صعود الإخوان أو تراجع مقاعدهم في البرلمان لن يقدم أو يؤخر كثيرا رغم أن للمجتمع مصلحة حقيقية في أن تتوفر له معارضة قوية تحد من تغول وتحكم الحزب الوطني الحاكم منذ ربع قرن

إن مشكلة الداخل في مصر ليست في صعود الإخوان ، ولا في اضطهاد الأقباط ، ولا من يفوز ومن يخسر ، وإنما المشكلة في غياب المشروع الوطني الديمقراطي الذي يحتوي الجميع ويرتقي بمشاعرهم بحيث ينشغلون بالنهوض بالمجتمع وليس بالتقوقع داخل الطائفة أو الجماعة أيا كانت

posted by المواطن المصري العبيط at 3:39 PM | Permalink | 2 comments
فن تربية الأرانب


تبين لي ذات مرة أن هناك علاقة قوية بين البني آدم والأرنب ، وقد زاد الموضوع من فضولي عندما بدأت أقرأ عن السلوك الحيواني للأرانب وطرق تربيتها وكانت نتائج البحث مدهشة

فقد تبين أن الأرانب هي أكثر الحيوانات خضوعا واستسلاما لقدرها وظروفها ، فالأرنب لا يثور مطلقا مهما تعرض إلى الأذي ، وهو يعيش ويموت فى أقفاص مغلقة لكنه لا يضيق بالسجن لأنه ببساطة لا يعرف معنى الحرية وبالتالى لا يتوق اليها أبدا ، والأرانب تنتقل من يد إلى يد بكل سهولة ، فيكفى أن تمسك الأرنب من ظهره حتى ينقاد إليك تماما دون أى اعتراض

إن احتياجات الأرنب فى حياته لا تزيد على ثلاثة أشياء: ركن آمن ينام فيه وطعام يشبع جوعه وأنثى يضاجعها.. وحتى هذه الطلبات البسيطة إذا لم تتوافر فان الأرنب يتألم من الحرمان وقد يمرض ويموت ،ولكنه لا يتمرد على وضعه أبدا.. الإذعان الكامل، إذن، هو القاعدة فى سلوك الأرانب لكن بعض الأرانب – أحيانا - تسلك سلوكا مختلفا ، ثلاثة أو أربعة ذكور من كل مائة أرنب تتمرد وتشاكس وتقاتل وقد تهاجم الأقفاص فى محاولة للخروج إلى الحرية ، هؤلاء المتمردون عددهم قليل لكن خطرهم عظيم على القطيع لأنهم قد يدفعون زملائهم إلى مشاركتهم فى التمرد ، ويجب على مربى الأرانب الماهر أن يحدد الأرانب المتمردة من البداية ثم يعزلها عن بقية القطيع ويضعها فى أقفاص خاصة حيث يسعى المربى إلى إرضائها بتوفير الطعام اللذيذ وتقديم الإناث الجميلات ، فإذا فشلت هذه الطريقة واستمرت الأرانب فى إثارة الشغب فان المربى يلجأ حينئذ إلى الحل الأخير وهو الاخصاء ، فيتم نزع الخصيتين من كل أرنب مشاغب ، وعندئذ يتحول الأرنب الثائر إلى حيوان مخصى مستسلم وهادئ تماما وينصرف الى لذته الوحيدة الباقية: الطعام ، حيث يظل الأرنب المخصى يأكل ويأكل بلا توقف حتى يزداد وزنه للغاية و قد يموت أحيانا من التخمة

والحق ، أن النظام في بلدنا يعامل البني آدمين المصريين كما يعامل صاحب المزرعة الأرانب التى يملكها ، فهو يرى أن حقهم الوحيد ألا يموتوا من الجوع ومن ثم فهو لا يهتم إطلاقا بآرائهم أو بإرادتهم ويرى أنهم لا يستحقون الديمقراطية وفى نفس الوقت يتوقع منهم الطاعة المطلقة ، والمواطن الذى يتمرد على النظام يتم تطبيق سياسة صاحب الأرانب معه: الإغراء أو الاخصاء

إن قيادة الحزب الوطنى ولجنة السياسات وصحف الحكومة حافلة بأسماء مثقفين ، كانوا فى السابق أرانب متمردة فلما تم نقلهم إلى أقفاص جديدة والإغداق عليهم تخلوا عن تمردهم ودخلوا فى طاعة النظام مقابل الامتيازات والحياة السهلة.. أما من يظل على معارضته فلا يكون أمام النظام ، تماما مثل صاحب الأرانب ، إلا اخصاؤه ويتم ذلك يوميا فى المجازر البشرية فى مباحث أمن الدولة والمعتقلات

إن المتحكمون فى هذا البلد يتصرفون فى مستقبلنا وكأننا شعب من الأرانب ، بلا كرامة ولا رأى ولا حقوق ، على أننا مسئولون لأننا نسمح لهم بذلك ، ولو أن كل المعترضين على الاستبداد والفساد رفعوا أصواتهم عاليا لاضطر النظام إلى احترام آدميتنا

إن في مصر ملايين الوطنيين الشرفاء الذين يرفضون أن يتم تسليمهم من يد إلى يد مثل الأرانب ، وإن كان ما يميزهم عن الأرانب هو أن أمامهم خيارين: إما الموت جوعا وإما الموت مخصيا
posted by المواطن المصري العبيط at 2:28 PM | Permalink | 5 comments
Sunday, December 25, 2005
بغداد ، دمشق ، القاهرة ، أو الستار الحديدي

في التاسع من إبريل عام 2003 يوم سقوط أولى عواصم الديكتاتورية العربية ، كان الجميع يعي جيدا أن بغداد لن تكون آخر المدن التي يجتاحها التغيير، وربما خير دليل على أنه بعد هذا التاريخ فزعت كل العواصم العربية من نومها العميق ودب في زعمائها نشاط ملحوظ وأخرجت قصورهم مبادرات وهمية للتغيير والاصلاح

لم تكن إرادة الشعوب في التغيير هي المحرك ، ولم تكن رغبة الأباطرة العرب في الاصلاح هي الدافع، بل ولم يتأثر الكثير منهم بالصورة الحاضرة في الأذهان لقوات المارينز والدبابات والطائرات الأمريكية وهي تدك العراقيين العزل ، إنهم حتى لم يخافوا من الدمار الذي قد يحل على شعوبهم من جراء الحرب

إن جل ما حرك أردافهم وعجل من خطاهم للعب أدوار البطولة في مسرحية الاصلاح السخيفة هي صورة صدام حسين وهو مكبل بالأغلال ويحاكم من إناس لم يكن يتخيل يوما بأنه سوف يكون موجود معهم في قاعة واحدة. صدام بلا حرس جمهوري، بلا سلاح، بلا خوف، بل وبلا ملابس في بعض الأحيان

إن كل يوم يمر يثبت لنا مدى غباء هذه الأنظمة التي تحكمها مجموعة من الدرافيل الذين لا يسمنون ولا يغنون من جوع ، فلو كانت الولايات المتحدة تريد القضاء على هذه الأنظمة لفعلت في الحال ، وما العراق الآن – رغم كل سلبيات التجربة – إلا مثالا أصبح يحتذى به في الديمقراطية وحكم الشعب حتى أنه بات يصنف الآن حسب التقارير الدولية للمؤشرات الديمقراطية - ثالثا في منطقة الشرق الأوسط بعد إسرائيل ولبنان

لو كانت الولايات المتحدة بهذا الغباء ، وأنها لا محالة آتية بجيوش جرارة لا أول لها ولا آخر، وأن قواتها من المارينز سيفتحون عواصم الستار الحديدي ، من بغداد إلى دمشق ثم إلى القاهرة ، حتى تدين من بعدهم باقي قلاع الديكتاتورية بالولاء للحاكم الأمريكي ، هي كلها أمور أشبه بأفلام الخيال العلمي التافهة التي تتحدث عن أفكار النبوءة ونظرية المؤامرة، حتى يأتي البطل الذي يخلص البلاد من البلاء والوباء ويحكم شعبه في سلام وأمان وتبات ونبات

هناك لعبة جديدة، لعبة الديمقراطية، وهي لعبة بالمناسبة لا تراق فيها دماء الأبرياء ولا تباح فيها هتك الأعراض ولا تنتقص فيها من كرامة الشعوب، يبدوا أن الأغبياء لا يعرفون أن الثمرة عندما تنضج تسقط من تلقاء نفسها، وأن عروشهم وجيوشهم قد أستفاضت في نضجها على أشجار الفساد، وأن وقت سقوطها آت لا محالة
إن قواعد اللعبة قد أمست الآن واضحة ، فالشعوب هي التي ترى، وهي التي تقرر، وهي التي تسقط الثمار، فقد أمست رائحة هذا الأخيرة عفنة ولن يطيقها أحد منهم أكثر من ذلك
posted by المواطن المصري العبيط at 2:34 PM | Permalink | 0 comments
Wednesday, November 23, 2005
متى نتعلم الدرس ؟

من الأمثلة الشائعة عند الأمريكيين أنه حين يتكرر الرسوب بنسبة ملحوظة في أحد الفصول الدراسية ، فإن اللوم ينبغي أن يوجه إلى المدرس وليس إلى التلاميذ ، لأن ذلك معناه انه فشل في أن يستخلص من الطلاب أفضل ما فيهم ، وهو مثل يمكن أن نعممه على السياسة أيضاً ، لأن المجتمعات تربي. فهناك أجواء تستثير همم الناس وتستخرج منهم افضل ما فيهم ، وهناك أجواء أخرى تشيع بينهم اليأس والقنوط ، فتستخرج منهم أسوأ ما فيهم. بسبب من ذلك فإن إحدى النقاط المهمة التي ينبغي أن يدور حولها البحث في محاولة رصد تحولات السلوك السياسي والاجتماعي تتمثل في السؤال التالي: على أي شيء يربى الناس ، وما هي طبيعة القيم التي تغرس في نفوسهم؟


في عدد الأهرام الصادر في 16/11 الحالي، إجابة نموذجية عن السؤال كان عنوانه: تجفيف منابع المشاركة حيث قال الكاتب : انظر لما حدث في الانتخابات الطلابية بالجامعات. فقد تم شطب معظم الطلاب من قوائم المرشحين وتم الإعلان عن موعد الانتخابات في آخر يوم دراسي، ثم فتح باب الترشيح في أول يوم دراسي بعد العيد ، وتم إغلاقه في نفس اليوم ، ومن تمكن من التقديم حصل على استمارة أو إيصال غير مختوم. اشتكى الطلاب لأولي الأمر وتظاهروا ولكن أحداً لم يسمعهم ، لان توقيت الانتخابات تزامن مع الانتخابات البرلمانية بصخبها وعبثها. يحدث ذلك في ظل لائحة طلابية تحرم أي طالب من المشاركة ، وتفرض الوصاية عليهم من جانب الإدارة والأمن ، وكما يتم تعيين العمداء يتم تعيين اتحادات الطلاب ، وهكذا يتم القضاء على الحياة السياسية من المنبع وتتخرج أجيال مشوهة ومهزوزة ، لا تنتمي ولا تشارك ، علماً بأن كل من يحكمون مصر والعالم هم نتاج نشاط طلابي في مراحل التكوين والنشأة. وهؤلاء وحدهم القادرون على الإصلاح والتغيير ، ولكننا كالعادة ندمر أحلى ما فينا بحجة أمن الدولة على حساب أمن الوطن!

posted by المواطن المصري العبيط at 3:57 PM | Permalink | 0 comments
تعليق على ما حدث

المتابع للانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر ، يجد أنها تمثل نقطة فارقة في تاريخ النظام السياسي ما بين حزب حاكم يسعى لتجميل صورته أمام الناس ، ومعارضة لا صوت يعلو عندها فوق صوت التغيير ، وحراك سياسي يأتي بالتيار الديني في مقدمة الصفوف ، ودور هام ومتنامي للقضاء وللمنظمات الحقوقية المراقبة. وخلف كل ذلك ، يقف المواطن البسيط الذي يسعى الجميع إلى صوته ولو كان الأمر بشراء ذمته ، في الوقت الذي يسعى هو إلى تحقيق الحد الأدنى من متطلباته بعيدا عن وعود غالبا ما تبدأ في هذا التوقيت وتنتهي بمجرد إعلان النتائج

اعترف بأن النتائج التي أعلنت حتى الآن قد أصابتني بخليط من الحيرة وخيبة الأمل ، فالذين توقعت لهم أو تمنيت – على الأقل - أن ينجحوا ، حتى من بين أعضاء الحزب الوطني ، خسروا ، أما الذين تمنيت لهم كما تمنى كثيرون غيري ، أن يختفوا ويغادروا الساحة بعد الذي فعلوه بنا ، فإنهم فازوا بأغلبية جاء بعضها للدهشة كاسحا. ورغم أن المفاجأة من سمات الانتخابات في المجتمعات الديمقراطية ، إلا أنها في بلادنا التي ما زالت تنشد التحول الديمقراطي تصبح ذات مدلول مختلف ، ليس بريئاً دائماً

العديد من الملاحظات التي بدت أمامي قد تبدو شاخصة أمامنا الآن ، وهي ملاحظات تتعلق بشكل الأداء والمضمون ، فأول ما استوقفتني ما يسمى بمظاهر بالحياد الذي التزمت به الشرطة ، بمعنى أنها لم تتدخل لصالح أحد من المرشحين ، ولكنها لم توقف الممارسات غير القانونية التي لجأ إليها بعض المرشحين ، خصوصاً تلك التي تمثلت في شرائهم للأصوات بمبالغ كبيرة تحدثت عن تفصيلاتها الصحف القومية ، الأمر الذي قد يفسر بأن أجهزة الأمن قد ضاقت بكثرة ما وجه إليها من تدخلات في الانتخابات ، فقررت هذه المرة أن تنفض يدها من الموضوع مؤقتا ، خصوصا إزاء عمليات توزيع الرشى أو اعتداءات البلطجية. وهو ما انتقده البعض باعتباره حياداً سلبيا ، وإن كنت اعتبر المصطلح مخففا إلى حد كبير ومؤديا إلى الالتباس ، لأنني لم افهم فكرة أن تكون الشرطة محايدة فيما يقع من حوادث بين البلطجية ومن يستهدفونهم من الناخبين والمرشحين ، كما لا افهم أن تكون محايدة أمام عمليات توزيع الرشى علنا على الناخبين. فتلك كلها جرائم ، السكوت عليها من جانب الشرطة يعد تسترا ، ولا يمكن أن يوصف بأنه حياد

    ثارت شكوك كثيرة حول تدخلات أجهزة الإدارة ، من خلال التلاعب في كشوف أسماء الناخبين، وإجراء عمليات قيد جماعي لصالح بعض المرشحين في الحزب الحاكم ، كما أن الإعلان رسمياً عن فوز أحد مرشحي الإخوان في بعض الدوائر ، ثم تعديل النتيجة بعد ذلك لصالح مرشح – أو مرشحة - للحزب الوطني ، قد أثار شكوكا من جانب منظمات المجتمع المدني في عملية احتساب الأصوات ، و عزز من تلك الشكوك أن كل وزراء الحزب الحاكم نجحوا في الجولة الأولى ، ولم يخسر أحد مقعده ، في حين أن الدوائر التي رجح فوز مرشحي الإخوان بمقاعدها ، أجلت فيها النتائج إلى ما بعد انتخابات الإعادة

    أعتقد أن الحزب الوطني الحاكم لو كان قد مارس التزوير مع – وليس ضد – أيمن نور رئيس حزب الغد لكان أفضل له. فالرجل الذي زكاه أكثر من نصف مليون مصري وضعته في المرتبة الثانية بعد الرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة الماضية ، من الصعب عليه ألا يستطيع جمع بضعة آلاف من أصوات دائرته التي خدمها عشر سنوات

    إن التكرار في عمليات التلاعب في الكشوف والقيد الجماعي والتردد في إعلان النتائج الصحيحة بشكل شفاف ومباشر ، ناهيك عن ظاهرة الصناديق الأخيرة التي تميت المرشح الحي وتحيي عظام المرشح الراسب وهي رميم وتسجل للوزراء والرموز والأقطاب الحزبية انتصارات ساحقة على منافسيها ، تمكن هذه الأمور المتابع العادي للمشهد السياسي في الانتخابات أن يستنبط أن وراء كل هذا يد واحدة تعبث وتخلط الأمور ، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره نوع من الغباء السياسي – إن صح القول – لا يزال يستخدمه الحزب الحاكم في فرض مفرداته وأدواته حتى ولو كان ذلك من خلال قنوات التبرير الساذجة التي يعتقد أن عامة الشعب يصدقها

    لقد فهمنا أن دخول رجال الأعمال إلى عالم السياسة ، الذي تصاعدت مؤشراته خلال السنوات الأخيرة ، هو الذي رفع أسهم رشى الناخبين إلى معدلات غير مسبوقة ، غير أن ظهور البلطجية كميليشيات تتولى قمع المعارضين في المظاهرات والانتخابات ، وتحولهم في نهاية المطاف إلى مجموعات إرهابية لها أركانها وقواعدها وفروعها التي تضم أعداداً من الهجامين وأصحاب السوابق من الرجال والنساء ، هذا التطور لا يمكن أن يتم بعيداً عن علم أجهزة الأمن ، وإذا ما صح ذلك فإنه يثير سؤالاً كبيرا حول احتمالات خصخصة القمع في المستقبل

    تدل الشواهد على وجود شكل نسبي – وليس مطلق - من العزوف عن المشاركة في الحياة السياسية ، بمعنى أن استقالة الجماهير ليست كاملة أو نهائية ، وإنما هي موجودة في الساحة لم تغادرها ، وكل ما هنالك أن الأوعية الحزبية المعروضة عليها لا تتمتع بدرجة كافية من الجاذبية والإقناع بالنسبة لها ، في حين أنها تجد ما يجذبها أكثر إلى بعض الأوعية المحجوبة عن الشرعية. وإذا صح هذا التحليل فإنه يثير أكثر من سؤال وجيه حول مصدر الشرعية ومعاييرها في الخريطة السياسية المصرية ، وما إذا كانت تلك الشرعية تكتسب من رضى السلطة أم من قبول الجماهير ورضاها

    هناك ظاهرة خطيرة وربما لم ينتبه إليها أحد من قبل وهي خلط التشريعي بالتنفيذي ، وخلط الحزب الوطني بالدولة ، وأنا لا أقصد هنا مسألة مشاركة الوزراء – الذين يمثلون السلطة التنفيذية - في الانتخابات التشريعية ، وإنما أقصد الدعاية التي يقوم بها مرشحو الحزب الحاكم بجلب الوزراء الذين يقومون بتفجير خراطيم الوعود على الناخبين في حال فوز حليفهم ، وهو الأمر الذي يعد بمثابة مواجهة مباشرة غير متكافئة بين مواطنين يحلمون بتحقيق مطالبهم البسيطة وتنفيذيين يتملصون من تحقيقها بمجرد اعلان النتائج ، كما أن ذلك الأمر من ناحية أخرى يشير إلى الخلط الكبير بين دور عضو البرلمان كمشرع للقوانين وكمراقب على عملية تنفيذها من قبل السلطات التنفيذية ، وبين استعانته بوزراء تنفيذيين للدعاية له والذي من المفترض أنه نفس الشخص المنوط له مراقبة ومسائلة هؤلاء الذين استعان به ليأتوا به إلى مقعده في البرلمان. ومن ناحية ثالثة ، فالأمر برمته يمثل تحدي من الحكومة إلى الناخبين بأنه إن لم ينتخبوا مرشحها فلهم الجحيم والحرمان من الخدمات وعقود العمل السنوية. وأخيرا فإن الحديث عن انجازات الدولة على لسان أعضاء الحزب الوطني ومن ثم ربط الحزب بالدولة هو خطأ ساذج لا يغتفر من أشخاص وكوادر يفتقدون المعرفة بألف باء سياسة وجيم حاء حزب وسين شين دولة ، وإن كان يغفر لهم ذلك لأنه ليس على المريض حرجا

    أخيرا ، فلعل أكثر ما استوقفني هو مؤشرات الحراك السياسي الخطير الذي صعد بالتيارات الدينية – كما يحب لبعض الصحف القومية أن تصفها – إلى مقدمة الصفوف في المعركة السياسية ، فبدون الإخوان المسلمين يبدو المشهد الانتخابي راكدا وتقليديا وفاقدا حيوية المنافسة وروح التجديد والتغيير ، وهو الأمر الذي أثبته الإخوان خلال الحملة الانتخابية حضوراً في الإدراك للعامة وفي الشارع السياسي وفي وسائل الإعلام، لم يتوفر لهم منذ خمسين عاماً ، وإذ يحسب للأوضاع الراهنة أنها رفعت كثيراً من سقف التعبير وحرية الحركة ، فإن حركة الإخوان والصحف المستقلة والمعارضة استفادت كثيراً من تلك الأجواء، وفيما يتعلق بالإخوان فإنهم نظموا حملة انتخابية علنية رفعت شعاراتهم ونداءاتهم في كل أنحاء مصر، حيث لم تخل قرية أو مدينة أو شارع رئيسي من لافتات باسم الإخوان المسلمين، وتلك صورة لم يألفها المجتمع المصري منذ حل الجماعة في عام 1954، حيث كان أعضاؤها في أحسن أحوالهم يعملون متحالفين مع آخرين ورافعين لراياتهم ، ولم يحدث من قبل أن أسفروا عن وجودهم بهذه الدرجة من العلانية ، وحين أتيح لهم أن يشاركوا في برلمان عام 1987 بعدد من الأعضاء غير مسبوق (35عضوا) فإنهم خاضوا المعركة الانتخابية بالتحالف مع حزب العمل وكانت لافتاتهم تحمل اسم التحالف الإسلامي ، ولم يذكر اسم الجماعة في اللافتات والملصقات

    بسبب ضعف الأحزاب السياسية في مصر، فإن الإخوان بدوا في المشهد الانتخابي وكأنهم القوة الوحيدة المنافسة للحزب الوطني ، الأمر الذي وجه رسالة إلى الجميع ـ في الداخل والخارج ـ نبهتهم على أن حضورها لم يعد ممكنا تجاهله ، بالتالي فإن الإصرار على وصفهم بالجماعة المحظورة بدا أمرا غير مستساغ ، وهو ما دفع بعض عقلاء المحللين السياسيين في مصر إلى الدعوة إلى إضفاء الشرعية عليهم ، حتى لا يطول أجل المفارقة التي باتت تخصم من رصيد احتمالات الانفراج السياسي

يبدو أن مفترق الطرق الذي بدأت ملامحه تتضح وسيزداد وضوحا بعد أيام ، يشير إلى أن المصريين قد بدأوا يفهمون أصول اللعبة ، وأستغلوا العظمة التي رماها إليهم الملك ليلعقوا بها وينشغلوا عن أموره ، فإذا بالعظمة تتحول إلى دانة مدفع موجهة إلى رجاله وإلى قصوره بل وإليه هو شخصيا

إن الطريق لا يزال طويل على نضج ديمقراطي مزعوم ، ولكن كل شيء يبدأ بخطوة ، والخطوة الآن ليس من يفوز أو من يخسر ، فالرهان ليس على مرشحين للرئاسة أو للبرلمان ، أو على ماذا سيفعل بنا الاخوان ، وإنما الرهان على شعب بأكمله ، إن تحرك وحده فهو كفيل بقلب كل الموازين ، والخطوة التي خطاها الشعب الآن أنه بدأ يعي أشياء كثيرة لم يكن يعرفها أو لم يكن يفهمها من قبل ، بل أكاد أجزم بأنه مستعد للتحالف مع الشيطان نفسه للتخلص من النظام الذي أبقاه في حظائر الصمت لعقود طويلة
posted by المواطن المصري العبيط at 2:46 PM | Permalink | 0 comments
Wednesday, November 09, 2005
أقوال غير مأثورة

إرضاء الضمير مستحيل .. وفى اللحظات التى يخيل اليك أن ضميرك رضى عنك .. إنما هو فى الحقيقة يكون قد مات

معذب

الانسان مغرم دائما بالتضحية .. كان أول حياته يذبح نفسه قربانا لله.. ثم بدأ يذبح خروفا، والآن هو يذبح الاخرين

ضابط متقاعد

الدبلوماسى هو الرجل الذى يحدثنى وهو يكرهنى فأظن انه يحبنى

سفير سابق

الحبيب الغيور له الف عين .. وهو مع ذلك أعمى

حبيبة مخلصة

السعاده كالنوم كلما انتظرتها وسعيت اليها .. هربت منك وطارت من جفنيك

بائع حبوب منومة

أحسن واحد ينصحك بالاقلاع عن الخمر رجل عاجز عن الاقلاع عنها

مدمن مخدرات

الزواج مستحيل ، والزنا من الكبائر ، والعادة السرية حرام ، ومشاهدة أفلام البورنو مرض نفسي
داعية متزوج من أربع وله مما ملكت أيمانه عشرون

سرقات الملوك .. اسمها المهذب.. ضرائب

مأمور ضرائب فى عهد الخديوى

انا لا أثق فى عواطف البنت قبل العشرين .. انها لا تعرف ماذا تريد من نفسها.. وأنا لا اثق من كلامها بعد الثلاثين لانها تعرف اكثر مما يجب

رجل لن يتزوج

نصيحتى للممثلة الناشئة التى تريد أن تصل بسرعة.. ألا تضيع وقتها فى البحث عن جمهور تمثل أمامه ، بل أن تبحث أولا عن مصور تخلع ملابسها أمامه ومنتج تمثل عليه

ممثلة قديمة

الملايين التى ننفقها على شرب الشاى والقهوة والسجائر والمخدرات والخمور والورق أقوى دليل على أن الحياة لا تحتمل

بائع لب

حب البنت تركبك ، واركب البنت تحبك

صايع قديم

رغبات الانسان أطول من ذراعيه.. انه لا يشبع أبدا.. وهذا سبب كثره ترديده لكلمة الحمد الله من فرط افتقاره الى الحمد .. ولفرط احتياجه الى كلمة يخفف بها جوعه وطمعه ولأنه فى الحقيقة لا يحمد أبدا

مواطن مصري

يجب أن نثق في الفكر الجديد للحزب الحاكم ، وأن نؤمن بحتمية سلطته التاريخية علينا ، وأن ندعو له بتسديد الخطى فقادته هم خلفاء الله في الأرض

مواطن عربي




posted by المواطن المصري العبيط at 1:47 PM | Permalink | 1 comments
Tuesday, October 25, 2005
اعلانات مبوبة
مواطنون

للبيع لأعلى سعر: مواطن مصري من أرض المحروسة يسمع الكلام جيدا وينفذ ما يقال له ويفضل الضرب بالكرباج

للايجار:
سيدة بدينة من زينهم قادرة على الردح لساعات طويلة وتتلفظ بكل أنواع الشتيمة والسب والقذف اللعن وتشلح الجلابية وتمزقها عند الضرورة. تفضل في المآتم والمشاجرات النسائية

فرصة:
شركة بلطجي سيرفيس تقدم للسادة مرشحي مجلس الشعب بلطجية وهجامين محترفين ويستخدمون كل أنواع الأسلحة البيضاء والثقيلة، خبرة في تكسير العظام وتهشيم المجمعات الانتخابية


للعظماء فقط: فتاة في الخامسة والعشرين من العمر، تمارس الجنس في جميع أوضاعه، ترقص وتغني وتشرب كل أنواع الخمور والمكيفات والسجائر، خالية من الأمراض المعدية، تسعى إلى منصب سياسي في المستقبل القريب أو أن تكون سيدة مجتمع

للبيع

أرض مساحتها مليون كم2 تطل من الشمال على البحر المتوسط ومن الشرق على البحر الأحمر، يمر في وسطها نهر النيل ، ويعمل بها أكثر من خمسة وسبعين مليون بني آدم يصلحوا جميعا كخدام وسفرجية وطباخين. للاستعلام: أمانة السياسات، كورنيش النيل، القاهرة

للايجار مفروش أو قانون جديد

قصور رئاسية، وزارات، هيئات حكومية بجميع الكماليات والجماليات. فقط للمستثمرين العرب والأجانب ورجال الأعمال

قروض ومنح لا ترد
يعلن بنك السمبلاوين الدولي عن فتح الباب لاعطاء قروض (منح) للسادة رجال الأعمال وتكون الشروط كالآتي
أن يكون المقترض مصري الجنسية ولا مانع من وجود جنسيات أخرى

    أن يكون قد سبق له الاقتراض من بنك آخر ولم يقم بسداد ما عليه من ديون

    ألا يقل المبلغ المقترض عن مليار جنيه

    أن يكون السداد خلال فترة لا تتجاوز خمسون سنة

    في حالة عدم السداد سيكون هناك غالبا إجراء ولكننا لا نعرفه الآن

أجهزة كهربائية

للشباب المحروم تستطيعون الآن أخيرا ممارسة الجنس مع العروسة الشقية بوطة القرموطة. اثداء سيليكون رائعة، أرداف شبه طبيعية، فرج يعمل بالكهرباء (Vibration) ويساعدك على الوصول للنشوة. لضمان اللذة الجنسية ضع فيشة العروسة في الكهرباء وابدأ معها الممارسة واستمتع بسماع صوت الآه تخرج منها بأربع لغات


دورات تدريبية

مجموعة المركز الوطني الديمقراطي للتدريب والتأهيل تقدم أقوى الدورات التدريبية


النفاق

الكذب

الاحتيال

الخيانة

ادارة البلطجة في الانتخابات

التزوير

التحقير

التضخيم والتعظيم

للحجز والاستعلام : بابا جمال وبابا كمال وبابا صفوت وعلي بابا

محمول

الدكتور محمد الجلياط صرف مليون جنيه علشان يبقى مرشح الحزب الوطني في دايرته وصرف مليون تاني يوميات للبلطجية والمومسات بتوع حملته الانتخابية وصرف مليون تالت على العزومات والرشاوي والوجبات اياها مع مشروب البيبسي وعلبة السجاير المارلبورو. وكسب الانتخابات وبقي نايب في البرلمان
سيد زبو اشتري خط محمول وفاز بكرسي في البرلمان

posted by المواطن المصري العبيط at 12:34 PM | Permalink | 2 comments
Thursday, October 20, 2005
اعلان غير مدفوع الأجر طبقا للمادة (ك-س-أ-م-ك) من الدستور



عزيزي المواطن المصري - العبيط
اعرف أن صوتك أمانة
وتأكد أن يدك مسئولية
واكتشف أن أنفك أزمة
اعطي صوتك لي لأنني الأفضل
تأكد من استخدام يدك في الاشارة بعلامة الصح عن رمز العضو التناسلي للمرأة ثم ادخل ورقة الترشيح في الصندوق الزجاجي
اكتشف بنفسك أنه عندما تفكر في دس أنفك فيما ليس لك فيه فانك سوف تلقي مالا ترضيه

...........................................

عزيزي المواطن المصري - الحقير

هذه هي المميزات العائدة عليك من انتخابك لي

قميص وبنطلون وجزمة (حسب تعليمات السيد رئيس الجمهورية في توفير الملابس لمحدودي الدخل
علبة سجائر مارلبورو أحمر (تبقى استايل كده وانت بتنتخبني وفي ايدك سيجارة بفلتر أحمر
وجبة غداء من كنتاكي (ترم عضمك وتخليك تقدر تستحمل الضرب من رجالة المرشحين التانيين
مشروب مثلج (يمكنك الاختيار بين البيبسي والكوكاكولا والعصير
ورقة مالية فئة العشرين جنيها مصريا (علشان تبسط عيالك ومراتك
كرتونة واقي ذكري من أجود الأنواع (ابسط نفسك بلحظات التحرش بالنساء والفتيات وسط المظاهرات والتجمعات

آآه كنت هأنسى (أنا آسف) : اصلاح الديمقراطية والتأكيد على قيم حقوق الانسان ومراعاة حقوق محدودي الدخل والقضاء على ظاهرة البطالة وتوفير رغيف العيش والرعاية الصحية للفقراء والتعليم للجميع والحرب على أمريكا واسرائيل (لأنهم جزم ولاد كلب) والوصول لكأس العالم ورفع الأجور والمعاشات وتوفير المياة الحلوة النظيفة. كما يراعى في برنامجي الانتخابي القضاء على الأمراض الأتية: البرد، الكحة، البواسير، العجز الجنسي، البروستاتا.



كل ما عليك (يا سي زفت) أن تتأكد من استخدام يدك في الاشارة بعلامة الصح عن رمز العضو التناسلي للمرأة ثم ادخل ورقة الترشيح في الصندوق الزجاجي
وشكرا

posted by المواطن المصري العبيط at 12:07 PM | Permalink | 1 comments
Wednesday, October 12, 2005
تعريفات هامة

من هو المواطن المصري العبيط ؟
الذي تعود على ابتسامة الحاكم البلهاء هو وزوجته وأولاده وأحفاده وأولاد خالاته في كل مكان دون أن يسأل نفسه مرة عن السر وراء هذه الابتسامة
الذي يردد دائما: اللي نعرفة أحسن من اللي مانعرفهوش ، واللي هاييجي هيسرق البلد من جديد
الذي يرحب دائما بالضرب على قفاه وعزائه الوحيد أنه سعيد أن عذريته لم تطال حتى الآن
الذي يخاف أن تطوله سياط الزبانية وتحرمه من الكام نكلة اللي بياخدهم أول كل شهر
الذي يسرق رغيف العيش ليأكله فيطلع أيمان أمه ، وغيره يسرق المليارات ويكرم في التليفزيون ويحتفى به
posted by المواطن المصري العبيط at 2:02 PM | Permalink | 3 comments

ليست هناك تعليقات: