الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

اراء

عن أول قضية تحرش وصناعة الأمازونيات

محاولة لهز الكلوب بدلا من تهشيمه

بعد ان تابعت قصة المخرجة الوثائقية نهى رشدي صاحبة أول قضية ضد التحرش، تذكرت لا إراديا شيرين صاحبة العصا الكهربائية الشهيرة.. فتاة شارع فيصل التي عوملت
بطريقة التجريس والتشهير بشكل يثير الإحباط، فبدلا من التفكير وقتها في اسباب استعانة فتاة بهذه العصا السحرية، وأسباب ادعاءها بأنها نجلة عميد شرطة، وكيفية مواجهة هذه المواقف في شوارعنا حين تقع مصادمات بين السيارات.. اتجه الجميع إلى التجريس والتشهير بالفتاة كأنهم يؤدون رقصة وثنية حول صنم أحول
في قضية المخرجة نهى رشدي التي جرجرت المعتدي على القسم في موقف بطولي لايمكن انكاره، اتجه الحدث إلى اتجاه مصري خالص.. وهو التجريس والوعيد للمتهم، على طريقة: هات الكرباج عشان أضرب ابن الكلب ده ويكون عبرة لمن يعتبر
هكذا تحدث الاعلام.. فتاة تقف ضد مجتمع متخلف يحض الفتيات على قبول التحرش والرضا بنصيبهن من اللمسات وغير ذلك.. وتحولت القضية إلى.. يا فتيات مصر اتحدن، واتخذن سبيلكن إلى تقليد نهى، وعلى الجميع امساك الأجراس لتجريس أي متحرش، وعلى رجال الشرطة الانتظار في أقسامهم انتظارا للفتيات وهن قادمات برؤوس المتحرشين، وعلى الجياع الحاقدين على أسيادهم أن يتحرشوا بالفتيات المعفنات المستضعفات

كيف تختار الفتاة التي تتحرش بها؟
بعيدا عن نهى رشدي.. أتصور مشهدا آخر يتحرش فيه شاب أخرق بجسد أمرأة موظفة بدينة مصابة بأمراض الدنيا لكن الله أعطاها جسدا يحرك مشاعر المشوهين.. كيف سينتهي الموقف؟ سينتهي نفس نهاية الشاب الذي خطف حقيبة فتاة محجبة بسيطة، فجلست تبكي في هستيريا حتى انطلقت سيارة أحد السكان ليأتي بحقيبتها من الشاب بعد تأديبه بعلقة ساخنة، أتصور فتاة أخرى وهي صديقة قديمة تعمل في وظيفة محترمة ومعرضة فعلا للتحرش في أي وقت، واتذكر انني كنت أسير معها في الشارع وانتقلت لي مشاعرها حين تلقت تعليقا عابرا من صبي أحمق ظن انها تسير بمفردها، أتصور هذه الصديقة وهي تحاول ضبط أحمق آخر تجرأ وتحرش بها، اعتقد انها قد تتعرض لتمزيق ملابسها، وسيهرب الاخرق حتى حين

صناعة الأمازونيات
لا أدري ما هدف من يروج لعبارة خدي حقك بإيدك .. هل انتهينا إلى هذا الحد؟ ردود فعل بعض الفتيات والنساء المشجعات على الاقتداء برمز البطولة نهى رشدي تثير الحيرة، و لا أعرف ان كان هدفهن هو رفع الادرينالين الى أعلى مستوياته لدى الفتيات وخلق أمازونيات متحفزات ضد الرجال، أم أنها مؤامرة مع جهاز الشرطة لتقليل تواجده في الشارع عدا في كمائن الشرطة والمظاهرات ومحاكمة هشام طلعت مصطفى؟
في الماضي حين كنا نلعب في سن الابتدائي، كانت بعض الفتيات يستخدمن عبارات من نوعية.. امشي يا غلس، روحوا العبوا مع الولاد، انتوا رخمين، أنا هقول لأخويا... وبذاكرة حديدية أتذكر أن نسبة 90% من هذه العبارات كانت مجرد تماحيك ومناوشات وتنمر متبادل من الطرفين، أو انعكاس لنرجسية متأصلة تدفعنا إلى الضحك
إن إيجاد هذا الحس الأمازوني، سيعمق مأساة فتيات يعانين من صراع بين الاستقلالية و الوحدة، بين النظرة المتعالية إلى الرجل على أنه حيوان تحركه غرائز و رغبات دنيئة، وبين تأسيس علاقة سليمة مع زميل أو صديق أو رئيس أو حتى زوج ودود
كان يقال في أتوبيس المدرسة : البنات البنات.. أوسخ الكائنات ، وترد الفتيات : الولاد الولاد أقذر الكائنات.. في تناص مع شعر صلاح جاهين
أعتقد أننا ما زلنا نلعب نفس اللعبة حتى الآن.. وربما نضيف إليها لعبة أخرى تلعبها فتيات الطبقى الوسطى والعليا، ولن يشارك فيها فتيات الطبقات الأدني، لعبة قد تلعب بطريقة كيدية في المستقبل القريب إن شاء الله... وكل هذا ضمن لعبة الاعلام المصري حول الشباب اللي يفرح

بنت الجامعة الأميركية
ولأن محامي المتهم كان يمثل الرجعية بصورة غير مسبوقة، فقد استخدم إشارات وعبارات عن كون المدعية من خريجات الجامعة الأميركية وانها من سكان مصر الجديدة، أي أنه يريد أن يصل إلى أن هناك اتجاه للتشهير بالمتهم والتجني عليه من الناحية القضائية، من أجل استخدام القضية إعلاميا، وأن وراء الأمر حسابات طبقية استخدمته ككبش فداء
وبعيدا عن حكايات المحامين وحساباتهم، فهل لو كانت الفتاة التي تعرضت لهذا الحادث و اوصلت المتهم إلى السجن فتاة أخرى من أي محافظة مصرية، أجرت إجراءاتها في سرية دون مراكز حقوقية أو دعم من صحافيات يخشين أن يكن في مكانها، وأصحاب حملة لسه فيكي رجالة يا مصر.. أقول لو كانت نهى فتاة قروية اتخذت إجراءاتها في سرية دون اتصال بالاعلام.. هل كانت ستكون في هذه المكانة؟ نهى كانت مؤهلة لهذه المكانة.. حتى أنها في لحظة الحادث استخدمت كلمة
اتحرش بي جنسيا وهي تحدث المارة في الشارع، وهي مكانة لن تصل إليها فتيات أخريات.. لسن في جرأة مخرجة ولسن بوعي فتاة من الجامعة الأميركية، ولسن من سكان مصر الجديدة
أنا مش ليلى.. انا نهى
فتاة بميت راجل، في إشارة إلى نقص هرمون التستسرون لدى الرجال الذين يتابعون التحرش دون تدخل

على هامش القصة
ـ
حسب رويترز أنه : وقالت المصادر القضائية ان محامي جبريل قال للمحكمة ان الشريعة الاسلامية تقبل بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين لكن المحكمة اعتمدت على تقرير تحريات كتبه ضابط شرطة تضمن شهادة أصحاب متاجر في الشارع
وهنا أتساءل عن هذا التعليق الغريب من المحامي الأغرب، فإما أنه فعلا لا يكاد يفقه شيئا في الشريعة الإسلامية التي من المؤكد أنه درسها في سنة تانية حقوق، أو ان هناك حالة إعلامية أوجدت هذا التعليق محشورا في متن التقرير على لسان المصادر القضائية، كدليل على رجعية المحامي التي لابد انها تتواءم مع رجعية المتهم والمجتمع المعادي ـ بالضرورةـ لتصرف الفتاة كما يلمح البعض هنا
فالشريعة الاسلامية تأخذ بشهادة أي شاهد بل قد تقدم شهادة المرأة على الرجل..
إقرأ هذا الرابط .. ومسألة رجل وأمرأتين هذه في حالة الاشهاد وليست الشهادة، وفي حالة من حالات التعاملات المالية، وهناك اجتهادات تجاوزتها لأنها على حد علمي تخيير للدائن، عموما ربما يكون هذا التعليق ضمن باقة الرجعية وطرائفها، فهو إما محامي رجعي طريف فعلا، او انها عبارة استخدمت في الموضوع وتم تصديرها من أجل تكامل الحالة ورسم الصورة المطلوبة
ـ
أول قضية تحرش : لا أدري هل أنا مغيب أم أن لدي مشكلة مع القانون؟ حين سمعت العبارة المستخدمة في الاعلام من إنها القضية الأولى من نوعها، درت حول نفسي دورة كاملة، وتذكرت ما قرأته في مجلدات أحكام المحاكم الأهلية وتحديدا في عام 1913 حين لفت نظري طعن مقدم في قضية هتك عرض ومذكور فيه اسم الفتاة والمتهم، كما قرأت أيضا في أعوام تالية حكم في قضية طفل لم يتجاوز السابعة تعرض لهتك عرض، والأسماء مدونة في المجلدات بأسماء القضاة والمحاكم
إذن فنحن منذ عام 1913وما بعدها ـالفترة التي كنت أطلع فيها على المجلدات ـ نلجأ للقانون، ولنا ان نتخيل عقلية المجتمع في هذه الفترة البعيدة، وان نتخيل أن الفتاة التي ذكرت اسمها في الوثائق كانت مصرية بسيطة، ولم تخش الفضيحة، ولجأت للقانون، لكن المثير أن أحدا لم يعتبرها بطلة في هذه الفترة السحيقة، منذ أكثر من 95سنة
إذن لماذا اعتبرها الإعلام أول قضية من نوعها في تاريخ مصر القضائي، رغم ان الحكم صدر كجريمة هتك عرض تقليدية ؟ علما بأن هناك مسودة مقدمة لقانون ضد التحرش، وان مصر شهدت تماديا في هذه الحوادث مؤخرا.. هل هي صناعة حالة..؟ هذا ما كنت أقصده
عدو المرأة ومحامي الشيطان
حين ذكرت تعليقا بسيطا على هذا الحكم التاريخي غير المسبوق!!!!!!! تلقيت ردا قويا أشبه بلكمة من أحد أبطال ملاكمة الوزن الثقيل.. كانت العبارة كالآتي : يعني إيه يا عبدالرحمن.. هو انت عايز البنت يتحرش بيها وتروح تطبطب عليه.. وأعقب هذه العبارة المتجنية وصلة من الحديث النسوي الفخم الذي لا يرى إلا صدرا عبثت به أيد قذرة
في مثل هذه المواقف يسمع الناس صوتك من مقام خالف تعرف الموسيقى.. بينما أنت تتحدث عن قضايا أخرى، عن صناعة الحدث إعلاميا لخدمة أهداف أخرى، عن رضا الدولة بهذه الحالة التي توكل فيها بعض المهام للحقوقيين والاعلاميين لرفع بعض الأعباء عنها، عن صناعة أبطال لم يكونوا ليصبحوا ابطال لولا أنهم من نخبة، عن محاولة التشهير بنماذج كفتاة فيصل أو المتحرش الخسيس لخدمة بيانات وأنشطة تعدها المراكز الحقوقية وفقرات في الصحف والبرامج الفضائية، عن حالة المجتمع المصري بما فيه من بغضاء، عن الحس النسوي الذي تحركه أبعاد نفسية انتقلت للاعلام. كل هذه المسائل تحركت دون أن أعرف لماذا مد المتحرش يده إلى صدر فتاة في مصر الجديدة؟ ولماذا يتحرش المتحرشون في أماكن أخرى ..؟ وهل التحرش فعلا يعكس علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع كما يدعي البعض، أم انه يعكس علاقة أفراد المجتمع ببعضهم على حد سواء؟

Tuesday, October 21, 2008

بين الهواية والاحتراف... أمواج من البشر

تنويه.. وتنزيه : الأحداث متشابهة ومتشابكة، تفتقد التزييف و التزيين والتزييت
مررت منذ أيام بلافتة تقول... العالم كله ضدك، فأجابهم : وأنا كمان ضدي
من بعيد.. سمعت صوت النبطشي ينادي : لسانك حصانك، ان صنته صانك، وان هنته هانك
**
كانت محاولة طيبة ـ وموفقة ـ حين نفخت نحو السماء بغرض تحريك السحاب.. أكاد أقسم أني شاهدت السحاب يتحرك فعلا باتجاه الشرق، علما بأنني كنت انفخ ناحية الغرب، في هذه اللحظة التاريخية هبت صديقتي التي ملت زفراتي الغاضبة وتحدثت بلغة خطابية ركيكة عن سبب توجه السحاب نحو الشرق، و أكدت بلهجة واثقة أن السحاب لن يتجه أبدا نحو الغرب، فالسحاب في مذهبها لا يتجه إلا شرقا أي ناحية القبلة. و سرعان ما سقطت مزاعمها حين تحول السحاب فجأة نحو الغرب، رأينا المشهد سويا، ولما تحطمت أمالها قامت واحتجت واعتبرت ذلك من العلامات الكبرى، وقتها فقط أفاقت وأدركت أننا ما زلنا داخل جامعة القاهرة، وأن حولنا مجموعة من المخنثين يراقبوننا بفضول المراهقين، هدأت وعادت إلى صوابها، واعتبرت زفراتي مجرد امتعاض من وجودها، ونسيت أمر السحاب
**
منذ فترة لم أتلق مكالمات عجيبة، ولم أرى أرقاما غريبة أو أرقاما بيضاء من غير سوء، الآن تحدثني الزميلة الفاضـلـة التي لم/لن أعرفها، قائلة : إنت هاوي؟
لم أعرف ما هو الفرق بين الهاوي والمحترف.. هل هو التفرغ؟ أم أنها الغلاسة كما ذكرت لي في حديثها الغلس؟
اكتشفت مؤخرا أنني لست غلسا، ولا بد أن أنوه هنا إلى أن الغلاسة هي المرادف الرقيق لكلمة اقسي وأعنف، وحين لا تكون غلسا، فأنت ـ كما اتفقنا ـ لست محترفا، وللمحترف فضل كبير على الهاوي، ويشاع عن أصل الهواة أنهم كانوا قد سقطوا جميعا منذ زمان بعيد مع النيازك ولم يجدوا من يضع لهم تعريفا إلى اليوم، فاختاروا التشتت بين البلدان، ولم يعد لهم مكان في القرن الـ21 حسب قوانين التجارة العالمية
**
وحين يقول القائل.. أنا أعمل كهاوي، فتأكد أنه في قمة الاحتراف، و أن احترافه هو الذي يدفعه إلى هذا الادعاء والتمسح في الهواة المساكين.. لا أدري ما الذي ذكرني الآن بوزير الثقافة المصري!؟ ولماذا بدأ عبده الاسكندراني الآن الغناء داخل رأسي ؟ هل هو مزاج النهاوند وتحركات العُرب الموفقة!؟ أم هي كلماته الحكيمة التي تداعب خيال المستمع النرجسي
**
العبد قال للشيطان : جاي تضحك على دقني وانا راجل استاذ.. احسن لك تفارقني لأديك بالعكاز، مش عيب لما أطوح واتمرمغ في الطينة.....الخ، كان حوارا طويلا استضافته قناة الحكمة بين الشيخ محمود الحسيني والعبد الصالح الذي أخفت الكاميرا ملامح وجهه وأظهرته كأنونيموس تقليدي، مخالفة بذلك قانون النشر الإعلامي الجديد
**
أخرجتُ الكاميرا الجديدة المنحوسة لأصور اللافتة، قرأتها مرة اخرى قبل التصوير، كان مكتوبا عليها ... قال لهم : أنا ضدكم، فأجابوه : وإحنا كمان ضدنا.. أعتقد أنها اختلفت أو تغيرت أو تبدلت أو....، لن أصورها

Sunday, October 19, 2008

ليلى وكيف نصنع واقعها

أتذكر الآن الظهور الأول لشعار كلنا ليلى وكيف أعلنت عنه منظمات الحملة في العام 2006، ما جذبني وقتها إلى الموضوع هو عشقي لفكرة إلقاء كرسي في الكلوب، و قلب الطرابيزات، ورغم أنني كنت أعلم منذ البداية أن هذا ليس هدف الحملة أو منهجها، إلا أن وضوح الهدف منذ البداية حول الحديث عن المسكوت عنه، وفكرة إطلاق صرخة غضب أو ضجر من كل ما يحدث حول الفتاة والشابة والسيدة في مصر والوطن العربي.. كل هذا كان جاذبا وشيقا في حد ذاته
**
استفزاز يدفع إلى تحرش وتنمر
لقد كانت ليلى من الذكاء بحيث لم تخسر قضيتها في معاداة أحد، بل أتذكر دعوات إيمان بلو المتكررة للشباب من أجل المشاركة، أعتقد أن هدفها هي و زميلاتها آنذاك كان ـ ومازال ـ الابتعاد عن شبهة تحويل الحدث إلى يوم نسوي تقليدي، يقف فيه الشباب خارج الحجرات للتلصص أو إلقاء الحجارة
وتذكرني هذه الجملة الأخيرة برد فعل المتحرشين في شوارعنا... حين يشعر الشباب بأنهم خارج الحسابات وانهم مستبعدون وليس لديهم إلا المراقبة أو المتابعة الغاضبة، فيتجهون إلى الاحتكاك البغيض،
كرد فعل لما يظنوه استفزاز انثوي.. من بهرجة الملابس، إلى تعمد استخدامهن لغة اقصائية اتجاه الرجل،..الخ
لكن كانت ليلى منذ البداية من الطيبة بحيث حاولت إشراك الشباب وإيجاد علاقة سليمة توضح ان جميع الأطراف مشتركون في نفس الهم، بدلا من تحويل الشباب إلى متفرجين محبطين
**
كرسي في الكلوب
حين استخدمت تعبير كرسي في الكلوب في الفقرة الأولى، لم أكن أعني إلقاء كرسي باتجاه الرجال أو الذكور، لكنه كرسي ألقى على الصامتين جميعا، وهو ما يدفعني إلى التفكير في فكرة خطرت في بالي وقتها منذ عامين، هل إذا قامت مبادرة تستهدف مشاكل الذكور ستلقى التأييد والاهتمام؟
عموما.. أعتقد أننا جميعا لا بد وأن نخرج من الشكل التقليدي لتناول آلام الإنسان على أساس النوع، فبدلا من تسليط الأضواء على ألام الضحية يجب التركيز على أسبابها الموضوعية، و الخروج من فخ تصنيف الواقع إلى ضحية وجاني، فلا توجد ضحية كاملة ولا جاني كامل، فكل يحمل في تكوينه جزءا من الآخر.. هذه المعادلة أظن أن حملتنا اليوم تحاول تطبيقها بصورة ما
**
ليلى حين تصنع مشاكلها
من المؤكد ان الذكور سوف يكتبون بمنظور مختلف عن الإناث... ما أردت التعرض له هنا هو كيف تشارك ليلى في صنع مشاكلها، وكيف تفقد تعاطف أو تأييد من حولها
منذ أيام كنت في محطة مترو أنور السادات، وحدث أن تعطلت كافة ماكينات الخروج تقريبا، وبدأ الرجال في القفز فوق الماكينات إلى الخارج، لكن كان رد فعل إحدى النساء من صاحبات السحنة الموظفاتية، هو الضرب بيد قوية على الماكينة والصراخ بحالة هستيرية، لتنتقل الهستيريا إلى سيدة أخرى.. ثم أعلنت الأخيرة عن سبب هذه الهستيريا، حين قالت : اعملوا حاجة في المكنة دي، طب الرجالة بيعرفوا ينطوا من فوقيها احنا نعمل إيه؟؟؟
تلقائيا بدت هذه المرأة وصاحبتها المتنمرة في أعين الجميع بمظهر الغليظة المتوحشة، لأنها ابتزت واستفزت الواقفين واتهمتهم بالتواطؤ لصالح الذكور، وهو ربما ما لم يكن في مخطط أي منهم، لكنها أعطتهم اقتراح ومبرر للوقوف ضدها، وبالفعل تلكأ العاملون أمام الماكينات في الاستجابة لها
كان يكفي من المرأة أن تشير إلى تعقد الوضع مع طلب الحل.. دون هذا السيناريو السابق
**
غياب فكرة احتواء الآخر لدى الرجل والمرأة
حين أفكر في أغلب شكايا المرأة والفتاة التي يتناولها البعض.. أجدها تتمحور حول ما تتعرض له من : تحرش.. تطاول.. استهزاء.. إقصاء.. وأنا أعلم أن رغبة القائمين على هذا اليوم هو الحديث عن القهر والتضييق، لا تلخيص المشاكل في موضوعات كالختان او التحرش فقط، فهذه مظاهر لأسباب
لكن ما هو أهم أنك قد تجد أحيانا بعض ردود الأفعال التي تقلل من هذه الآلام، وتعتبرها مشكلة عامة.. وحين أفكر في السبب وراء هذا التصرف، أجده يتلخص في وقوع من عرضوا قضيتهم في فخ العرض الاستفزازي للقضية، او التعامل الاستفزازي بشكل عام مع الآخرين.. بل ومع الذات أحيانا
ففكرة أن تخرج الأنثى لتحاول تأكيد.. أنها أنثى بما يتبع ذلك من تصرفات، هي فكرة قد تدفع الطرف الآخر ـ المحبط ـ إلى التحرش.. التطاول.. لإحساسه بالاستبعاد، وانه خارج المعادلة، وانه حوصر في موقع المراقب
أعتقد أن المشكلة الحقيقية ليست لدى ليلى حين تصنع مشاكلها فقط، ولا عند الرجل الأخرق الذي سرعان ما يتجه إلى الانتقام، بل لدى كلاهما معا
حين يبتعد الرجل عن التعرض لأصل المشاكل وينتقم لمحاولات تحييده، و حين تبتعد المرأة عن التركيز على المشكلة وتتجه إلى التركيز على ارتباط المشكلة بالنوع وكأنها احتكرت الألم
فنرى رجلا ينتقم حين يشعر بتحييده أو استبعاده، وامرأة تبتعد عن أصل المشكلة وتركز على أثرها عليها كأنثى
--
ما أزكيه في يوم كلنا ليلى، هو أن الفكرة قامت على احتواء مشاكل الأخر، فالمطلوب هو أن تكون القضية هي الطرف الآخر، لا أن يتحول الطرف الآخر إلى قضية
ليلى تصنع مشاكلها حين تصر على أن تضع الرجل كأصل للمشكلة أو حين تتعامل معه كمتآمر، والرجل يتحول بالفعل إلى مشكلة حين ينساق وراء هذه الصورة، ويبدأ في الدفاع عن وجوده والانتقام من محاولات تحييده وإقصائه
--
لا بد أن أضع هنا فقرة في الختام أشبه باستدراك.. هناك نماذج نسوية تخفق في التعامل مع المشاكل التي ترتبط أكثر بالنوع، حين تبدأ في ابتزاز الآخرين للتكسب من هذه المشاكل، أو حين تحاول إبراز ذاتها عن طريق هذه المشاكل النوعية، أي أنها تحول مشاكلها إلى سبب وجود، وبالتالي فهي ليست في حاجة إلى الرجل أصلا، وربما ليست في حاجة إلى حل هذه المشاكل، بينما تستمر معاناة أغلبية بنات جنسها من هذه المشاكل
وأنا هنا أربط النوع بالمرأة، لانعدام الاهتمام بمشاكل النوع لدى الرجل تقريبا
**
لا اريد أن أقع الآن في هذه الفقرة الأخيرة في فخ الدروس المستفادة، لكن أريد أن أشير إلى أن الأزمة الرئيسية في مشاكل المرأة والفتاة، هي اننا في هذا المجتمع لم نتحاور حول المشكلة جيدا بقدر ما نعطيها أسبابا تآمرية قد تقصى بعض الأطراف، والجميل في ليلى انها حاولت ان تبتعد عن هذا الطريق المسدود

Friday, October 17, 2008

أشقاءنا مكين و بوطين و صقروزي

قليل من الفصام لا يضر
الاخوة الأشقاء في العروبة
اليوم نحكيكم عن قضية تهم كل عربي غيور على اهله وعشيرته من بني العروبة، كيف ما قلت بالماضي، كعرب لنا أشقاء في كافة اصقاع الأرض، في أوروبا وفي أفريقيا السمراء، ومانقولوش أبدا السوداء كيف ما يقول الاستعمار
والامبريالية البائدة، وهي ان شاء الله بائدة كيف ما شفتم في انهيار الاقتصاد الأمريكي على يد بوش وامثاله
أقول انه لنا أهل وعشيرة في خارج ما يعرف اليوم بالعالم العربي، أو كيف ما يقول الاستعمار والامبريالية البائدة الميدل إيست، الميدل إيست هذا خربطوا بيه كل شيء، يعني كنا بالماضي شرق، اليوم قسموها شرق اوسط وأدنى وأقصى
أقول إنه في الماضي قولنا انه شكسبير أصله
الشيخ زبير وهذا اكدته الأبحاث انه الشيخ زبير أصله من البصرة، كثير من اللي اصولهم عرب يتنكرون لها اليوم.. كيف ما يستعر شقيقنا الأسمر الأفريقي المسلم أوباما من أصله، وهذه عقد نقص عند البعض من اصولهم
بعض الرؤساء اتأكدنا من أصولهم و راح نكشفوها اليوم


مثلا صديقنا الرئيس ساركوزي يقولون انه من اصول مجرية من أبوه ويونانية من أمه، لكن اللي يفتش راح يعرف انه الاسم والتحليل اللغوي يفضح هذه الأكذوبة، المعروف انه الصقر يتشبه بيه الرجال اللي يجيبو الفخر لقبايلهم، مثل صقر قريش، وغيره من عيال القبايل.. وساركوزي ماهو الا صقروزي وهي اصلها صقر لكنها اتحرفت واخذت اسم النسب في اللغة المجرية، لغة ابو الرئيس الفرنسي
نشوف الرئيس الروسي السابق نلاقيه من أصول عربية بعيدة، وانه فيه دماء عربية واضحة من الولاة اللي كانوا في القوقاز جنوب روسيا، وكان يلتسن اللي قبله قوقازي او مغولى خالص منتذكرش، لكن بوتين اصل اسمه أبو طين، أو بوطين كيف ما يقول العربان في البادية على الغني .. هذا رجال عنده طين أو أرض زراعية
الجد الأكبر للرئيس الروسي كان صاحب أراضي في الاستبس فسموه أهله بوطين، وكان هذه التسمية معروفة عن الداهية الشهير اللي اسمه راسبوتين اللي أصلها راس بوطين
المفاجأة الكبرى اللي نفجرها اليوم انه المرشح الرئاسي الأمريكي امام شقيقنا المسلم الأفريقي أوباما هو المرشح مكين، له أصول عربية واضحة باسمه، والنسابة في اوروبا يعرفون انه اجداده كانوا عيلة حسب ونسب واصحاب كلمة في بلاط الملوك، ولذلك سموا جده الكبير مكين لأنه مكين عند الملوك .. وعيلته اللي سمته بهذا الاسم فخر وعز بعد ما مسح خزي وعار هروبهم من الاندلس

Wednesday, October 15, 2008

القبض على صاحب حملة كلنا لها بتهمة الغش التجاري

المتهم حاول تقليد شعار حملة كلنا ليلى فسقط في يد العدالة
مدون مشارك في الحملة يؤكد : الشعار الأصلي مشهور ولا يمكن تقليده أبدا


ألقت قوات الأمن اليوم القبض على أحد مرتادي موقع بلوغر بتهمة الغش التجاري وتقليد شعار حملة تدوينية بدون تصريح، وكان المتهم قد صمم شعارا يحمل اسم كلنا لها على غرار شعار حملة كلنا ليلى، وبدأ في ترويجه بين المدونات بهدف التشويش على الحملة الأصلية
وكانت قوات الأمن المصرية قد اقتحمت فجر أمس مقر حركة كلنا لها المحظورة، وضبطت كميات كبيرة من شعارات كتب عليها كلنا لها، إلى جانب كميات كبيرة من المنشورات المعادية لحملة كلنا ليلى، وعدد ثلاثة كيلو حشيش للاستخدام الشخصي بحيازة احد أعضاء الحركة
ويقود المتهم الرئيس ويدعي حنفي شبكة من مرتادي موقع بلوغر، وكان ينوي القيام بحملة مضادة لحملة كلنا ليلى التي حققت نجاحا ملحوظا مؤخرا
وأدلى المتهم بتفاصيل هامة عن لقاءات أعضاء حركة كلنا لها وأهدافهم من ترويج المنشورات والشعارات المضادة، وذكر أنهم كانوا يهدفون إلى الاستيلاء على موقع كلنا ليلى وتحويله إلى مقر جديد لحركتهم المزعومة
وذكر بيان رسمي لوزارة الداخلية انها ألقت القبض على مجموعة من الأشقياء اعتادوا في الفترة الماضية القيام بأنشطة محظورة على الانترنت وتقليد شعارات الحملات الكبرى والإساءة إلى القائمين عليها
ومن ناحية أخرى فقد أصدرت حملة كلنا ليلى بيانا توضح فيه ملابسات الحادث، قالت فيه : أن الحملة قد تعرضت مؤخرا إلى محاولات لتشويه شعار الحمله بواسطة مجموعة غامضة، وتحويله من كلنا ليلى إلى كلنا لها، إلا أن أعضاء موقع بلوغر سرعان ما أدركوا الفرق سريعا، وتصدوا لهذه المحاولات، مما أثار أعداء الحملة ودفعهم إلى توزيع منشورات معادية
وقال أحد المدونين المشاركين في حملة كلنا ليلى : الشعار الأصلي مشهور ولا يمكن تقليده أبدا، وقد اكتشفت تزييفه من النظرة الأولى
وتعد حملة كلنا ليلى من أهم الحملات التي تدار سنويا على الانترنت بهدف الدفاع عن حقوق المرأة إزاء المظالم التي تتعرض لها شريحة من النساء في الوطن العربي، ويشارك فيها سنويا عدد كبير من المدونين الذكور والإناث على السواء منذ أن أنطلقت لأول مرة في عام 2006
--
Note:Please have a sense of humor
:)

Tuesday, October 14, 2008

عراف آخر زمن

وقال لي أمامك سكة سفر، لكنك لن تسافر، فقط ستتجول في دائرة ذات قطر طويييييييل، ستدور حول المركز مسافة عشرين كيلومتر، ثم تقف، فتسأل الرجل في الورشة : يا عم.. هل بإمكاني أن أصور زوجتك وهي تعمل معك؟ فلا يرد، فتقول: طب.. هل بإمكاني أن أصور ابنتك وهي تعمل معكما؟ فيتركك ويتخذ طريقه داخل الورشة المظلمة، ثم يهرول ناحيتك وبيده أداة حديدية غليظة، تصرخ وتجري، ويفسح لك الناس الطريق على غير العادة، تغادر بولاق بسلام إلى تاكسي ينطلق بك إلى الزمالك
عاتب عليك يا بدر في طلعتك بدري
طالع في غير موعدك قصدك تشوف بدري
الليل نسيك يا بدر لما رأى بدري

"محمد الكحلاوي"
تجتمع بأعضاء التنظيم، ثم تتحدث إلى نفسك.... حين جلسنا آخر مرة لنحصي العمليات التي قمنا بها مؤخرا، وجدت أن لدينا حصيلة جيدة، حتى أنني فكرت في ترقية عصام إلى رتبة سيغان الوف.. مجلس الشوري، المسرح القومي، مصانع المحلة، .. عمليات ناجحة أردنا بها القضاء على بؤر الفوضى والتخلف، أردنا أن يفيق الناس من غيبتهم
القبض على الفنانة الراحلة سوزان تميم لمحاولتها الاعتداء على هشام طلعت مصطفى في السجن
ها ها ها .... هكذا تكون العناوين المثيرة، أظنهم الآن يبحثون في قبور الموتى عن منفذي عملياتنا المباركة، من يتصور أن عمليات التحرش الجماعية كانت لنا يد فيها
لم نكن نريد إلا أن يفيق الناس، ويفكروا، ويتدبروا، كنا كمن يحي الموتى بعد ألاف السنين من موتهم
--
يلقوك على الأريكة.. تنام ساعة هاربا من دخان اسود غطى سماء الحي، ترى أستاذك في مدرسة ملحقة المعلمات بمدينة المنيا، يذكرك بعبارة قالها لك منذ سنوات طويلة، لا تبدأ بالصعب كي لا تكره السهل، تستيقظ، تتجول في شارع ملك مصر والسودان سابقا، ومنه إلى الجامعة، فترى أساتذتك وقد رحلوا، والطلبة قد ولوا... لا أحد غيرك
يا مصر يا قلة يا بؤجة يا تفاحة وعصير
في الضلة واقفة بفلة على تبن وحصير

"أي كلام فاضي"
--
عند موضع بعض العوامات الراسية، تقف لتتأمل مياه النيل الراكدة، وتدعو الله بفيضان دائم، وخير وفير، تتذكر إخوانك في التنظيم ونهايتهم المتوقعة، وتبدأ في وصلة دعاء طويلة يتراقص أثنائها الشيطان أمامك، يدندن أغنية قديمة طالما أغاظك بها، ويقول : ادعو كما تشاء فلن يجاب الدعاء
لكنك تستمر في الدعاء، تخرج كاميرتك، وتحاول التقاط صورة للشيطان، وتخفق، لأن الفلاش لم يعمل، لكنك ترى في موضع الشيطان صديقتك الانجليزية وهي تحاول تعلم الرقص الشرقي فوق مياه النيل
تعود إلى دارك، وتفكر فيما قاله العراف، وتبدأ في تفكيك ما قاله على أمل الوصول إلى نتيجة

Sunday, October 12, 2008

كيف تعري (...) الصحافة بضمير مرتاح؟

توضيح 13/10: رفعت الموضوع وحولته إلى درافت، بعد ان حذرني صديق من ان لغة البوست قد تثير عداء بعض الزوار تجاه الموضوع خاصة العاملين في الصحافة، وهو احدهم... ثم تلقيت رد فعل من صديقة عزيزة ابدت ضيقا بالمحتوى، وتفهمت رأي كل منهما، خاصة انني كنت متردد في نشره
الآن أعيد نشر الموضوع مرة أخرى بهدف واحد، وهو طرح فكرة تدعو القاريء العادي إلى عدم الوقوع في هوى كل ما يقرأ، لأن بعضه مفبرك وغير صحيح بالمرة، أما الصحافي المحترف فربما يتلقى دعوة للابتعاد عن التواطؤ بالصمت عن ما يحدث حوله من اعتماد على الفبركة كروتين يومي في الكتابة، وكوسيلة انقاذ تملأ الصفحات، والجيوب أحيانا
لعلي كتبت هنا مرة عن بعض الفبركات.. لا نتيجة هوس قديم بتتبع عورات الناس، لكن نتيجة غضب دائم من البلد، إلى جانب اسباب تتعلق بالتفكير المثالي الساذج، أؤكد ان هذه المثالية الرعناء ليست متكلفة أو مصطنعة بل هي مرض لا علاج له، اما الغضب فله أسبابه
حين أكتب هنا عن الفبركة والسرقة والاستهتار بالقاريء في العمل الصحافي، فهذا من منطلق الكتابة عن المسكوت عنه في حياتنا.. نعم، فمن النادر ان تجد صحافيا يتعرض لهذا الموضوع إلا دفاعا عن نفسه، أو للتشهير بمؤسسات أخرى نفاقا لمؤسسته الطيبة، كما أن ممارسة التواطؤ بالصمت عن هذه الفبركة اليومية سببها أن الصحافي اذا تحدث عنها فأول ما سيخطر ببال المتلقي أنه يتحدث عن مؤسسته، لذا فالصمت أفضل
أمر أخير.. الفبركة ليست حكرا على الصحافة، فهناك ملايين الموظفين في وطننا الحبيب يفبركون مستنداتهم، ويقصون المزعجين الوسواسيين اذا تطلب الأمر، ويتنمرون على زملائهم الجدد لازاحتهم عن الطريق.. لكن كل هؤلاء لا يؤثرون في وعي الجمهور، ولا تتحول حكاياتهم وكتابتهم إلى مادة يتداولها العامة كحقائق، كما أن المفبركون التقليديون في المكاتب والمؤسسات التقليدية لا يطالبون بكل نرجسية بحرية التعبير ولا يناضلون ضد أي نوع من المراجعة أو الرقابة
مشكلة الصحافة أنها بلا رقيب، أو كما قال أحد أصدقائنا، ليس هناك من يراقب جودة المنتج و فحصه ان كان مغشوشا أم لا
لا أدري أن كنت قد أوضحت الهدف.. لكن أتذكر أنني قرأت مرة في إحدى المدونات عن فكرة تتبنى ملاحقة ما يكتب في الصحافة من فبركات ومعلومات مضللة، رغم انني أعلم انها فكرة رومانسية الى حد كبير، غير ان أهم ما فيها انها تعبر عن رغبة في التعرض لما هو مسكوت عنه.. و التعرض لتلك العلاقة المشبوهة بين مادة مزيفة تشكل وعي قاريء لديه استعداد لتناول وجبات التزييف، والانصياع للحس الشعبوي الذي تروجه هذه المادة
الدعوة الرئيسية التي عبرت عنها فيما يبدو بغضب، هي الا تسلم عقلك لما هو مكتوب في الصحف.. كن أعلى من تلك النصوص الحمقاء، واعلم انها سلطة تمارس عليك، وابحث عن المعلومة قبل ان تبحث عن النشوة
هذا وبالله التوفيق
وفيما يلي البوست المشبوه:
-----------------
أعتقد أنني كتبت في العنوان كلمة الصحافة بدلا من الصحافيين، وربما كنت سأستخدم عبارة بعض الصحافيين تعبيرا عن دهائي وقدرتي الخارقة في استخدام اللغة للتجريح مع ترك مساحة للاستدراك، بمعنى أنني قد أرد على المنفعلين قائلا : لا لا أنت لم تفهم العنوان، أنا كتبت بعض الصحافيين، ولم أكتب كل الصحافيين
لكني لم أفعل هذا، وارتكبت فعل فاضح حين استخدمت كلمة الصحافة، فأطلقت التعميم من إسطبل عنتر، كي يركض في سباق التنمر والمشاعر السلبية
**
هناك صديق و.. صديقة، يتحملان وزر هذا العنوان، وهذه المشاعر التي أردت أن أتخلص منها هنا
لقد أدرنا حلقة نقاشية ثلاثية استمرت عدة ساعات تحت عنوان هام هو : مستقبل الصحافة... فبركات وهبل العمل الصحفي.. أهم ما في الموضوع، أنها جلسة غاضبة في موقع خطير جدا، في مقهى البورصة الذي جلست فيه هناك للمرة الأولى، حانثا بقسم عظيم كنت قد أقسمته بألا أجلس هناك مرة أخرى.. لكن مع الصحبة الطيبة تنسى كل هذا
**
بالعامية : فيه أماكن بتعمل حاجة ظريفة، بتخليك تحل امتحان الوظيفة من البيت أو المكتب، وبعدين تبعته على الميل، الحكاية دي اتعملت معايا مرة من سنتين، ومرة تانية من اربع اشهر تقريبا.. بتبقى غالبا حاجات فيها كتابة أو ترجمة، وعايزين يشوفوا أسلوبك
في آخر مرة دي اتطلب مني أترجم حوار مجتزأ من فيلم أمريكاني، بنباهتي وبدعم من صديقي منير البعلبكي عرفت أنه حوار في اجتماع تحرير في جريدة، والريس بتاعهم عايز موضوعات جامدة عشان العدد الجاي
ورسيوا على موضوع اقترحته صحافية من الحاضرين عن الحب الأول، المهم الموضوع قفلته وهما قاعدين في الاجتماع، وخدت مصادرها والقصص من الاجتماع
الريس بتاعها مثلا قال لها قصة حب عجيبة جدا عن لما كان في فيتنام وازاي حب بنت فيتنامية هناك، القصة كان مألفها من خياله، وزميلها التاني قال قصة عن حبه الأول اللي فشل بسبب الفروق الطبقية واعتزازه بكرامته، قصته كمان كانت متألفة
في الختام.. الريس بتاعها فكرها بحاجة مهمة، قالها : متنسيش تغيري الأسامي، وانا هيبقي اسمي كذا، وهو اسمه كذا... زي كل مرة
..
بعد ما خلصت مكنتش مصدق، وقولت : يا ولاد (الـ..)، حتى أنتوا كمان في أمريكا كده، أنا كنت فاكر الكلام ده بيحصل عندنا احنا بس!!ـ حسيت بعدها بغرابة الموقف والامتحان، وكإن البروجكت مانجر لما بعت لي الامتحان كان قاصدها.. وده طبعا كان مستحيل
**
كانت هذه القصة إحدى النوادر التي سردناها في تلك الليلة الكاشفة، صديقتي أخبرتني مرة حين رويت لها هذه القصة لأول مرة أنني شخصية كاشفة، أخبرتها عن ضيقي بالصحافة، أقصد الصحافيين، أقصد بعض الصحافيين، وأنا أقول هنا بعض الصحافيين ـ كما اتفقنا ـ كوسيلة للاستدراك ولاستعراض ذكائي اللغوي.. أقول أن هذا البغض سببه عقدة جعلتني أقرأ الصحف الآن بأعين مختلفة، أفرز المفبرك والملفق، ثم أصاب بنوبة قيء واكتئاب فسرها طبيبي الخاص بأنها أعراض مرض جديد يصيب بعض القراء
**
حين جلسنا أمس، قمت ـ بمعاونة الحضور ـ بكشف مؤخرة الصحافة، أقصد الصحافيين، أقصد بعض الصحافيين، وفعلت هذا الفعل الفاضح لا بهدف التشفي أو التسلي، ولا نتيجة حقد دفين، بل أزعم أنني لا أملك سوى قدر ضئيييييل من المعلومات في هذا الشأن، قمت بهذا الفعل المشين بضمير مرتاح، نتيجة قرفي الشديد من حملة الدفاع عن الصحافة، وحرية الصحافة، ومن تقززي الشديد من صحافيين مفبركين وأفاقين و...الخ يطالبون بحرية التعبير، قمت بهذا الفعل الفاضح كتعبير عن امتعاضي من متأنق يقدم نفسه كإعلامي متنور دون أن يذكر انه صعد على جثث كثيرة
**
اليوم أنا أفهم نفسية المتحرشين وضرباتهم المتوالية في وسط البلد، و شارع جامعة الدول العربية، وكأني أحد أبناء هذه الطائفة المتمردة التي تجوب شوارع المدينة المتوحشة تفتك وتهتك الأعراض
على الصحافة ألا تمر في المناطق المذكورة حفاظا على مؤخرتها من الكشف، فلن ينفعها الاحتشام
وشكرا

ليست هناك تعليقات: